تحذير رسمي من الأزهر.. الكشف عن تصاعد التمييز ضد المسلمين في إسبانيا

أدان مرصد الأزهر لمكافحة التطرف قرار بلدية “خوميَّا” في إقليم مرسية الإسباني بمنع المسلمين من إقامة شعائرهم واحتفالاتهم الدينية في الأماكن العامة، مؤكدًا أن هذا الإجراء يتنافى مع مبادئ الديمقراطية ويعكس نزعة إقصائية خطيرة تهدد قيم التعايش المشترك في المجتمع الإسباني بأسره. ويرى المرصد أن ما حدث ليس مجرد خلاف إداري بل مؤشر على تصاعد الشعبوية المعادية للمسلمين.

مرصد الأزهر يدين قرار منع الشعائر الدينية في إسبانيا

أفاد مرصد الأزهر لمكافحة التطرف بإدانته الشديدة لقرار بلدية “خوميَّا” الإسبانية، والتي يقودها تحالف يضم حزب “فوكس” اليميني المتطرف والحزب الشعبي. ينص القرار على حظر إقامة المسلمين لصلواتهم واحتفالاتهم الدينية في الأماكن العامة. وأكد المرصد أن هذا القرار يتصادم مع جوهر المبادئ الديمقراطية ولا يعبر سوى عن توجه إقصائي مقلق للغاية، مما يشكل تهديدًا جديًا لقيم التعايش المشترك في إسبانيا.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. تعرف على قواعد تحديد الإيجار الشهري للشقق القديمة

تداعيات حظر شعائر المسلمين: تهديد للسلم المجتمعي

أوضح مرصد الأزهر أن ما جرى في “خوميَّا” لا يمكن تفسيره على أنه مجرد خلاف إداري حول كيفية استخدام المرافق العامة، بل هو إشارة واضحة لتصاعد التيارات الشعبوية والإقصائية التي تستهدف المسلمين على وجه الخصوص. وشدد المرصد على أن مثل هذه الممارسات تشكل خطرًا مباشرًا على السلم المجتمعي ليس فقط في إسبانيا بل في أوروبا بأكملها، مؤكدًا أن منع المسلمين من ممارسة عباداتهم يعمق الانقسامات.

انتهاك الدستور الإسباني والإعلان العالمي لحقوق الإنسان

أشار المرصد إلى أن هذا الحظر يمثل خرقًا صريحًا للمادة (16) من الدستور الإسباني، التي تكفل حرية المعتقد لكل المواطنين، بالإضافة إلى كونه انتهاكًا للمادة (18) من الإعلان العالمي لحقوق الإنسان. واعتبر المرصد أن أي مبررات تنظيمية يتم تقديمها أو الادعاءات المرتبطة بـ”المصلحة العامة” لا يمكنها إخفاء الطابع التمييزي لهذا القرار، الذي يستهدف جالية بعينها.

اقرأ أيضًا: قبل عرضه في السينمات.. تعرف على قصة فيلم “ماما وبابا”

مواقف داعمة لحرية العبادة: الكنيسة والحكومة الإسبانية

في سياق متصل، ثمن مرصد الأزهر الموقف الشجاع الذي اتخذه “مؤتمر الأساقفة الإسبان”، الذي أصدر بيانًا قويًا أدان فيه القرار ووصفه بـ”التمييز المرفوض”، مؤكدًا على أن حرية الدين والضمير تعد حقًا أساسيًا لا يجوز المساس به. كما أشاد المرصد بموقف الحكومة الإسبانية التي وصفت القرار بأنه “إحراج دولي” للدولة، وقامت بتقديم طعن رسمي يهدف إلى إلغائه، مشددة على التزامها بحماية الدستور ومبادئ التعددية والتعايش السلمي.

تحذير من تعميق الانقسام والكراهية

حذّر مرصد الأزهر بشدة من أن هذه الإجراءات الإقصائية لن تسفر إلا عن تفاقم الانقسام الاجتماعي وزيادة منسوب الكراهية بين مكونات المجتمع. ونوه المرصد إلى أن التاريخ الإسباني الغني يبرهن على أن حضارة البلاد قامت على أسس التنوع والتفاعل المثمر بين المسلمين والمسيحيين واليهود، مؤكدًا أن هذا التنوع كان دائمًا مصدر قوة لإسبانيا.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. النيابة تتسلم التقارير الطبية لضحايا حادث الغرق الجماعي بالإسكندرية

وفي ختام بيانه، دعا مرصد الأزهر المجتمع الدولي، والمؤسسات الأوروبية بشكل خاص، إلى تحمل كامل مسؤولياتها في مواجهة المد المتصاعد للتيارات المتطرفة وخطابات الكراهية. وطالب المرصد بالعمل بجدية على حماية قيم الحرية والمساواة، بما يضمن لجميع المواطنين، سواء كانوا مسلمين أو غير مسلمين، الحصول على حقوقهم الدستورية والإنسانية بشكل كامل دون أي تمييز.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. مفتي القدس: مصر الحاضنة للقضية الفلسطينية ولم تغلق معبر رفح