ظهور نادر.. كشف أثري جديد يُلقي الضوء على جوانب خفية من الركن الجنوبي الشرقي لمعبد الكرنك

كشفت بعثة أثرية مصرية فرنسية مشتركة عن اكتشاف مذهل داخل معبد الكرنك بالأقصر، يتمثل في مدينة أثرية متكاملة تعود لعصر الدولة الوسطى (2050 – 1710 قبل الميلاد). يسلط هذا الاكتشاف الضوء على جانب جديد وغير معروف من الحياة اليومية للعاملين بالمعبد، ويُرجح أنه ظل نشطًا لأكثر من ألف عام، ولم يُوثق وجوده في الدراسات السابقة.

مدينة أثرية متكاملة تكشف أسرار الحياة اليومية بالكرنك

أعلنت البعثة المصرية الفرنسية عن العثور على مبانٍ من الطوب اللبن، مزودة بأفران متخصصة لطهي الطعام وصناعة الخبز، بالإضافة إلى أدوات للطهي والتخزين ومعدات لازمة لخبز الخبز اليومي. تشير هذه المكتشفات إلى أن المنطقة لم تكن مجرد جزء من المعبد، بل كانت مركزًا حيويًا ومهمًا للمعيشة والعمل اليومي للأشخاص المرتبطين بالمعبد. هذا الموقع، الذي لم يُعرف عنه شيء من قبل، يقع ضمن الركن الجنوبي الشرقي من معبد الكرنك، ويقدم رؤى عميقة حول جوانب غير مكتشفة من الحضارة المصرية القديمة.

اقرأ أيضًا: ظهور جديد.. الأمراء والأميرات الشباب يعيدون تشكيل صورة العائلات المالكة

مكتشفات مذهلة: من أدوات المعيشة إلى كنوز الزينة والفخار

داخل هذه المدينة الأثرية المكتشفة، عُثر على مجموعة متنوعة من الآثار التي تعكس جوانب مختلفة من الحياة القديمة:

  • مباني متكاملة من الطوب اللبن، تظهر تصميمًا معماريًا يتناسب مع متطلبات الحياة اليومية والعمل.
  • أفران ومعدات متخصصة للطهي وصناعة الخبز، مما يؤكد على طبيعة الموقع كمركز إنتاجي للمأكولات.
  • أدوات تخزين يومية تستخدم لحفظ المؤن والمواد الغذائية، مما يدل على تنظيم الحياة المعيشية.
  • حلي ومصوغات تجميلية متنوعة، يُرجح أنها كانت تخص النساء أو العاملات في هذا المكان، مما يشير إلى وجود حياة اجتماعية وحضور نسائي.
  • قطع فخارية صغيرة مزججة باللون الأزرق النادر، وهي تتطابق تمامًا مع تصميم إناء “نمست” الشهير، المعروض حاليًا في متحف اللوفر بفرنسا، والذي يعود لعصر الملك أمنحتب الثالث من الأسرة الثامنة عشرة. هذا الاكتشاف يثير تساؤلات حول ارتباط سكان هذه المنطقة بالقصر الملكي أو بالطقوس الدينية الكبرى في ذلك العصر.

تؤكد هذه المكتشفات أن الموقع لم يكن مقتصرًا على الوظائف العملية فقط، بل كان مكانًا مأهولًا ونابضًا بالحياة.

اقرأ أيضًا: استقبلها الآن.. تردد قناة توم وجيري الجديد 2025 بأقوى إشارة على النايل سات

تاريخ الكرنك المتغير: من مدينة مزدهرة إلى مكب للنفايات ثم مخزن

وفقًا لبيان البعثة المصرية الفرنسية التابعة للمركز المصري الفرنسي لدراسة معابد الكرنك (CFEETK)، فقد شهد الموقع تحولات تاريخية ملحوظة عبر العصور. فقد تُرك الموقع في فترة الأسرة السابعة عشرة، وتحول بعدها إلى مقلب للنفايات. لكنه عاد للاستخدام مرة أخرى في عصر الأسرة الثامنة عشرة، حيث استُخدم كمخزن فوق هذا المقلب. هذا التسلسل الزمني يبرهن على استمرارية النشاط البشري وتغير استخدامات المكان بمرور العصور، ويعكس القدرة على التكيف وإعادة التوظيف للمواقع الأثرية.

الآثار المترتبة على الاكتشاف: إعادة تشكيل فهم معابد الكرنك

يعمل الفريق الأثري حاليًا على دراسة المقتنيات المكتشفة وتحليل عينات التربة بدقة لتحديد فترات الاستخدام ووظائف المباني المختلفة. كما يتم تنفيذ أعمال ترميم للمباني باستخدام طوب لبن حديث بنفس الأبعاد الأصلية، لضمان الحفاظ على الطابع التاريخي الأصيل للمكان وحماية هذه الآثار القيمة. يرى الباحثون أن هذا الكشف يمثل نقطة فاصلة في فهم مكونات معابد الكرنك وتاريخ استخدامها عبر العصور. يؤكد الخبراء أن المنطقة المكتشفة ستُعيد تشكيل التصور الأثري الكامل للركن الجنوبي الشرقي من المعبد، الذي ظل غامضًا لعقود طويلة.

اقرأ أيضًا: التحديث الأخير.. استقبل تردد قناة كراميش 2025 على نايل سات وعرب سات بأقوى إشارة