بعد أزمة تشيلسي.. فريق المليار جنيه.. هل يكرر الأهلي السيناريو؟

يتجه النادي الأهلي نحو سياسة تعاقدات غير مسبوقة، حيث أنفق ما يقارب مليار جنيه مصري على تسع صفقات قوية خلال الموسمين الصيفي والشتوي الأخيرين. هذا الإنفاق الضخم يثير تساؤلات حول تحول الأهلي إلى “فريق المليار جنيه” على غرار تجربة تشيلسي الإنجليزي، ويفتح نقاشًا واسعًا حول ما إذا كانت هذه الاستراتيجية ستجلب النجاح أم ستُدخل النادي في تحديات غير محسوبة.

الأهلي ينفق بسخاء: صفقات كبرى تقترب من حاجز المليار جنيه

شهدت فترتا الانتقالات الصيفية والشتوية لعامي 2024-2025 نشاطًا ملحوظًا في النادي الأهلي، حيث أبرم النادي ما يقارب تسع صفقات وصفها بالقوية، ووصل إجمالي تكلفتها التقديرية إلى ما يقرب من مليار جنيه مصري. هذا الإنفاق غير المعهود يأتي وسط آمال جماهيرية عريضة، وفي نفس الوقت يثير مخاوف من تكرار سيناريوهات أندية أخرى بالغت في الصرف دون تحقيق النتائج المرجوة. وفيما يلي أبرز صفقات الأهلي التي أُعلنت حتى صيف 2025:

اقرأ أيضًا: إنذار شديد اللهجة.. مانشستر سيتي يضرب وولفرهامبتون برباعية مع انطلاق البريميرليج

اللاعبالنادي القادم منه / الحالةالتكلفة التقديرية
محمود حسن تريزيجيهطرابزون التركي1.06 مليون يورو
أشرف بن شرقيانتقال حر (بعد فسخ عقد الريان القطري)تكلفة الشرط الجزائي 450 ألف دولار
مصطفى العشإعارة من نادي زد26 مليون جنيه
نيجيك جراديشارفيهيفار المجري1.2 مليون دولار
أحمد رضابتروجيت30 مليون جنيه
محمد علي بن رمضانفرينكفاروزي المجريغير محدد
أحمد رمضان “بيكهام”سيراميكا كليوباتراغير محدد
محمد شكريسيراميكا كليوباتراغير محدد
أليو ديانجعودة من الإعارة (الخلود السعودي)غير محدد (ليس صفقة جديدة)
أحمد مصطفى “زيزو”انتقال حر (بعد نهاية عقده مع الزمالك)غير محدد
محمد شريفانتقال حر (بعد نهاية عقده مع الخليج السعودي)غير محدد
محمد أحمد “سيحا”المقاولون العربغير محدد
ياسين مرعيفاركوغير محدد

هل يكرر الأهلي تجربة “فريق المليار” في تشيلسي؟

اكتسب نادي تشيلسي الإنجليزي لقب “فريق المليار جنيه إسترليني” بعد أن تجاوز حجم إنفاقه على الصفقات 1.5 مليار جنيه إسترليني منذ عام 2022 تحت إدارة تود بويلي. ورغم هذه الاستثمارات التاريخية والتعاقدات المكلفة، لم ينجح النادي في تحقيق طموحات جماهيره، بل تراجع أداؤه واحتل مراكز متأخرة في الدوري الإنجليزي الممتاز، مما أثار جدلاً واسعًا حول جدوى هذه السياسة التعاقدية الباهظة. هذا المشهد يضع الأهلي أمام مقارنة محفوفة بالمخاطر، فهل يمكن أن يسير النادي المصري على نفس المسار؟

الأهلي وتشيلسي: تشابه في الإنفاق واختلاف في الرؤية الإدارية

يوجد تشابه بين الأهلي وتشيلسي في نهج سوق الانتقالات، حيث دخل كلاهما بقوة واستثمر أرقامًا مالية ضخمة في صفقات اللاعبين. هذا يشمل حتى التعاقدات المجانية التي غالبًا ما تكون مشروطة بمكافآت توقيع ورواتب مرتفعة تزيد من العبء المالي. لكن نقطة الاختلاف الجوهرية تكمن في أن الأهلي، بتاريخه العريق، لطالما أظهر قدرة على دمج الإنفاق الفني مع التوازن المالي وإدارة الموارد بحكمة. على النقيض، واجه تشيلسي انتقادات حادة بسبب غياب خطة واضحة لدمج اللاعبين الجدد والحفاظ على استقرار الجهاز الفني، مما أثر سلبًا على أدائه.

اقرأ أيضًا: القمة تتغير.. مفاجأة في ترتيب الدوري المصري قبل الجولة الثالثة

التحذير من فخ “التضخم الكروي” وتحديات الصفقات الضخمة

لا يعني الإنفاق الكبير دائمًا النجاح المضمون، وتشير الدروس المستفادة من تجربة تشيلسي إلى أن الصرف بدون استراتيجية واضحة قد يؤدي إلى عواقب وخيمة. من هذه المخاطر تضخم رواتب اللاعبين، وصعوبة إدارة غرفة الملابس المليئة بالنجوم، وتحميل خزينة النادي أعباء مالية طويلة الأجل، وغياب النتائج الفورية على الرغم من الإنفاق الهائل. هذه العوامل يمكن أن تؤثر سلبًا على استقرار أي نادٍ مهما كانت قوته المالية أو شعبيته.

كيف يمكن للأهلي تفادي سيناريو تشيلسي؟

على الجانب الآخر، يمتلك النادي الأهلي عدة مقومات قد تساعده على تفادي الوقوع في الأخطاء التي ارتكبها تشيلسي. هذه المقومات تمنح النادي ميزة نسبية في إدارة هذا الإنفاق الضخم وتحويله إلى نجاح حقيقي. ومن أبرز هذه العناصر:
* استقرار إداري وفني نسبي يسمح باتخاذ قرارات مدروسة وتطبيق استراتيجيات طويلة الأمد.
* خبرة واسعة في إدارة ملفات التعاقدات والإعارات بما يخدم مصلحة الفريق الفنية والمالية.
* قاعدة جماهيرية ضخمة تضغط وتدعم في آن واحد، وتُعد عاملًا مهمًا في تحقيق الانتصارات وتجاوز التحديات.
* دوري محلي أقل تنافسًا نسبيًا من الدوري الإنجليزي الممتاز، مما يمنح الفريق مساحة أكبر للتأقلم ودمج اللاعبين الجدد.

اقرأ أيضًا: لأول مرة منذ سنوات طويلة.. نجم ريال مدريد يكشف مفاجأة تاريخية لمحمد صلاح

في كرة القدم الحديثة، لم تعد الأرقام المالية وحدها كافية لتحقيق البطولات والأمجاد. فقد أثبتت تجربة تشيلسي أن “المال لا يصنع المجد إن لم يُدار بعقل وحكمة”. النادي الأهلي، بتاريخه العريق وقاعدته الجماهيرية الكبيرة، يقف اليوم أمام مفترق طرق حاسم. فإما أن يثبت أن “المليار جنيه” كان استثمارًا ذكيًا ومدروسًا يعود بالبطولات، أو أن يدخل قائمة الأندية التي أخطأت الحسابات في عالم كرة القدم المتغير.

اقرأ أيضًا: قرار مثير.. الشارقة يتعاقد مع لاعب صربي في صفقة هي الرابعة هذا الموسم