رسالة حاسمة.. برلين ترفع سقف انتقاداتها تجاه إسرائيل بشأن الأوضاع في غزة

تبنت الحكومة الألمانية لهجة أكثر صرامة تجاه إسرائيل، مطالبة بالسماح الفوري بدخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة عبر الأمم المتحدة، ووضع حد لما وصفته بـ “الكارثة الإنسانية غير المقبولة”. جاء ذلك خلال زيارة وزير الخارجية الألماني، يوهان فاديبول، إلى القدس، حيث أكد أن صبر برلين بدأ ينفد، وأن على الحكومة الإسرائيلية تحمل مسؤولياتها أمام القانون الدولي والرأي العام العالمي.

ألمانيا تطالب بإنهاء فوري للكارثة الإنسانية في غزة

وجه وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول، نداءً عاجلاً للحكومة الإسرائيلية، خلال محادثات أجراها في القدس مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو ومسؤولين من الأمم المتحدة. طالب فاديبول إسرائيل بالسماح الفوري للأمم المتحدة بإيصال وتوزيع المساعدات الغذائية داخل قطاع غزة بشكل آمن وفعال. وشدد على أن الكارثة الإنسانية المتفاقمة في غزة يجب أن تنتهي الآن من خلال آلية الأمم المتحدة المعروفة، واصفًا الوضع هناك بأنه “لا يُحتمل” وأن الموت والمعاناة “لا يمكن تخيلهما”. كما دعا فاديبول حركة حماس إلى وقف القتال وإطلاق سراح جميع الرهائن، مؤكدًا أن استمرار المواجهات لا يخدم مصالح أحد.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. جيش الاحتلال الإسرائيلي يُقر باغتيال الصحفي أنس الشريف في غزة | تفاصيل جديدة

تغيير في الخطاب الألماني وتأكيد الصداقة رغم الخلافات

تُظهر تصريحات وزير الخارجية الألماني تحولاً لافتاً في الخطاب السياسي لبرلين، حيث تلقى فاديبول تكليفًا مباشرًا من المستشار الألماني فريدريش ميرتس، عقب اجتماع مجلس الأمن القومي الألماني. كان الهدف من الزيارة نقل رسالة واضحة لإسرائيل بأن الأزمة الإنسانية في غزة لم تعد قابلة للتجاهل، ولتقييم مدى جدوى الضغط السياسي في هذا التوقيت الحرج. ومن المتوقع أن يقدم فاديبول تقريراً تفصيلياً للمستشارية الألمانية حول نتائج زيارته. ورغم هذا الانتقاد المباشر للسياسات الإسرائيلية، أكد فاديبول أن ألمانيا ما زالت تعتبر نفسها صديقة لإسرائيل، على الرغم من التباينات الواضحة في الرأي.

ردود فعل إسرائيلية متباينة على الموقف الألماني

أثار موقف وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول ردود فعل متباينة داخل الحكومة الإسرائيلية. فقد هاجم وزير الأمن القومي إيتمار بن غفير ألمانيا بشدة على منصة “إكس”، معتبراً أنها تدعم “النازيين الجدد”. في المقابل، سارع وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إلى الرد على تصريحات بن غفير، رافضًا إياها بشكل قاطع. وأكد ساعر أن ألمانيا “دولة صديقة ووزير خارجيتها صديق لإسرائيل”، داعيًا إلى الحفاظ على العلاقات الثنائية القوية رغم التباينات في وجهات النظر.

اقرأ أيضًا: أول مرة يتكلم.. أحمد آدم يكشف أسراره مع مجدي الجلاد

تزايد الضغط السياسي الألماني رغم استبعاد العقوبات

على الرغم من أن الحديث عن عقوبات ألمانية محتملة ضد إسرائيل لا يزال مستبعداً في الوقت الراهن، وذلك بسبب الاعتبارات التاريخية العميقة المتعلقة بالهولوكوست، فإن النبرة السياسية في برلين باتت أكثر حدة وتشدداً. يأتي هذا التغير مدفوعاً بتزايد صور الأطفال الجوعى في قطاع غزة، والتي تتصدر وسائل الإعلام الألمانية بشكل مستمر. أكد نواب من الحزب الاشتراكي الديمقراطي الألماني أن “زمن الكلمات قد انتهى”، مشددين على ضرورة ممارسة ضغط سياسي فعلي وملموس لتحقيق تقدم حقيقي في الأزمة الإنسانية.

ألمانيا تدحض الرواية الإسرائيلية حول صعوبات إدخال المساعدات

في الوقت الذي تصر فيه الحكومة الإسرائيلية على أن الوضع الإنساني في قطاع غزة ليس بالسوء الذي تصفه وسائل الإعلام، مشيرة إلى أن بعض الصور المتداولة “مضللة”، تؤكد منظمات الإغاثة الدولية بشكل قاطع أن المجاعة تقترب من مستويات كارثية. وقد رفض وزير الخارجية الألماني يوهان فاديبول الرواية الإسرائيلية التي تزعم أن السماح بإدخال المساعدات يعني دعماً لحركة حماس، قائلاً بوضوح: “حتى لو كان ذلك صحيحاً في السابق، فإن حجم الكارثة الإنسانية الآن لا يبرر استمرار عرقلة المساعدات”.

اقرأ أيضًا: تتحدث لغتك بطلاقة! ميتا تطلق ميزة الترجمة الصوتية بالذكاء الاصطناعي على فيسبوك وإنستجرام.. وجوجل تعلن رسميا عن سلسلة هواتف Pixel 10 المرتقبة