شهادة حصرية.. طارق النهري يروي لأول مرة: هكذا انقلبت أحلام ثورة يناير إلى فوضى

كشف الفنان طارق النهري خلال لقاء تلفزيوني مؤثر على قناة “إكسترا نيوز” عن تفاصيل صادمة من تجربته في أحداث ثورة يناير 2011، مؤكدًا أنه عاش حياة طبيعية ومهتمة بالشأن العام قبل أن يجد نفسه متورطًا في أحداث عنف وتهديدات بالقتل من جماعة الإخوان. وروى النهري تجربته القاسية مع السجن في قضية المجمع العلمي، موجهًا رسالة للأجيال الجديدة بضرورة التفكير العقلاني للحفاظ على استقرار الوطن.

رحلة من الفضول إلى الاعتراض على مسار ثورة يناير 2011

أوضح طارق النهري أن نزوله إلى ميدان التحرير في بداية أحداث ثورة يناير 2011 كان بدافع الفضول والرغبة في متابعة التطورات عن كثب. مشيرًا إلى شعوره بأن مصر كانت على أعتاب مرحلة تاريخية حاسمة. وأكد النهري أن الثورة انطلقت بمطالب عادلة ومشروعة سعت للإصلاح والعدالة الاجتماعية. لكنه فوجئ بتحول المشهد سريعًا إلى فوضى وعنف. الأمر الذي دفعه للاعتراض علنًا على انحراف مسار الثورة عن أهدافها الحقيقية.

تهديدات الإخوان وموقفه الوطني ضد الفوضى

تحدث الفنان المصري عن الضغوط الكبيرة التي تعرض لها بسبب اعتراضه العلني على أعمال العنف والفوضى التي شهدتها البلاد. كاشفًا عن هجوم جماعة الإخوان عليه واعتباره “خائنًا وبلطجيًا” لمجرد محاولته إيصال رسالة بأن الثورة لا تعني الفوضى أو التخريب. وأضاف النهري أن الحملات ضده تصاعدت لتصل إلى تهديدات مباشرة بالقتل. مؤكدًا أنه استمر في التعبير عن آرائه بصراحة ووطنية خالصة. محاولًا توعية الناس وتحذيرهم من محاولات بعض الأطراف استغلال أحداث الثورة لتحقيق أجندات خاصة لا تخدم الوطن.

تجربة السجن المريرة في قضية المجمع العلمي

بسرد مؤثر، روى النهري تفاصيل تجربته مع القضاء. معربًا عن صدمته بإدراجه كمتهم في قضية حريق المجمع العلمي المصري. على الرغم من عدم معرفته بمكان المبنى وقتها. مشيرًا إلى أن نشاطه البارز في الميدان جعله هدفًا سهلًا للزج به في هذه القضية. ووصف النهري تجربة السجن بأنها الأصعب في حياته. مؤكدًا أنها كانت مرحلة قدرية مليئة بالتحديات النفسية والإنسانية. لكنه تعامل معها بوعي وصبر. معتبرًا أنها فتحت عينيه على حقائق كثيرة تتعلق باستغلال بعض الجماعات للثورات والأحداث السياسية لمصالحها الخاصة. وأضاف أن هذه المرحلة كانت بمثابة مدرسة قاسية أكسبته خبرة إنسانية عميقة. وجعلته يعيد النظر في الكثير من الأمور. مؤكدًا أن الشعب المصري دفع ثمنًا باهظًا للعبور من هذه المرحلة. لكنه تعلم الكثير من دروسها القاسية.

رسالة طارق النهري للشباب من أجل مستقبل مصر

اختتم الفنان طارق النهري تصريحاته بتوجيه رسالة مهمة إلى الشباب والأجيال الجديدة. داعيًا إياهم إلى التفكير بعقلانية وحكمة قبل الانسياق وراء دعوات التظاهر أو التحركات غير المدروسة. مشددًا على أن حب الوطن يقتضي السعي للإصلاح والتطوير بطرق آمنة لا تهدد استقرار البلاد أو أمن مواطنيها. وأكد أن تجربته الشخصية تمثل شهادة حية للتاريخ على ما حدث في مصر خلال العقد الماضي. مشيرًا إلى أن الفن والفكر يجب أن يكونا دائمًا أداة للتوعية والبناء لا للهدم أو التحريض على العنف. مؤكدًا أن مصر بحاجة ماسة لكل جهد مخلص يسعى للنهوض بمستقبلها وتقدمها.