صدمة لجماهير برشلونة.. عقد الكونغو يفشل في إنهاء الأزمة | ما الذي حدث؟

عاد فريق برشلونة إلى تدريباته الأسبوع الماضي مرتدياً قمصاناً جديدة تحمل شعار جمهورية الكونغو الديمقراطية، في خطوة تعكس تفعيل اتفاقية رعاية حديثة وقعها النادي قبل أسابيع. يمثل هذا العقد، الذي تبلغ قيمته نحو 4 ملايين يورو على مدار أربع سنوات بحسب صحيفة “سبورت” الإسبانية، متنفساً مالياً جديداً للنادي الكتالوني، لكنه لا يمكن أن يُستخدم مباشرة لتسجيل لاعبين جدد أو رفع سقف الرواتب في الوقت الراهن، وذلك بسبب لوائح الرقابة الاقتصادية الصارمة لرابطة الدوري الإسباني “الليغا”.

تفاصيل عقد رعاية برشلونة مع جمهورية الكونغو الديمقراطية

تأتي هذه الشراكة لتعزز مصادر دخل برشلونة، حيث تبلغ قيمة العقد مع حكومة جمهورية الكونغو الديمقراطية حوالي أربعة ملايين يورو موزعة على أربع سنوات قادمة. هذا الدعم المالي، رغم أهميته في الظروف الاقتصادية التي يمر بها النادي، لا يترجم فوراً إلى سيولة يمكن استخدامها في سوق الانتقالات الصيفية أو لزيادة الإنفاق على رواتب اللاعبين، وذلك لوجود قيود مالية محددة تفرضها رابطة الدوري الإسباني. الصحيفة الإسبانية أكدت أن هذه الأموال ستساهم في التخفيف من الضغوط المالية العامة على النادي.

اقرأ أيضًا: يكتب التاريخ في إنجلترا.. محمد صلاح يصل للهدف 187 ويقتحم قائمة الهدافين التاريخيين للبريميرليج

قيود الليغا المالية: تحديات تسجيل اللاعبين الجدد

تخضع أندية الدوري الإسباني لرقابة اقتصادية صارمة من قبل رابطة “الليغا” تحدد “الحد الأقصى لتكلفة قائمة اللاعبين”، وهو السقف الذي لا يمكن تجاوزه في الإنفاق على الرواتب وصفقات اللاعبين. لتحديد هذا السقف، تأخذ لوائح الليغا في الحسبان مجموعة من الإيرادات:

  • عائدات حقوق البث التلفزيوني للمباريات.
  • مبيعات تذاكر المباريات وإيرادات الحضور الجماهيري.
  • العوائد الناتجة عن المشاركة في البطولات والمنافسات.
  • الإيرادات التجارية، وتشمل عقود الإعلانات والرعايات المختلفة.

تؤكد قوانين الليغا الاقتصادية على ضرورة تحقيق توازن بين الإيرادات والمصروفات، وتمنع الأندية من إنفاق مبالغ تزيد عما تجنيه. بالتالي، فإن عقود الرعاية الجديدة مثل اتفاقية رعاية الكونغو الديمقراطية، رغم أنها تزيد الإيرادات على الورق، لا تُترجم تلقائياً إلى زيادة في سقف الرواتب المتاح أو القدرة على تسجيل لاعبين جدد بشكل فوري، بل يتم توجيه الإيرادات الإضافية في حال عدم التوازن لسداد ديون النادي أولاً.

اقرأ أيضًا: مشهد النهاية.. كواليس اعتذار أحمد فتوح بعد قرار الرحيل عن الزمالك

برشلونة وقاعدة 1:1: أزمة التوازن المالي المستمرة

يصنف برشلونة حالياً على أنه “نادٍ متجاوز” للحد الأقصى للإنفاق، مما يعني أنه لم يصل بعد إلى قاعدة (1:1) التي تشترط أن تكون إيرادات النادي قادرة على تغطية مصاريفه بالكامل. هذا الوضع يجعل من الصعب جداً على النادي الكتالوني تسجيل لاعبين جدد قبل إغلاق سوق الانتقالات الصيفية الحالية، ما لم تتدخل رابطة الدوري الإسباني وتوافق على احتساب إيرادات المقاعد المميزة في ملعب “سبوتيفاي كامب نو” ضمن الحسابات الفورية. مصادر من رابطة الليغا أكدت أن أي دخل إضافي، سواء من عقود رعاية حديثة مثل عقد رعاية الكونغو الديمقراطية أو من مبيعات التذاكر والاشتراكات، لن يؤدي فوراً إلى إمكانية تسجيل اللاعبين الجدد طالما استمر هذا التجاوز.

متى يمكن لبرشلونة الاستفادة الكاملة من رعاية الكونغو الديمقراطية؟

الاستفادة الكاملة من اتفاقية رعاية برشلونة مع الكونغو الديمقراطية في تعزيز قائمة اللاعبين تعتمد على قدرة النادي على استعادة التوازن المالي المطلوب والعودة إلى قاعدة (1:1) للإنفاق. في حال تمكن برشلونة من تحقيق هذا الهدف، فإن سقف إنفاقه الرياضي سيتم تحديثه فوراً، وسيُحسب عقد الرعاية مع حكومة الكونغو ضمن موارده المالية. هذا الأمر سيتيح للنادي توسيع هامش الإنفاق على الرواتب والصفقات، وبالتالي تسهيل عملية تسجيل لاعبين جدد في المستقبل. حتى ذلك الحين، يظل تأثير رعاية الكونغو على ميركاتو برشلونة محدوداً ويُسهم بشكل أكبر في تخفيف العبء المالي العام للنادي.

اقرأ أيضًا: قرار مثير.. الهلال يُذكّر جماهيره بالتفوق على النصر في “سوبر لندن”