تغير مفاجئ في الحسابات.. رسوم ترامب تضع أسعار السيارات الأمريكية على أعتاب زيادات وشيكة
يترقب السوق الأمريكي انعكاسات الرسوم الجمركية التي فرضتها إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب على واردات السيارات وقطع الغيار، حيث يتوقع خبراء الصناعة ظهور تأثيرها الكامل بشكل أوضح مع وصول موديلات عام 2026 إلى صالات العرض. ورغم الارتفاع الطفيف الحالي في الأسعار، يشير المحللون إلى أن التكلفة النهائية للمستهلكين قد تشهد زيادات تدريجية خلال الفترة القادمة، مما يثير مخاوف بشأن مستقبل شبكات التوريد وأسعار السيارات في أمريكا الشمالية.
ارتفاع مرتقب في أسعار السيارات الأمريكية بسبب الرسوم الجمركية
كشفت بيانات موقع “إدموندز” المتخصص في سوق السيارات أن متوسط سعر المركبات الجديدة في شهر يوليو الماضي شهد ارتفاعًا بنسبة أقل من 2% مقارنة بمارس الذي سبقه، أي قبل دخول الرسوم حيز التنفيذ. ويعود هذا الارتفاع المحدود إلى تراجع حجم المبيعات، حيث سارع العديد من المستهلكين لشراء سياراتهم مبكرًا خوفًا من زيادات أكبر. ومع استمرار ضعف الطلب وارتفاع أسعار الفائدة، اضطرت شركات صناعة السيارات إلى تحمل جزء كبير من التكلفة لتجنب انخفاض أكبر في الإقبال على الشراء. ومع ذلك، يتوقع المحللون مع بداية العام الجديد أن ترتفع الأسعار بشكل تدريجي، لكن من المستبعد أن تغطي هذه الزيادات بالكامل مليارات الدولارات من الرسوم المفروضة على واردات السيارات وقطع الغيار.
وقال إيفان دروري، مدير قسم الرؤى في “إدموندز”، إن السوق هو العامل الحاسم في تحديد الأسعار. وأضاف: “الشركات تعاني بالفعل في تصريف المخزون، ولا تستطيع المجازفة بزيادة تفوق 10%”.
تأثير الرسوم الجمركية على أسعار موديلات السيارات
أظهرت البيانات أن بعض الطرازات شهدت بالفعل ارتفاعًا ملحوظًا في أسعارها نتيجة للرسوم الجمركية وغيرها من الضغوط، على الرغم من أن التأثير الكامل لم يظهر بعد على جميع السيارات في السوق الأمريكي.
الطراز | نسبة ارتفاع السعر | ملاحظات |
شيفروليه ترافيرس | أكثر من 7% | |
كاديلاك CT5 | أكثر من 7% | |
ميني كوبر (مستوردة من بريطانيا) | 11.4% | بالرغم من أن الرسوم الجمركية البريطانية لا تتجاوز 10% بفضل اتفاقية التجارة الحرة. |
استراتيجيات شركات السيارات لمواجهة ارتفاع التكاليف
في مواجهة الضغوط المتزايدة لارتفاع أسعار المكونات والرسوم الجمركية، تلجأ شركات صناعة السيارات إلى أساليب غير مباشرة لتعويض التكاليف المرتفعة، وذلك لتجنب زيادة مباشرة وكبيرة قد تنفر المستهلكين. هذه الاستراتيجيات تشمل:
- رفع أسعار الخيارات الإضافية والميزات الفاخرة التي يمكن للمستهلك إضافتها إلى السيارة.
- تقليص الحوافز والخصومات التي كانت تقدم للمشترين، مثل عروض التمويل المخفضة أو برامج استرداد النقود.
- زيادة ما يعرف بـ “رسوم الوجهة”، وهي رسوم الشحن والتسليم من المصنع إلى صالة العرض. وقد وصلت هذه الرسوم في موديلات 2025 إلى متوسط 1500 دولار، مسجلة ارتفاعًا بنسبة 8.5% عن العام السابق، وأكثر من 25% مقارنة بعام 2021.
تداعيات رسوم كندا والمكسيك على سوق السيارات في أمريكا الشمالية
تزداد المخاوف بشكل كبير مع الرسوم الجمركية المفروضة على الواردات القادمة من كندا والمكسيك، الشريكان التجاريان الرئيسيان للولايات المتحدة. يتوقع المحللون أن تؤدي هذه الرسوم إلى زيادة أسعار السيارات الأمريكية بمبالغ كبيرة، قد تصل إلى 12 ألف دولار للسيارة الواحدة. هذا السيناريو يهدد بشكل مباشر شبكة التوريد المترابطة والمعقدة بين دول أمريكا الشمالية، والتي تعتمد على حركة المكونات والسيارات المصنعة عبر الحدود بسلاسة وبتكاليف منخفضة. إن أي اضطراب في هذه الشبكة قد يؤثر على الإنتاج والتكاليف النهائية للمستهلكين في المنطقة بأسرها.