بعد صراع طويل مع المرض.. الموت يغيب حكيم سيناء | من هو الشيخ الذي ودعته القبائل؟
غيب الموت صباح اليوم السبت، الشيخ يحيى محمد الغول، القاضي العرفي البارز في محافظة سيناء، عن عمر ناهز السبعين عامًا بعد صراع مع المرض. يعد الفقيد أحد أبرز الشخصيات التي كرمت القضاء العرفي وسعت للإصلاح وفض النزاعات بين الأهالي في شمال سيناء.
نشأة حكيم سيناء وتكوينه العلمي
وُلد الشيخ يحيى الغول، الذي اشتهر بلقب “حكيم سيناء”، في مدينة العريش بتاريخ السادس والعشرين من نوفمبر عام 1955. ينتمي الفقيد إلى قبيلة الفواخرية العريقة، التي تعد من أكبر القبائل الحضرية المعروفة في شبه جزيرة سيناء. حرص الشيخ الغول على الجمع بين الأصالة والتعليم الحديث، حيث حصل على درجة الليسانس في الحقوق من جامعة القاهرة، مما أثرى فهمه للقوانين والتقاليد على حد سواء.
دور القاضي العرفي في فض النزاعات بسيناء
يُصنف الشيخ يحيى الغول كأحد أبرز القضاة العرفيين في سيناء، واشتهر بتفانيه الكبير في مهمته النبيلة للإصلاح بين الناس وفض النزاعات المعقدة. كانت تُحال إليه العديد من القضايا والشجارات من مختلف الجهات الإدارية في محافظة شمال سيناء، نظرًا لثقة الجميع في حكمته وقدرته على إرساء العدل. لقد كرس حياته لتعزيز السلم الاجتماعي وحل المشاكل بطرق ودية وعادلة.
إسهامات الشيخ الغول في خدمة مجتمعه ومؤلفاته
لم يقتصر دور الشيخ يحيى الغول على القضاء العرفي فحسب، بل امتد ليشمل خدمة مجتمعه في ميادين متعددة. فقد مثل محافظة سيناء في المجالس المحلية والشعبية خلال الفترة من عام 1988 وحتى عام 1997، مقدمًا خبراته ورؤاه في خدمة الصالح العام. كما كان عضوًا فاعلًا في جمعية جمع التراث السيناوي بالعريش، حيث ساهم في حفظ وتوثيق تاريخ وثقافة سيناء العريقة. ترك الفقيد خلفه عددًا من المؤلفات القيمة التي توثق جوانب مختلفة من سيناء، منها كتاب “سيناء المقدسة”، و”العريش بين الماضي والحاضر”، بالإضافة إلى كتابه الهام “القضاء العرفي في سيناء”.
وكان آخر ما خطته يداه على صفحته الشخصية بموقع التواصل الاجتماعي فيسبوك، عبارة بليغة تلخص جوهر إيمانه: «الدعاء لله بيقين.. هو النجاه».