بيديها تُبدع وتُبهر.. حكاية يسرا من شبين الكوم التي تصنع عرائس المولد “اش اش” و”ستو أنا” وتحول شغفها لمهنة.

في قلب مدينة شبين الكوم بمحافظة المنوفية، تحوّل شغف يسرا بالدمى اليدوية إلى مشروع مزدهر، حيث تجلس بين الأقمشة والخيوط لتحيك “عرائس المولد” التي تحمل طابع المناسبة الروحاني. بدأت رحلتها بصناعة الإكسسوارات والفوانيس، لتجد في عروسة المولد تعبيرًا عن ذكريات الطفولة وحبها للحرف اليدوية، مدعومة بزوجها وجارتها حتى أصبحت منتجاتها معروفة بلمستها الفنية الفريدة.

من الهواية إلى الاحتراف: رحلة يسرا في عالم عرائس المولد

بدأت يسرا مسيرتها في عالم الحرف اليدوية بصناعة إكسسوارات صغيرة لنفسها وأصدقائها. تطور شغفها لتدخل عالم الفوانيس، ثم استقرت أخيرًا عند فكرة عروسة المولد النبوي التي وجدت فيها شغفًا حقيقيًا. وصفت يسرا تجربتها الأولى مع عروسة المولد بأنها ليست مجرد لعبة، بل حالة حب تعيد ذكريات الطفولة، ومن هنا انطلق مشروعها الخاص. كان زوجها الداعم الأول لها، كما شجعتها جارتها التي تعمل في نفس المجال على تطوير مهاراتها، ما دفع مشروعها من مجرد هواية إلى عمل حقيقي يزدهر كل عام مع موسم المولد.

اقرأ أيضًا: كلب شرس يهاجم مصطافًا.. قرار النيابة بشأن المتهم والحجر على الكلب في بورسعيد

إبداع وتفرد في تصميم عرائس المولد النبوي

فيما يخص التصميمات، تتبع يسرا نهجًا يمزج بين الإلهام الذي تستوحيه من الإنترنت وخيالها الخاص. فقد تجد فكرة لفستان معين عبر الشبكة العنكبوتية، لكن لمسة الطرحة والإكسسوارات تنبع من إبداعها الشخصي وتتناسب مع “شخصية” كل عروسة تصنعها. تضيف يسرا لمسات مبتكرة أحيانًا، مثل دمج وحدة صوت داخلية في بعض العرائس خلال موسم رمضان، لمنحها طابعًا مميزًا يتناغم مع أجواء الشهر الكريم، مما يجعل منتجاتها من فوانيس رمضان وعرائس المولد تحظى بإقبال كبير.

تحديات صناعة الحرف اليدوية وكيفية التغلب عليها

واجهت يسرا تحديًا جديدًا هذا العام يتمثل في ارتفاع أسعار الخامات المستخدمة في صناعة العرائس. ولتقليل التكلفة، اعتادت يسرا على شراء مستلزماتها من القاهرة أو طنطا. أما عن وقت التصنيع، فكل قطعة تستغرق جهدًا ووقتًا مختلفًا.

اقرأ أيضًا: رسميًا.. اجتماع عاجل مع أمير عزمي مجاهد لإقناعه بالتراجع عن استقالته من نادي أسوان

حجم العروسةوقت التصنيع التقريبيملاحظات
العروسة الكبيرةيوم كاملالتشطيبات تستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين
العروسة الصغيرةنصف ساعةالتشطيبات تستهلك وقتًا وجهدًا كبيرين

توضح يسرا أن التشطيبات النهائية هي الجزء الذي يستهلك أكبر قدر من الجهد والوقت لضمان الجودة العالية لكل قطعة فنية.

دعم الأسرة والتسويق الرقمي لنجاح المشروع

لا تعمل يسرا وحدها في هذا المشروع، فزوجها يقدم لها الدعم بمتابعة صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي والمساعدة في أوقات فراغه. هذا التعاون ساهم في انتشار منتجاتها التي باتت معروفة وتحمل أسماء مبتكرة وجذابة مثل “أش أش” و”دهب” و”ستو أنا”، وهي أسماء لاقت إعجاب الزبائن بسرعة. تسعى يسرا جاهدة لتحقيق التوازن بين واجباتها المنزلية وعملها، خاصة وأن العمل موسمي. ومع اقتراب شهر رمضان، يزداد الطلب على الفوانيس بشكل أكبر من العرائس. وتؤكد يسرا أن كل قطعة تصنعها هي شهادة حية على أن الشغف يمكن أن يتحول إلى مهنة ناجحة، وأن الحلم الصغير، حتى لو بدأ بخيط وإبرة، قادر على أن يجد لنفسه مكانًا مميزًا في السوق المصرية.

اقرأ أيضًا: قبول مفاجئ.. تنسيق الدبلومات الفنية 2025 وقائمة الكليات والمعاهد المتاحة لدبلوم الصنايع (3 سنوات) وجداول اختبارات القدرات