مؤشر جديد للسباق التكنولوجي العالمي.. رئيس إريكسون يكشف: أمريكا تتخلف عن الصين في سباق الجيل الخامس الحقيقي

أكد بوريه إيكولم، الرئيس التنفيذي لشركة إريكسون، أن السوق الأمريكية هي الأهم لشركته عالميًا، لكنه حذر من تأخر الولايات المتحدة في نشر شبكات الجيل الخامس المستقلة (5G SA) مقارنة بالصين. كما سلط الضوء على أهمية الطيف الترددي المرخص لمستقبل الجيل السادس، وتوقع ثورة للذكاء الاصطناعي في قطاع الاتصالات ستعزز الكفاءة وتغير طبيعة الوظائف.

الولايات المتحدة: سوق إريكسون الأهم رغم تحديات 5G SA

تعتبر إريكسون السوق الأمريكي ركيزة أساسية لاستراتيجيتها العالمية، وذلك ليس فقط لحجمه الهائل، بل لكونه يضم “عملاء روادًا” يقودون عجلة الابتكار التكنولوجي. تعمل الشركة حاليًا مع كبرى شركات الاتصالات الأمريكية مثل فيرايزون و AT&T وتي-موبايل. ومع ذلك، دق الرئيس التنفيذي ناقوس الخطر بشأن تأخر الولايات المتحدة في تبني ونشر شبكات الجيل الخامس المستقلة (5G SA)، التي تمثل الصورة الحقيقية والمتقدمة لتقنية الجيل الخامس، وهو ما يستدعي تداركًا سريعًا.

اقرأ أيضًا: هبوطٌ مفاجئ لسوق الأسهم السعودية يُغلق المؤشر عند 10930 نقطة

فجوة الجيل الخامس المستقل: ريادة صينية وتحديات أمريكية

تُبنى شبكات الجيل الخامس المستقلة من الألف إلى الياء بنواة مخصصة للجيل الخامس، وتقدم مزايا حاسمة مثل زمن الاستجابة المنخفض جدًا وتقنية “تقطيع الشبكة” (Network Slicing). تسمح هذه التقنية بتقسيم الشبكة افتراضيًا إلى شرائح متعددة، كل منها مخصص لتلبية متطلبات سرعة وموثوقية محددة لخدمة معينة، مما يفتح آفاقًا جديدة لتطبيقات صناعية وخدمية متطورة. وفي هذا الصدد، أشار إيكولم إلى أن الصين تقود العالم في هذا المجال، بينما تواجه الولايات المتحدة تحديات كبيرة:

المنطقةانتشار شبكات الجيل الخامس المستقلة (5G SA)
الصيننشر ما يقرب من 4 ملايين محطة بث
الولايات المتحدةتي-موبايل هي الوحيدة التي نشرت الشبكة على نطاق وطني وحققت أرباحًا منها

مستقبل الشبكات: أهمية الطيف الترددي المرخص للجيل السادس

عند الحديث عن مستقبل الاتصالات والتحضير لشبكات الجيل السادس (6G)، أشاد إيكولم بالإدارة التاريخية للطيف الترددي في الولايات المتحدة، مستشهدًا بنجاح شبكات الجيل الرابع التي مهدت لظهور عمالقة المنصات الرقمية. وشدد على ضرورة تكرار هذا النجاح في عصر الجيل السادس، مؤكدًا على أهمية الاعتماد على “الطيف الترددي المرخص”. وأوضح أن الاعتماد على الطيف غير المرخص يمثل تحديًا كبيرًا، لأن الأجهزة المتصلة به تكون غير معروفة وغير خاضعة لتحكم دقيق، مما يقلل من موثوقية الاتصال. وفي تطبيقات حرجة مثل الروبوتات البشرية أو المركبات ذاتية القيادة، يجب أن يكون الاتصال موثوقًا به تمامًا ولا يقبل أي انقطاعات ولو لأجزاء من الثانية.

اقرأ أيضًا: قفزة غير متوقعة.. أسعار الذهب في مصر تشهد ارتفاعًا كبيرًا مع بداية تعاملات اليوم الجمعة 8 أغسطس 2025

نصيحة للمشغلين الجدد: الإزعاج طريق النجاح

ردًا على سؤال حول فرص شركة “إيكوستار” (الشركة الأم لـ “بوست موبايل”) في النجاح كمشغل رابع رئيسي في السوق الأمريكية، قدم إيكولم نصيحة دبلوماسية وواضحة. أكد أن معظم الأسواق الكبرى حول العالم تضم ما بين ثلاثة إلى أربعة مشغلين. وفي حالة الولايات المتحدة، التي تضم ثلاثة لاعبين كبار بالإضافة إلى إيكوستار، شدد على أن مفتاح النجاح يكمن في أن يكون المشغل الجديد “مزعجًا ومشاكسًا” (disruptive) للسوق. وأشار إلى أن هذه الاستراتيجية هي ذاتها التي اتبعها الرئيس التنفيذي السابق لشركة تي-موبايل، جون ليجير، والتي حولت شركته إلى المشغل الأسرع نموًا في أمريكا من خلال تقديم عروض مبتكرة ومختلفة.

الذكاء الاصطناعي: محرك الكفاءة ومغير قواعد اللعبة في الاتصالات

أكد الرئيس التنفيذي لشركة إريكسون أن تأثير الذكاء الاصطناعي على قطاع الاتصالات أصبح ملموسًا بالفعل وبدأ يُحدث تحولًا كبيرًا.

اقرأ أيضًا: خطوة فنية مفاجئة.. الكشف عن تفاصيل تعاون موسيقي يجمع محمد رمضان ولارا ترامب

أشار إيكولم إلى مكاسب مذهلة في الكفاءة، موضحًا: “نرى بالفعل مكاسب في الكفاءة، على سبيل المثال، يمكننا تحقيق تحسن بنسبة 10% في كفاءة استخدام الطيف الترددي بفضل خوارزميات الذكاء الاصطناعي، وهذا أمر بالغ الأهمية”.

كما تطرق إلى الجانب الوظيفي، معترفًا بأن الذكاء الاصطناعي سيؤدي إلى فقدان بعض الوظائف التقليدية في القطاع. لكنه في الوقت ذاته، شدد على أن هذه التقنية ستخلق فئات وظيفية جديدة تمامًا، وستغير بشكل جذري طريقة إدارة وتشغيل الشركات في قطاع الاتصالات، مما يتطلب تكيّفًا وتطويرًا مستمرًا للمهارات.

اقرأ أيضًا: قصة ملهمة.. ساكشي ناث تحقق نجاحًا يتخطى الحدود