تراجع مستمر.. سوق الذهب العالمي اليوم يشهد تطورًا غير متوقع | السر وراء هبوط الأسعار

انخفضت أسعار الذهب اليوم الجمعة للجلسة الثانية على التوالي، متأثرة بارتفاع قيمة الدولار الأمريكي في الأسواق العالمية. ويترقب المستثمرون بشدة خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية، بحثًا عن أي إشارات جديدة قد تحدد مسار السياسة النقدية وأسعار الفائدة في الفترة المقبلة. هذا التراجع في سعر الذهب يأتي في ظل تراجع توقعات السوق بخفض وشيك لأسعار الفائدة، مما يعزز جاذبية الدولار.

تراجع سعر الأونصة العالمي وتأثير الدولار

سجل سعر أونصة الذهب عالمياً انخفاضاً بنسبة 0.3% خلال تداولات اليوم، ليصل إلى مستوى 3325 دولار للأونصة كأدنى سعر مسجل، بعد أن افتتح التداولات عند مستوى 3340 دولار. ويتداول المعدن الأصفر حالياً عند 3329 دولار للأونصة، وفقاً لتحليلات الخبراء. يستكمل الذهب بذلك انخفاضه الذي بدأ يوم أمس، ليظل يتداول دون مستوى المقاومة 3550 دولار للأونصة، وتتركز التداولات حول المتوسط المتحرك لـ 50 يوم، في نطاق 3330 – 3335 دولار للأونصة. هذا التراجع في أسعار الذهب يعود بشكل أساسي إلى قوة الدولار الأمريكي الذي يتداول بالقرب من أعلى مستوياته في أسبوعين مقابل سلة من العملات الرئيسية، متجهاً لتسجيل ارتفاع قوي هذا الأسبوع. تربط الذهب بالدولار علاقة عكسية، فارتفاع قيمة الدولار يجعل الذهب، المقوّم به، أغلى للمشترين من حاملي العملات الأخرى، مما يقلل الطلب عليه.

أسعار الذهب اليوم في السوق المحلي

في السوق المحلي، شهدت أسعار الذهب تراجعاً متماشياً مع الانخفاض العالمي. إليك تفاصيل الأسعار المسجلة اليوم:

تجدر الإشارة إلى أن سعر جرام الذهب عيار 21، الأكثر تداولاً، يتحرك ضمن نطاق أوسع يتراوح بين 5435 إلى 5450 جنيهاً، وذلك مع استمرار تغيرات عوامل العرض والطلب وتحديثات سعر الأونصة العالمية الفورية.

تأثير توقعات الفائدة على المعدن النفيس

انتعاش مستويات الدولار الأمريكي يأتي مدفوعاً بتراجع توقعات المستثمرين والمضاربين في الأسواق بشأن خفض أسعار الفائدة من قبل البنك الفيدرالي الأمريكي في اجتماعه القادم بشهر سبتمبر. كانت الأسواق تتوقع في السابق خفضاً محتملاً، لكن التوقعات الحالية تشير إلى احتمال بنسبة 75% فقط لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية. وقد أظهر محضر اجتماع البنك الفيدرالي الذي عُقد في أواخر يوليو، وتم الإعلان عنه يوم الأربعاء، دعماً غالباً من أعضاء البنك للإبقاء على السياسات النقدية الحالية على المدى القريب. هذا يعني بقاء أسعار الفائدة عند مستوياتها المرتفعة، مما أثر بشكل إيجابي على قيمة الدولار الأمريكي وبشكل سلبي على أسعار الذهب.

التركيز على خطاب جيروم باول و مستقبل السياسة النقدية

يؤدي بقاء أسعار الفائدة مرتفعة إلى سحب الاستثمارات نحو سندات الخزانة الأمريكية التي تقدم عائداً مجزياً، على حساب الذهب الذي لا يقدم أي عائد لحائزيه. هذا الوضع يزيد من تكلفة الفرصة البديلة للاحتفاظ بالذهب. ينصب التركيز الآن بشكل كامل على خطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في ندوة جاكسون هول السنوية في وقت لاحق من يوم الجمعة. ينتظر المستثمرون من خطاب باول المزيد من المؤشرات الواضحة حول مسار أسعار الفائدة والسياسة النقدية المستقبلية. وسيكون من المهم متابعة ما إذا كان باول سيتناول البيانات الاقتصادية الأخيرة التي تشير إلى انخفاض طفيف في معدلات التضخم وتباطؤ في سوق العمل. وكان رئيس البنك الفيدرالي قد أشار في السابق إلى حالة عدم اليقين بشأن التأثير التضخمي للرسوم الجمركية التي فرضها الرئيس السابق دونالد ترامب، معتبراً إياها أكبر نقطة غموض تواجه الاحتياطي الفيدرالي عند اتخاذ قرارات خفض الفائدة.