للحفاظ على مستقبله الكروي.. يحيى عطية الله يكشف سبب اختياره الأهلي بعد هبوط سوتشي الروسي

في تصريحات صادقة، كشف الدولي المغربي يحيى عطية الله، الظهير الأيسر لنادي سوتشي الروسي، عن تفاصيل مسيرته الكروية مؤخرًا، مسلطًا الضوء على أسباب فشل انتقاله إلى الأندية الأوروبية عقب تألقه اللافت في كأس العالم 2022 بقطر. تحدث اللاعب عن علاقته بنادي الوداد البيضاوي وتطلعاته المستقبلية، مؤكدًا استمراره في مطاردة حلم الاحتراف في دوري أوروبي كبير.

يحيى عطية الله يكشف كواليس مسيرته ومفاوضات الانتقال الأوروبي

أوضح يحيى عطية الله، في حوار أجرته معه صحيفة “فوت ميركاتو” الفرنسية، أنه بعد انتهاء فترة إعارته مع النادي الأهلي المصري، عاد مجددًا إلى ناديه سوتشي الروسي. وأضاف الظهير الأيسر أنه مرتبط بعقد مع النادي، وقد استأنف التدريبات فور عودته. وعن فترة إعارته، بيّن عطية الله أنه اختار الانتقال إلى الأهلي لأنه نادٍ كبير ينافس باستمرار على الألقاب ويشارك في بطولة كأس العالم للأندية، وكان هدفه الرئيسي من هذه الخطوة الحفاظ على لياقته التنافسية وضمان مكانه ضمن قائمة المنتخب الوطني المغربي.

اللحظات الفارقة بعد كأس العالم 2022: نشوة وتحديات

وعن تجربته التاريخية مع المنتخب المغربي في كأس العالم 2022 بقطر، أكد يحيى عطية الله أنه اكتسب مكانة لاعب أساسي وموثوق به بعد البطولة، وهو ما كان يسعى إليه دائمًا. لكنه شدد على أنه لم يتغير كشخص، وما زال يحتفظ بشخصيته السابقة. ووصف اللاعب الأجواء خلال المونديال بأنهم كانوا في “فقاعة” لم تدرك حجم الإنجاز التاريخي الذي حققوه إلا بعد انتهائه والعودة إلى الواقع. اعترف عطية الله أن المرحلة التي تلت كأس العالم لم تكن سهلة، فبعد النشوة الكبيرة التي عمت الأجواء، تتحول الذكريات إلى حنين، ولكنهم كمحترفين، يستمرون في وضع أهداف جديدة سواء على صعيد النادي أو المنتخب.

فشل الانتقال إلى مونبلييه الفرنسي وعلاقة عطية الله بالوداد

كشف عطية الله تفاصيل فشل صفقة انتقاله إلى نادي مونبلييه الفرنسي بعد كأس العالم، حيث كان يتوقع الحصول على عروض أوروبية لكنه فوجئ بعدم وجودها في البداية. لاحقًا، تلقى عرضًا من مونبلييه، ووافق النادي الفرنسي على المبلغ الذي حدده الوداد البيضاوي، والذي بلغ 1.2 مليون يورو، وذلك على الرغم من تبقي ستة أشهر فقط في عقد اللاعب آنذاك. وأضاف أن الأطباء كانوا في طريقهم إلى المغرب لإجراء الفحص الطبي، لكن الاتصالات توقفت في اللحظة الأخيرة وفشلت الصفقة، مشيرًا إلى أن الوداد لم يكن متحمسًا لبيعه.

وقدم اللاعب تفاصيل المبالغ المالية المرتبطة بصفقات انتقاله المحتملة:

وتابع عطية الله أنه مدد عقده مع الوداد بعد ذلك، بالرغم من وجود عروض أخرى، مؤكدًا أنه لم يرغب في اختيار نادٍ بدافع المال. كان هدفه الأساسي هو البحث عن مشروع رياضي يحافظ على حظوظه في الانضمام للمنتخب. ونفى الاتهامات الموجهة إليه بأنه يفضل المال، موضحًا أنه لو كان ذلك صحيحًا، لكان قد انتقل إلى أندية خليجية ذات رواتب أعلى، مؤكدًا انتماءه الشديد لنادي الوداد وجماهيره.

مفاوضات لوهافر وحلم الاحتراف الأوروبي لم يتبدد

وأشار يحيى عطية الله إلى تواصل نادي لوهافر الفرنسي معه، حيث كان هناك شرط جزائي بقيمة 500 ألف يورو. وأوضح اللاعب أنه اتفق معهم حتى على الراتب ولم يكن طماعًا، لكن النادي لم يتمكن من دفع الشرط الجزائي. وقال عطية الله إنه كان مستعدًا لدفع المبلغ من جيبه الخاص من أجل اللعب في أوروبا، لكنه لم يتلق أي رد، وما زال يشعر بخيبة أمل. وبيّن أنه يتم استغلاله بسبب قلة حديثه في الإعلام، مؤكدًا أنه لا يحب التحدث ويريد فقط أداء عمله. وأضاف أنه كمسلم، يعلم جيدًا أنه لو كان هناك خير في تلك الانتقالات لكان الله قد سهّل الأمور، وأنه قال لنفسه إن الله سيرزقه بخيار أفضل.

العودة إلى سوتشي: تحدٍ جديد وتطلعات مستقبلية للمنتخب

وعن اختياره الانتقال لاحقًا إلى سوتشي، قال يحيى عطية الله إن النادي الروسي دفع الشرط الجزائي، وكان يعتبرها تحديًا جديدًا في مسيرته. وبعد هبوط الفريق إلى الدرجة الثانية، اختار الإعارة إلى النادي الأهلي المصري للحفاظ على مستواه البدني والفني. وأكد أنه عاد الآن إلى الدوري الروسي الممتاز، وقد احترم عقده على الرغم من العروض العديدة التي تلقاها. وكشف عن تلقيه عرضًا من “بلد غريب” براتب جيد، لكنه رفضه. ويظل هدفه الأساسي هو المشاركة في كأس الأمم الإفريقية القادمة مع المنتخب المغربي، ويرى أن خياره الرياضي الأمثل حاليًا هو البقاء في روسيا، لكنه ما زال منفتحًا على العروض، والنادي نفسه يستمع إليها. ولفت إلى أنه لم يتلق أي عرض من الوداد، كما تردد في بعض الأوساط المغربية.

حلم الدوريات الكبرى ودور المدرب الركراكي في مسيرة عطية الله

أكد عطية الله أنه لا يزال يحلم بخوض تجربة احترافية في أحد الدوريات الأوروبية الكبرى، وقال: “كنت دائمًا أحلم بالدوري الإنجليزي، لكنني أعتقد أن الوقت ربما فات الآن. أطمح لتجربة في دوري كبير”. وأضاف أن المنتخب المغربي دائمًا ما يشغل تفكيره، وأنه يرغب في تكرار الملحمة التاريخية التي حققوها في مونديال 2022. واختتم اللاعب تصريحاته بالإعراب عن تقديره الكبير للمدرب وليد الركراكي، مؤكدًا أنه ساعده كثيرًا سواء في الوداد أو مع المنتخب الوطني. ووصف الركراكي بأنه ليس مجرد مدرب، بل أخ أكبر يعرف مدى ارتباطه بالمغرب ورغبته في التطور وتحقيق الأفضل.