تحول مفاجئ في آمال السلام.. أسعار النفط تخالف التوقعات وتسجل مكاسب أسبوعية
اختتمت أسعار النفط تعاملات يوم الجمعة الموافق 22 أغسطس 2025 باستقرار، مسجلة أول مكاسب أسبوعية لها بعد أسبوعين من التراجعات، مدفوعة بتصاعد المخاوف الجيوسياسية وتراجع مفاجئ في مخزونات النفط الخام الأمريكية. ويأتي هذا الارتفاع مع تقلص الآمال بتحقيق تقدم سريع في محادثات السلام بين روسيا وأوكرانيا.
أسعار النفط العالمية: خام برنت وغرب تكساس يسجلان مكاسب أسبوعية
شهدت العقود الآجلة لخام برنت ارتفاعًا طفيفًا عند التسوية، لتصل إلى 67.73 دولارًا للبرميل، بزيادة قدرها 6 سنتات أو ما يعادل 0.09% عن إغلاق اليوم السابق. كما صعدت عقود خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي لتسجل 63.66 دولارًا للبرميل، مرتفعة بنحو 14 سنتًا أو 0.22%. وكانت هذه المكاسب اليومية قد سبقتها زيادة تجاوزت 1% في جلسة الخميس، مما ساهم في تحقيق أداء أسبوعي إيجابي للخامين الرئيسيين.
وفيما يلي ملخص الأداء الأسبوعي للخامين:
نوع الخام | الأداء الأسبوعي |
خام برنت | +2.7% |
خام غرب تكساس الوسيط | +1.1% |
العوامل المحفزة لارتفاع النفط: عودة المخاطر الجيوسياسية
ساهم فشل جهود الوساطة الأمريكية، التي قادها الرئيس دونالد ترامب، في إحداث اختراق ملموس بمفاوضات السلام بين موسكو وكييف، في عودة ما يعرف بـ “علاوة المخاطر” إلى أسواق النفط. ويشير محللون إلى أن الأجواء المشحونة سياسيًا من شأنها أن تبقي على احتمالات تقلبات إضافية في أسعار النفط العالمية خلال الفترة القادمة، وسط ترقب لتطورات الصراع الروسي الأوكراني.
انخفاض مفاجئ في مخزونات النفط الأمريكية يدعم الأسعار
تلقّت السوق دعمًا إضافيًا وقويًا من تقرير إدارة معلومات الطاقة الأمريكية، الذي كشف عن تراجع كبير وغير متوقع في مخزونات النفط الخام بالولايات المتحدة. فقد انخفضت المخزونات بمقدار 6 ملايين برميل خلال الأسبوع المنتهي في 15 أغسطس، وهو رقم يفوق بكثير التوقعات التي كانت تشير إلى انخفاض قدره 1.8 مليون برميل فقط. ويعكس هذا التراجع المفاجئ طلبًا أقوى من المتوقع على النفط في السوق الأمريكية، مما أثر إيجابًا على أسعار الخام.
تصريحات رئيس الاحتياطي الفيدرالي وتوقعات الفائدة تدعم معنويات السوق
راقب المستثمرون عن كثب تصريحات جيروم باول، رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، خلال ندوة جاكسون هول الاقتصادية. حيث ألمح باول إلى إمكانية تعديل السياسة النقدية مع استمرار حالة التقييد الحالية، مشيرًا إلى أن التغير في ميزان المخاطر بين هدفي البنك المركزي المزدوجين – وهما استقرار الأسعار وتوفير أقصى قدر من التوظيف – قد يدفع البنك لإعادة النظر في موقفه. وأكد باول أن التوقعات الاقتصادية تتغير في ظل “تحولات جذرية” في سياسات الضرائب والتجارة والهجرة، مما يعزز احتمالات تغيير السياسة النقدية. وتشير أداة CME FedWatch إلى أن الأسواق تُسعّر حاليًا احتمالاً بنسبة 75% لخفض الفائدة بمقدار ربع نقطة مئوية في اجتماع سبتمبر المقبل، وهو ما قد يدعم النشاط الاقتصادي وبالتالي الطلب على النفط.