فروق أسعار واضحة.. الطماطم اليوم بوجوه مختلفة | شعبة الخضروات تكشف الأسباب الحقيقية لتباين الأسعار
تشهد الأسواق المصرية تراجعًا ملحوظًا في أسعار عدد من الخضروات والفاكهة الأساسية، خاصةً الأصناف الموسمية، مدفوعًا بزيادة المعروض وجهود الدولة. وفي هذا السياق، كشف حاتم نجيب، نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة باتحاد الغرف التجارية، عن الأسباب الحقيقية وراء هذا الانخفاض، موضحًا أيضًا سر التباين في أسعار سلعة مثل “الطماطم” بين الأحياء المختلفة، مؤكدًا على استمرار الجهود لتوفير السلع بأسعار عادلة للمستهلك.
وفرة المعروض تدفع أسعار الخضروات والفاكهة للانخفاض
أشار حاتم نجيب إلى أن الفترة الماضية شهدت هبوطًا كبيرًا في أسعار الخضروات والفاكهة، ويعود هذا التراجع إلى سببين رئيسيين. يتمثل السبب الأول في زيادة حجم المعروض في السوق المصري، نتيجة للمواسم الزراعية المتتالية التي أسهمت في وفرة الإنتاج. أما السبب الثاني، فيعود إلى تنفيذ مشروعات زراعية قومية كبرى من جانب الدولة، الأمر الذي أدى إلى ارتفاع الإنتاج بشكل غير مسبوق وزيادة كبيرة في الإمدادات المتاحة للمواطنين. وأكد نجيب أن هذا التوسع الزراعي كان له دور مباشر في تحقيق وفرة واضحة في الأسواق، مما انعكس إيجابًا على أسعار الخضروات والفاكهة وقلل العبء على المستهلك المصري.
جهود حكومية وتجارية لضبط الأسعار في الأسواق
أفاد نائب رئيس شعبة الخضر والفاكهة أن التجار والمصنعين شاركوا بفاعلية في المبادرات الحكومية الرامية لخفض أسعار السلع الأساسية. وقد تم ذلك من خلال توفير الخضروات والفاكهة بأسعار مخفضة عبر المنافذ الثابتة والمتحركة المنتشرة في أنحاء الجمهورية. شدد نجيب على أن هذا التعاون المستمر والتنسيق الفعال بين الحكومة، بقيادة الدكتور مصطفى مدبولي، والقطاع الخاص، قد أثمر عن تخفيف الأعباء المالية عن كاهل المواطنين وتحقيق توازن ملحوظ في حركة أسعار السوق. ولفت إلى أن المواطن بدأ بالفعل يلمس هذا الانخفاض في أسعار الخضروات والفاكهة على أرض الواقع.
تفاصيل تباين أسعار الطماطم بين المناطق المصرية
عند سؤاله عن سبب التفاوت الكبير في أسعار الطماطم، التي قد تباع بسعر مختلف في الأحياء الراقية عن الأحياء الشعبية، أوضح حاتم نجيب أن هذا التباين يعود إلى عدة عوامل متداخلة تؤثر بشكل مباشر على السعر النهائي للمستهلك. هذه العوامل تشمل:
* الموقع الجغرافي وسلوك الشراء، حيث تختلف طبيعة الاستهلاك وأنماط الشراء بين الأحياء الراقية والشعبية والعشوائية، مما يؤثر على هوامش الربح والتكاليف التشغيلية للبائعين.
* جودة المنتج، فهناك أنواع مختلفة من الطماطم بدرجات جودة متنوعة، وكل نوع يتم تسعيره وفقًا لجودته وحجمه ومصدره، حيث يفضل البعض جودة أعلى بسعر أغلى.
* حلقات التداول، التي تعد واحدة من أبرز أسباب ارتفاع الأسعار، فكلما زاد عدد الوسطاء والجهات المتداخلة بين المزارع والمستهلك النهائي، ارتفع سعر السلعة بشكل تدريجي نتيجة لزيادة تكاليف النقل والتوزيع، إضافة إلى الأرباح التي يضيفها كل وسيط.
نبه نجيب إلى أن الحل الجذري لمشكلة ارتفاع الأسعار يكمن في تقليل عدد حلقات التداول. ويمكن تحقيق ذلك من خلال دعم أسواق الجملة وتشجيع البيع المباشر من المنتج إلى المستهلك مباشرة، أو عبر الاستفادة من المنافذ الحكومية والمبادرات التعاونية التي تضمن وصول السلعة بسعرها الحقيقي دون تحميل المستهلك تكاليف إضافية غير مبررة. كما دعا المواطنين إلى الاستفادة من المنافذ الرسمية الموثوقة وتجنب الشراء من الأماكن العشوائية التي قد لا تلتزم بالتسعير العادل للسلع. واعرب نجيب عن تفاؤله بشأن استمرار انخفاض أسعار الخضروات والفاكهة خلال الفترة المقبلة، خاصة مع قرب مواسم زراعية جديدة، واستمرار المشروعات الزراعية القومية في مصر.