بـ 8 خطوات فقط.. دليلك من الطب لتكون شريكًا فاعلًا في إنقاذ الأرواح

احتفلت د.ميرفت السيد، مدير المركز الأفريقي لخدمات صحة المرأة واستشارية طب الطوارئ والإصابات، باليوم العالمي للعمل الإنساني، مؤكدة أن مهنة الطب تتجاوز كونها وظيفة لتصبح رسالة نبيلة محملة بالتضحية والأمل والرحمة. سلطت الدكتورة ميرفت الضوء على الدور المحوري للفرق الطبية كجنود في خدمة الإنسانية وخط دفاع أول خلال الأزمات، وقدمت نصائح عملية للمجتمع ليصبح شريكًا فعالًا في إنقاذ الأرواح.

الطب: رسالة إنسانية تتجاوز المهنة

أكدت د.ميرفت السيد أن الطب لم يكن يومًا مجرد مهنة، بل هو دائمًا رسالة إنسانية عميقة الجذور تحمل في طياتها معاني التضحية والعطاء، وتزرع الأمل في النفوس وتجسد أسمى صور الرحمة. فالطبيب والممرضة وكل فرد ضمن الفريق الصحي يمثلون جنود الإنسانية المجهولين في أوقات الاستقرار، ويتحولون إلى خط الدفاع الأول والملجأ الآمن في زمن الأزمات والكوارث. إن الإنسانية هي الدافع الأسمى الذي يحرك هؤلاء الأبطال، متجاوزين بذلك أي بروتوكولات أو علاجات.

اقرأ أيضًا: أول مرة يتحدث.. شريف خير الله يروي تفاصيل دقيقة عن نجاته من الغرق بالساحل الشمالي

أزمات عالمية تبرز الدور الإنساني للطواقم الطبية

لقد شهد العالم على مر التاريخ أزمات كبرى لم تختبر مهارات الأطباء فحسب، بل وضعت إنسانيتهم على المحك، كاشفة عن تضحيات لا تقدر بثمن.

  • جائحة كورونا (كوفيد-19): عندما أُغلقت المدن وبقي الجميع في منازلهم خوفًا من انتشار الفيروس، كان الفريق الطبي في المستشفيات يقف في الصفوف الأمامية، معرضًا حياته للخطر. عايشنا أيامًا عصيبة لا تُنسى، رأينا الخوف في عيون المرضى، لكننا كنا نرد عليه بالطمأنينة. شهدنا زملاء يتركون أسرهم لشهور كاملة ليظلوا في خدمة المصابين، مؤكدين أن الإنسانية كانت المحرك الحقيقي قبل أي بروتوكول علاجي أو دواء.
  • الكوارث الطبيعية والانهيارات: في حوادث الانهيارات المدمرة، والسيول الجارفة، والحرائق المهولة، يكون أطباء الطوارئ ومقدمو الإسعاف هم أول من يصل إلى مواقع الأحداث. وسط مشاهد الدماء والصراخ، يظل أكثر ما يحتاجه المصاب هو لمسة يد إنسانية تربت على كتفه وتمنحه إحساسًا بالأمان والدعم النفسي في لحظاته الحرجة.
  • الحروب والنزاعات المسلحة: عبر التاريخ، سطر الأطباء أروع وأنبل المواقف في ميادين الحروب، حيث يحملون الضمادات والمعدات الطبية بدلًا من الأسلحة. يعالجون الجرحى والمصابين بغض النظر عن انتماءاتهم أو خلفياتهم، مؤكدين بذلك أن الإنسانية تتجاوز وتسمو فوق كل الخلافات والصراعات السياسية.

لمحات إنسانية من قلب أقسام الطوارئ

تتجاوز المواقف الإنسانية في الطب ساحات الأزمات الكبرى لتمتد إلى تفاصيل العمل اليومي داخل أقسام الطوارئ، حيث تُسجل قصص مؤثرة تبرز جوهر الرسالة الطبية.

اقرأ أيضًا: بدون اشتراك.. شاهد مباراة ليفربول وبورنموث على هذه القنوات المفتوحة في انطلاقة البريميرليج

  • في حادث طريق مأساوي، تجلس أم فقدت طفلها، والطبيب يجاورها بعد أن أدى واجبه الطبي، ليس بصفته طبيبًا فحسب، بل إنسانًا يشاركها ألمها وحزنها العميق.
  • مريض مسن جاء إلى المستشفى وحيدًا، لا سند له من الأهل أو الأقارب، ليجد في الفريق الطبي عائلته التي تسنده وتدعمه في لحظاته الأخيرة، مقدمين له الرعاية والعطف.
  • شاب دخل في غيبوبة مفاجئة نتيجة أزمة قلبية أثناء ممارسة الرياضة، وتم إنقاذه في دقائق معدودة بفضل سرعة استجابة الفريق الطبي. خلف كل عملية إنعاش قلبي رئوي ناجحة، هناك رسالة إنسانية واضحة تقول: “الحياة تستحق أن تُعاش”.

إن الإنسانية في الطب لا تُقاس بعدد العمليات الجراحية المعقدة، أو بكمية الوصفات الطبية المكتوبة، بل تُقاس بمقدار الرحمة والدفء والتعاطف الذي يُقدم مع العلاج. في كل لحظة إنقاذ، تتجلى رسالة إنسانية عميقة، وفي كل وقوف إلى جوار مريض، يتأكد المعنى الأعمق لكوننا أطباء.

ثماني نصائح طبية إنسانية لمجتمع شريك في إنقاذ الحياة

أضافت د.ميرفت السيد ثماني نصائح طبية وإنسانية هامة تهدف إلى تمكين المجتمع ليصبح شريكًا فعالًا في إنقاذ الحياة ودعم الرعاية الصحية:

اقرأ أيضًا: مفاجأة قبل نهاية العام.. نجوم الغناء وعلى رأسهم بهاء سلطان ومحمد عدوية يطرحون «أغاني سينجل» جديدة ويشعلون الساحة

  • لا تتردد في إسعاف الغير: أي مساعدة أولية بسيطة، حتى لو كانت تتمثل في إجراءات إسعافات أولية بسيطة، قد تكون عاملًا حاسمًا في إنقاذ حياة إنسان قبل وصول الرعاية الطبية المتخصصة.
  • احفظ أرقام المستشفيات القريبة: التحرك السريع والاتصال بالجهات المعنية ينقذ الأرواح في لحظات الأزمات. علم أطفالك رقم الطوارئ الموحد (123)، فقد يكون الطفل سببًا في إنقاذ حياة والده أو والدته.
  • افسح الطريق لسيارات الإسعاف: كل ثانية تمر تعني فرصًا أكبر لإنقاذ حياة مريض أو مصاب، لذا يجب إفساح الطريق فورًا لمركبات الإسعاف.
  • كن سندًا لذوي الهمم: مساعدة ذوي الهمم في عبور الطريق بأمان، أو تقديم الدعم النفسي والمعنوي لهم، هو واجب إنساني نبيل يسبق أي واجب طبي.
  • ادعم المتبرعين بالدم: إذا لم تكن قادرًا على التبرع بالدم بنفسك، ساعد في نشر الوعي بأهمية التبرع ونقل الرسالة للآخرين. التبرع بالدم ينقذ حياة الكثيرين.
  • تبرع بالأدوية والأجهزة الطبية غير المستخدمة: يمكن للأدوية والأجهزة الطبية التي لم تعد بحاجة إليها، بشرط أن تكون في حالة جيدة وصالحة للاستخدام، أن تفيد الآخرين وتعينهم على الشفاء.
  • الابتسامة كلمة إنسانية: لا تقلل من شأن الدعم النفسي والمعنوي للمريض. الابتسامة والكلمة الطيبة هي علاج مكمل لا يقل أهمية عن الأدوية في رحلة الشفاء.
  • راقب حالتك الصحية بانتظام: اهتم بمراقبة ضغط الدم والسكر بانتظام. الكشف المبكر عن الأمراض يحميك من مضاعفات خطيرة مثل السكتة الدماغية والجلطات. مارس الرياضة لمدة 30 دقيقة يوميًا على الأقل، فصحتك الجيدة تعني قدرة أكبر على خدمة من حولك والمشاركة بفعالية في المجتمع.