هبوط لـ112910 دولارات.. قيمة البيتكوين تتراجع وسط ترقب الأسواق لخطاب الفيدرالي الأمريكي

سجلت الأسواق المالية تراجعاً ملحوظاً في قيمة البيتكوين اليوم الجمعة، حيث هبطت العملة الرقمية الرائدة إلى 112910 دولارات مسجلة انخفاضاً بنسبة 0.8% خلال الأربع والعشرين ساعة الماضية. يأتي هذا التذبذب في وقت يترقب فيه المستثمرون خطاب رئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، المقرر إلقاؤه ضمن فعاليات الندوة الاقتصادية السنوية في جاكسون هول، بحثاً عن أي إشارات حول مستقبل السياسة النقدية.

تراجع البيتكوين وسط ترقب الأسواق لخطاب الفيدرالي الأمريكي

شهدت العملة الرقمية الأكبر عالمياً، البيتكوين، تراجعاً في قيمتها اليوم، لتصل إلى 112910 دولارات، بعد انخفاض بنسبة 0.8% خلال اليوم الأخير. يتزامن هذا الانخفاض في سعر البيتكوين مع حالة من الترقب الشديد من قبل المتداولين والمستثمرين لخطاب مرتقب لرئيس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، جيروم باول، في ندوة جاكسون هول الاقتصادية. ومن المتوقع أن يحدد هذا الخطاب الاتجاهات المستقبلية للسياسة النقدية، وهو ما يؤثر بشكل مباشر على أسعار العملات المشفرة والأصول المالية الأخرى.

قمة سابقة وتصحيح مفاجئ في مسار العملات الرقمية

كانت البيتكوين قد حققت مستوى قياسياً الأسبوع الماضي، متجاوزة 124000 دولار، مدعومة بآمال واسعة بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة. هذه الآمال غذت شهية المخاطرة لدى المستثمرين ودعمت ارتفاع العملات الرقمية. غير أن الأسواق شهدت تصحيحاً هبوطياً سريعاً بعد نشر بيانات اقتصادية حديثة أظهرت تبايناً في وجهات نظر صناع القرار داخل البنك المركزي الأمريكي حول ضرورة خفض الفائدة. هذا التباين أعاد المخاوف بشأن السياسات النقدية المستقبلية، مما دفع إلى تراجع قيمة البيتكوين من مستوياتها المرتفعة.

أهمية خطاب جيروم باول وتأثيره المحتمل على الأسواق المالية

يولي المستثمرون في جميع أنحاء العالم اهتماماً خاصاً لخطاب جيروم باول، حيث يُنتظر أن يحمل هذا الخطاب مؤشرات مهمة حول المسار القادم للسياسة النقدية الأمريكية. يرى خبراء الاقتصاد أن أي تلميح بخصوص خفض الفائدة سيعمل على دعم الأصول ذات المخاطر العالية، مثل الأسهم والعملات الرقمية المشفرة. وفي المقابل، فإن أي تأجيل للقرارات أو إشارات إلى تشديد السياسة قد يؤدي إلى المزيد من الضغوط على الأسواق، ويدفع نحو تراجع قيمة البيتكوين بشكل أكبر، مما قد يؤثر على ثقة المستثمرين في العملات المشفرة.

تأثير معدلات الفائدة على جاذبية العملات الرقمية

يشرح الاقتصاديون أن خفض معدلات الفائدة يساهم عادةً في إضعاف قوة الدولار الأمريكي، وهو ما ينعكس إيجاباً على تقييمات العملات المشفرة. تصبح الاستثمارات التي تتضمن مخاطر أعلى، كالبيتكوين والإيثريوم، أكثر جاذبية مقارنة بالسندات ذات العائد الثابت في بيئة أسعار الفائدة المنخفضة. وعلى النقيض، فإن أي خطوات نحو تشديد السياسة النقدية من شأنها أن تعمق من تراجع قيمة البيتكوين وتؤثر سلباً في ثقة المستثمرين على المدى القصير، مما يجعل الأصول ذات العائد الثابت أكثر جاذبية.

أداء العملات الرقمية البديلة: تباينات وسط حالة عدم اليقين

لم يقتصر التراجع الأخير في سوق العملات الرقمية على البيتكوين وحدها، بل امتد ليشمل غالبية العملات الرقمية الكبرى المعروفة باسم “العملات البديلة”. إليك نظرة على أداء بعض هذه العملات:

هذه التباينات في الأداء، مع تراجع معظم العملات البديلة وارتفاع طفيف للإيثريوم، تعكس حالة عدم اليقين التي تسيطر على سوق العملات المشفرة بشكل عام في ظل تراجع قيمة البيتكوين وتذبذب الثقة في المستقبل القريب.

توقعات السوق ومستقبل العملات المشفرة بعد جاكسون هول

يرى محللون ماليون أن الأسواق ستظل تحت ضغط كبير وتتسم بالتقلب حتى تتضح ملامح خطاب رئيس الفيدرالي جيروم باول في جاكسون هول. وفي حال جاءت تصريحات باول مخيبة للآمال للمستثمرين أو اتسمت بالحياد، فقد يستمر تراجع قيمة البيتكوين ويتجه نحو مستويات أدنى. أما إذا ألمح إلى خطوات وشيكة لخفض أسعار الفائدة، فمن المرجح أن تستعيد العملات الرقمية جزءاً من مكاسبها التي فقدتها مؤخراً، مما يعيد الثقة للسوق ويحفز الاستثمار في العملات المشفرة.