مفتاح الأمان المائي لمصر.. وزير الري: التكنولوجيا صمام أمان لإدارة المياه والتنبؤ بمخاطر المناخ
وزير الري المصري يبرز جهود بلاده في مواجهة تحديات المياه والمناخ بأفريقيا، وذلك خلال مشاركته الافتراضية بمؤتمر طوكيو الدولي للتنمية في أفريقيا “تيكاد 9”. أكد الدكتور هاني سويلم على الاستثمارات الضخمة التي نفذتها مصر لتحديث منظومة الري، مع التركيز على التكنولوجيا الحديثة والشراكات الدولية، لتعزيز صمود القارة السمراء في وجه التغيرات المناخية.
جهود مصر الوطنية في التكيف مع تحديات المياه والمناخ
شدد الدكتور سويلم على أن تقليل مخاطر المناخ يمثل ركيزة أساسية لحماية الأفراد وتأمين سبل عيشهم وضمان التنمية المستدامة. وأشار إلى أن الدولة المصرية استثمرت مبالغ كبيرة في تحديث منظومة الري خلال الأعوام الماضية كجزء من الجيل الثاني للري المعروف بالري 2.0. تعزز هذه الجهود الاعتماد على التكنولوجيا المتطورة والإدارة الذكية للمياه. تلعب التكنولوجيا دورًا محوريًا في إدارة الموارد المائية عبر أنظمة الإنذار المبكر والاستشعار عن بُعد والتطبيقات الذكية. هذه الأدوات الحديثة تساعد في التنبؤ بالمخاطر المرتبطة بالتغيرات المناخية وإدارتها بكفاءة أكبر.
شراكة مصر واليابان لتعزيز إدارة الموارد المائية
أشاد الدكتور هاني سويلم بالتعاون المستمر مع اليابان واصفًا إياه بالشراكة المتميزة بين البلدين. وأوضح أنه تم تنفيذ مشروعات مشتركة في مجالات متعددة تشمل الري والصرف وإنشاء روابط لمستخدمي المياه وتطوير المنشآت المائية ومحطات الرفع. ويعد مشروع إنشاء مجموعة قناطر ديروط الجديدة من أبرز هذه المشروعات. سيعمل هذا المشروع على تحسين كبير في إدارة الموارد المائية في صعيد مصر. كما تعمل الوزارة حاليًا على إعداد مذكرة تفاهم مع وزارة الأراضي والبنية التحتية والنقل والسياحة اليابانية. تأتي هذه المذكرة بناءً على المناقشات البناءة التي جرت بين الجانبين خلال فعاليات أسبوع القاهرة للمياه لعام 2024. ومن المتوقع توقيع هذه المذكرة خلال أسبوع القاهرة للمياه في أكتوبر المقبل.
دور مصر في الأجندة العالمية للمياه والمناخ
وعلى صعيد التعاون الدولي أكد سويلم أن مصر تواصل بذل جهود حثيثة لجعل قضية المياه أولوية قصوى ضمن أجندة العمل المناخي العالمي. وأشار إلى أن مصر واليابان ترأستا “الحوار التفاعلي الثالث للمياه والمناخ” الذي عُقد ضمن فعاليات مؤتمر الأمم المتحدة للمياه لعام 2023. وقد شدد هذا الحوار على أهمية التكامل والابتكار والحوكمة الرشيدة. كما أكد على ضرورة تعزيز التعاون الدولي في جميع ملفات المياه.
تعزيز صمود أفريقيا في مواجهة تحديات المياه والمناخ
أما على الصعيد الأفريقي فقد حققت مصر نجاحًا كبيرًا خلال فترة رئاستها لمجلس وزراء المياه الأفارقة الأمكاو. ونجحت في دمج إدارة مخاطر الكوارث ضمن رؤية أفريقيا للمياه لما بعد عام 2025. كما قامت مصر بتدشين “المركز الأفريقي للمياه والتكيف المناخي” المعروف بـ PACWA. وتتولى مصر حاليًا رئاسة “مرفق المياه الأفريقي”. يؤكد هذا التزام مصر بمشاركة خبراتها الواسعة في مجال المياه مع الدول الأفريقية الشقيقة. ويهدف ذلك إلى بناء مستقبل أكثر قدرة على الصمود في وجه التحديات المتزايدة المرتبطة بالمناخ والمياه في القارة الأفريقية.