الشيوخ فتحت ملف.. مستقبل الصحافة القومية ومسلم يؤكد: الاستقرار الاقتصادي شرط أي تطوير ناجح

شهد اجتماع لجنة الثقافة والإعلام والسياحة والآثار في مجلس الشيوخ، برئاسة الكاتب الصحفي محمود مسلم، مناقشات هامة وموسعة اليوم الأحد حول مستقبل وواقع الصحافة القومية في مصر. حضر الاجتماع المهندس صادق الشوربجي، رئيس الهيئة الوطنية للصحافة، لمناقشة التحديات والحلول المطروحة.

تحديات الصحافة القومية: رؤية محمود مسلم

أكد الكاتب الصحفي محمود مسلم، رئيس اللجنة، على حقيقة أن الفواصل التقليدية بين أنواع الميديا لم تعد قائمة، مما يستدعي وبقوة إعداد كوادر إعلامية مؤهلة تمتلك كافة أدوات العمل الإعلامي الحديث والمتطور.

وأشار مسلم إلى أن الصحف القومية تأخرت في مواكبة التطور التكنولوجي. وعزا هذا التأخر لأسباب عديدة، بعضها كان خارج عن إرادة المؤسسات، بينما يعود البعض الآخر لسوء إدارة شهدته فترات سابقة. كما شدد على أن الاستقرار الاقتصادي يُعد شرطًا أساسيًا لضمان نجاح أي عملية تطوير حقيقي وشامل.

اقرأ أيضًا: يا ستر يا رب.. زلزال بقوة 3.2 درجة يضرب كريت اليونانية دون إصابات

وأضاف محمود مسلم: “لكن الحقيقة أننا نشهد حاليًا تحسنًا ملحوظًا في الأداء بفضل الجهود الكبيرة التي تبذلها الهيئة الوطنية للصحافة. هناك سعي حثيث وجهد ملموس في ملف التطوير التكنولوجي وتحقيق توازن اقتصادي داخل المؤسسات الصحفية، بعدما كانت هذه المؤسسات تخضع في الماضي لأهواء القيادات أو التوجهات السياسية المفروضة عليها.”

عماد الدين حسين: أهمية المحتوى وتحدي الكوادر البشرية

من جانبه، أكد الكاتب الصحفي عماد الدين حسين، عضو مجلس الشيوخ، على الأهمية القصوى لبرامج تدريب جادة وفعالة داخل المؤسسات القومية، مؤكدًا أن هذه البرامج هي السبيل الأمثل لتحسين وجودة المحتوى المقدم للجمهور.

وتساءل “حسين” عن مستقبل الكوادر البشرية داخل المؤسسات الصحفية القومية في ظل استمرار توقف التعيينات. وقال بوضوح: “هل يمكن أن تستمر المؤسسات بدون دماء جديدة؟ لدينا الكثير من ‘الجنرالات’ في مجال الصحافة، لكن أين الجنود الذين سيعملون ويستمرون في العطاء؟”.

اقرأ أيضًا: عاجل.. درجات الحرارة المتوقعة اليوم الأحد 18 مايو 2025 فى مصر

ولفت عماد الدين حسين إلى حقيقة أساسية: “القارئ لن يشتري الجريدة من أجل الورق، بل سيشتريها من أجل المحتوى الجذاب والمفيد.” وأوضح أن تكلفة طباعة الجريدة قد تصل إلى 25 جنيهًا، بينما تباع بـ 3 جنيهات فقط، مؤكدًا أن “الأهم أن تكون هناك مادة تستحق القراءة” وتبرر هذا الفارق الكبير في التكلفة.

نادية مبروك: استغلال الإمكانات وتطوير الإعلام القومي

بدورها، أشارت نادية مبروك، عضو اللجنة، إلى الأعباء المالية الهائلة التي ترهق المؤسسات الصحفية القومية. وأوضحت أن الحل لا يقتصر على التوسع في إنشاء مدارس أو جامعات تابعة، بل يجب أن يرتكز على استغلال الإمكانات الكبيرة والفرص المتاحة داخل هذه المؤسسات نفسها، والتي غالبًا ما تكون مهملة.

وأضافت “مبروك” مستذكرة تاريخًا مضيئًا: “اسم جريدة الأهرام كان يملأ السمع والبصر في العالم العربي، وكانت المؤسسات الصحفية المصرية مركزًا للأنظار ومنافسة قوية لدول عديدة. أين نحن الآن؟“.

وأكدت البرلمانية على أن أي حديث عن تطوير الصحف القومية يجب أن يندرج ضمن خطة أشمل لتطوير الإعلام القومي بكافة أنواعه، لضمان نهضة شاملة ومستدامة للقطاع الإعلامي ككل.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *