توضيح هام.. دار الإفتاء تحسم الجدل بشأن تحديد ساعة استجابة الدعاء يوم الجمعة

مع حلول ليلة الجمعة، يترقب المسلمون ساعة الاستجابة التي ذكرها النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وهي وقت مبارك لا يُرد فيه دعاء ولا يخيب فيه سائل. وقد أكدت دار الإفتاء المصرية على فضل يوم الجمعة بأكمله للدعاء، مشيرة إلى الخلاف الواسع بين العلماء حول تحديد هذه الساعة المباركة.

ساعة الاستجابة يوم الجمعة: فضل عظيم وخلاف بين العلماء

أوضحت دار الإفتاء المصرية، في فتوى رسمية صادرة بتاريخ 31 مارس 2014 برقم (7352)، أن يوم الجمعة كله محل لطلب الفضل والاجتهاد في الدعاء. وأكدت الفتوى أن تحديد ساعة الإجابة مسألة كثر فيها الخلاف بين أهل العلم، حتى أن الحافظ ابن حجر العسقلاني ذكر في كتابه “فتح الباري” أكثر من ثلاثة وأربعين قولًا مختلفًا في تعيين هذا الوقت الفضيل. على المسلم أن يحرص على الإكثار من الدعاء في جميع أوقات يوم الجمعة اغتنامًا لهذا الفضل العظيم.

اقرأ أيضًا: خطوة عالمية جديدة.. شراكة أكاديمية استراتيجية بين جامعة بنها الأهلية وفوشان الصينية | كيف سيستفيد الطلاب والباحثون؟

الأحاديث النبوية تؤكد وجود ساعة الاستجابة

وردت عدة نصوص نبوية صحيحة تؤكد وجود هذه الساعة المباركة في يوم الجمعة، وتحث المسلمين على تحريها والدعاء فيها. ومن أبرز هذه الأحاديث الشريفة:

  • قوله صلى الله عليه وآله وسلم: «إِنَّ فِي الْجُمُعَةِ لَسَاعَةً، لَا يُوَافِقُهَا مُسْلِمٌ، يَسْأَلُ اللهَ فِيهَا خَيْرًا، إِلَّا أَعْطَاهُ إِيَّاهُ» (رواه مسلم).
  • عن أبي موسى الأشعري رضي الله عنه قال: سمعت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول عن ساعة الجمعة: «هِيَ مَا بَيْنَ أَنْ يَجْلِسَ الْإِمَامُ إِلَى أَنْ تُقْضَى الصَّلَاةُ» (رواه مسلم).
  • في حديث آخر عن أنس رضي الله عنه: «التَمِسُوا السَّاعَةَ الَّتِي تُرْجَى فِي يَوْمِ الجُمُعَةِ بَعْدَ العَصْرِ إِلَى غَيْبُوبَةِ الشَّمْسِ» (رواه الترمذي).
  • كما جاء في رواية جابر رضي الله عنه: «يَوْمُ الْجُمُعَةِ اثْنَتَا عَشْرَةَ سَاعَةً، فِيهَا سَاعَةٌ لَا يُوجَدُ عَبْدٌ مُسْلِمٌ يَسْأَلُ اللهَ شَيْئًا إِلَّا آتَاهُ إِيَّاهُ، فَالْتَمِسُوهَا آخِرَ سَاعَةٍ بَعْدَ الْعَصْرِ» (رواه أبوداود والنسائي والحاكم).

أبرز أقوال العلماء في تحديد وقت الاستجابة

اختلف العلماء على مر العصور في تعيين هذه الساعة بدقة، بناءً على فهمهم للأحاديث النبوية وتأويلها. ومن أبرز الأقوال التي رجحها أهل العلم:

اقرأ أيضًا: امتنان راسخ.. طارق نور يرد على متابع سعودي بشأن علاقة مصر بالمملكة

  • ذهب فريق من العلماء إلى أن ساعة الاستجابة تكون ما بين جلوس الإمام على المنبر للخطبة وحتى انتهاء الصلاة.
  • رجّح فريق آخر من العلماء أنها تقع في آخر ساعة بعد صلاة العصر وحتى غروب الشمس.
  • بينما رأى بعضهم أنها قد تكون في أوقات أخرى من يوم الجمعة، وهذا ما أدى إلى كثرة الأقوال في هذه المسألة.

وقد رجّح الحافظ ابن حجر أن هذين الوقتين هما الأرجح من بين الأقوال الكثيرة. كما ذهب الإمام أحمد بن حنبل إلى أن أكثر الأحاديث النبوية تشير إلى أن ساعة الإجابة تكون بعد صلاة العصر، مع ترجيح فضل الدعاء أيضًا بعد زوال الشمس.

الحكمة من عدم تحديد ساعة الاستجابة بوضوح

تكمن الحكمة من عدم تحديد هذه الساعة الفضيلة وليلة القدر بدقة في حث المسلم على الإكثار من الصلاة والدعاء في جميع أوقات اليوم والليلة. وقد أشار ابن المنير في حاشيته إلى هذه النقطة، موضحًا أن الإبهام يدفع الداعي إلى بذل المزيد من الجهد في العبادة والدعاء، فلو تم تحديدها لاكتفى الناس بالدعاء في هذا الوقت فقط وتركوا ما عداه من الأوقات المباركة. وهذا يدعو المسلم للاجتهاد في الطاعة والتقرب إلى الله في كل حين.

اقرأ أيضًا: تحرك مصري جديد.. القاهرة تطالب موسكو بالضغط على إسرائيل لوقف إطلاق النار في غزة