لماذا تثير الجدل؟.. خبير تربوي يحلل الانتقادات الموجهة لنظام البكالوريا بشأن المناهج
أطلق الدكتور محمد كمال، أستاذ القيم والأخلاق بجامعة القاهرة، حملة توعية جديدة تحت عنوان «أفهم تعليم»، بهدف تبسيط وشرح كل ما يتعلق بنظام البكالوريا المصرية. هذا النظام سيطبق اختياريًا على طلاب الصف الأول الثانوي بدءًا من العام الدراسي الجديد 2025/2026، والمقرر انطلاقه في 20 سبتمبر المقبل. تركز الحملة بشكل أساسي على دحض الانتقادات والمخاوف المتعلقة بصعوبة مناهج البكالوريا وحجمها.
مناهج البكالوريا المصرية: هل هي فعلاً معقدة وضخمة؟
تعتبر المناهج الدراسية الجديدة في نظام البكالوريا المصرية نقطة خلاف رئيسية، حيث يزعم البعض أنها ستكون ذات مستوى رفيع وصعوبة كبيرة، فضلاً عن حجمها المضاعف. وفي رده على هذه المخاوف، أوضح الدكتور محمد كمال عدة نقاط جوهرية:
- ضرورة الاطلاع على الكتب الفعلية قبل الحكم المسبق على صعوبة المناهج وحجمها.
- تأكيد قدرة المدرس المتخصص الذي درس في الجامعة على فهم وشرح المناهج المخصصة لطلاب المرحلة الثانوية، مشيرًا إلى أن المدرسين سيتأقلمون سريعًا مع المناهج الجديدة.
- توضيح أن المناهج ستكون أكبر حجمًا في مواد التخصص بالبكالوريا مقارنة بمناهج الثانوية العامة، نظرًا لتركيز نظام البكالوريا على عدد أقل من المواد الدراسية طوال العام (مادتين فقط مثلاً)، بالإضافة إلى بنائها المعرفي المختلف الذي قد يدرس المادة في الصف الأول ثم الثالث.
- نفي أن تكون المناهج “تعجيزية” أو “صعبة جدًا”، بل ستكون متكاملة ومصممة بعناية لتناسب المستوى الأكاديمي المطلوب.
تأهيل المعلمين وجاهزيتهم لتدريس البكالوريا الجديدة
يتخوف البعض من أن يكون المعلمون غير مؤهلين لتدريس مناهج البكالوريا الجديدة، خاصة مع ادعاء البعض بصعوبة هذه المناهج. ويرى الدكتور كمال أن المدرس الذي تلقى تعليمًا جامعيًا مكثفًا ومتخصصًا يجب أن يكون قادرًا على فهم وشرح أي منهج مخصص لطلاب المرحلة الثانوية، وإلا فإنه قد لا يكون مؤهلاً للتدريس من الأساس. وأشار إلى أن الخبرة ستُكتسب سريعًا، وبعد عام واحد فقط، سيعلن جميع المعلمين عن تخصصهم في مناهج البكالوريا وقدرتهم على شرحها بامتياز.
فروقات جوهرية في تصميم مناهج نظام البكالوريا
أكد الدكتور محمد كمال أن هناك فروقًا واضحة بين تصميم مناهج الثانوية العامة ومناهج البكالوريا، خاصة في مواد التخصص. فمن غير المنطقي أن يتساوى منهج يدرسه طالب لمادتين فقط طوال العام، مع منهج يدرسه طالب لخمس مواد. كما أن منهج الثانوية العامة مبني بشكل تراكمي (الصف الأول، ثم الثاني، ثم الثالث)، بينما في البكالوريا قد يدرس الطالب المادة في الصف الأول ثم الثالث. هذا البناء المختلف يستدعي أن تكون مناهج البكالوريا في مواد التخصص بالصف الثالث أكبر حجمًا وأكثر تكاملاً من مثيلاتها في الثانوية العامة، لضمان عدم حدوث أي خلل معرفي لدى الطالب.
موعد طرح كتب البكالوريا: دعوات للتريث والتدقيق
ثار تساؤل حول عدم توفر كتب البكالوريا الآن للحكم على المناهج. ورد الدكتور كمال موضحًا أن مناهج الصف الأول الثانوي ستكون موحدة، وأن الاختلاف في المناهج سيبدأ في الصف الثاني الثانوي، أي بعد عام من الآن. وأكد أن طلب المناهج والكتب في الوقت الحالي يُعد تسرعًا غير مبرر، مشيرًا إلى أن الوزارة بحاجة إلى وقت كافٍ لإعداد كتب ذات جودة عالية وتصلح للدراسة من كافة الجوانب، بدلاً من التسرع في إنتاج كتب قد لا تكون بالمستوى المطلوب.
اختيار المسار التعليمي: البكالوريا أم الثانوية العامة؟
يتساءل الكثير من أولياء الأمور والطلاب حول كيفية اتخاذ قرار دخول نظام البكالوريا أو الثانوية العامة دون الاطلاع المسبق على مناهج البكالوريا. اعتبر الدكتور كمال هذا التساؤل غير منطقي، مستشهدًا بأن كتب الثانوية العامة موجودة بالفعل، ولكنها تخضع للتغيير والتطوير في الأعوام اللاحقة، ومع ذلك يواصل الطلاب دراستها. وأكد أن الطالب سيضطر في النهاية لدراسة المناهج الجديدة أيًا كانت، لذا فالتأكيد على ضرورة رؤية المناهج أولاً لاتخاذ القرار هو أمر غير واقعي وغير عملي.