بعد قرار وزاري.. من المسؤول عن ضياع فرصة امتلاك أرض الزمالك بأكتوبر؟

سحبَت الجهات المعنية رسمياً أرض نادي الزمالك المخصصة له في منطقة حدائق أكتوبر، بعد سنوات طويلة من التأخير في تنفيذ مشروع الفرع الجديد للنادي، ورغم المهلة الرئاسية التي مُنحت له، لم تتجاوز نسبة الإنجاز 1% فقط. ويُعد هذا القرار ضربة قوية لطموحات القلعة البيضاء في تعزيز بنيتها التحتية الرياضية، ويشكل درساً مهماً في أهمية الالتزام بالمواعيد المحددة للمشروعات الكبرى.

بداية الحلم: تخصيص أرض الزمالك في حدائق أكتوبر

في عام 2003، أعلنت وزارة الإسكان عن تخصيص قطعة أرض شاسعة لنادي الزمالك، تقدر مساحتها بحوالي 129 فداناً، في منطقة حدائق أكتوبر الاستراتيجية. كان الهدف من هذا التخصيص هو إقامة فرع رياضي متكامل للنادي، يضم ملاعب تدريب ومنشآت حديثة تلبي طموحات الجماهير وتعزز قدرات النادي الرياضية. ورغم التسهيلات المقدمة من الوزارة، لم يشهد المشروع أي تقدم ملحوظ على أرض الواقع لسنوات عديدة، مما أثار تساؤلات حول جدية النادي في استغلال هذه الفرصة.

اقرأ أيضًا: ضربة البداية القاضية؟.. قمة مانشستر يونايتد وآرسنال تشعل افتتاح الدوري الإنجليزي

سنوات من التأخير ومهل رئاسية لإنقاذ مشروع الزمالك

مرت السنوات دون أن يرى مشروع أرض نادي الزمالك في حدائق أكتوبر النور، على الرغم من الوعود المتكررة التي كانت تطلقها إدارات النادي المتعاقبة.

في عام 2021، تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي شخصياً لمنح نادي الزمالك مهلة أخيرة مدتها عامين، مؤكداً على ضرورة الالتزام ببرنامج زمني محدد لإنجاز المشروع، مع التحذير من أن عدم التنفيذ سيؤدي إلى سحب الأرض بشكل رسمي.

لكن عند انتهاء هذه المهلة في نوفمبر 2023، كشفت المتابعة الرسمية أن نسبة تنفيذ المشروع لم تتجاوز 1% فقط، وهو ما مثل صدمة للجهات الحكومية المعنية، وزاد من الضغوط على إدارة النادي. وفي محاولة أخيرة لتجنب سحب الأرض، قدمت إدارة الزمالك في أبريل 2024 خطة زمنية جديدة لاستكمال الأعمال بحلول يوليو 2025. ومع ذلك، لم تتعد هذه الخطط مجرد حبر على ورق، حيث لم تُنفذ أي أعمال فعلية على الأرض، الأمر الذي أثار قلق الجهات الحكومية المتابعة.

سحب أرض الزمالك: قرار رسمي وتنفيذ على الأرض

مع استمرار تأخر تنفيذ المشروع، وفي ظل عدم إحراز أي تقدم ملموس، أبلغت الجهات المعنية نادي الزمالك في يونيو 2025 بضرورة اتخاذ الإجراءات القانونية لسحب الأرض.

وصدر القرار الرسمي بسحب الأرض في 11 يونيو، وتم تنفيذه فعلياً في 19 أغسطس، بعد فترة قصيرة من إبلاغ النادي. ورغم المحاولات التي قام بها النادي لتأجيل القرار أو إيجاد حل بديل، كانت الأمور قد وصلت إلى مرحلة لا رجعة فيها، مما يؤكد جدية الدولة في متابعة تنفيذ المشروعات التنموية.

اقرأ أيضًا: جاهزية مفاجئة.. لماذا يغيب إمام عاشور عن مباراة الأهلي وفاركو؟

محاولات الإنقاذ وأسباب ضياع أرض الزمالك

بعد صدور قرار سحب الأرض، سارع وفد من إدارة نادي الزمالك، برئاسة حسين لبيب، لعقد اجتماع طارئ مع وزير الإسكان، شريف الشربيني، لمناقشة إمكانية إعادة النظر في القرار.

خلال الاجتماع، جرت مناقشة طلبات النادي لمنحه فرصة إضافية لإنهاء المشروع، مع تعهد إدارة الزمالك بالالتزام بجدول زمني دقيق. إلا أن ملف الأرض أُحيل إلى مجلس الوزراء لاتخاذ القرار النهائي، مما يشير إلى أن الأمر أصبح قضية عليا تتطلب قراراً سيادياً.

تكمن أسباب ضياع هذه الفرصة الاستثمارية الكبيرة في عدة عوامل رئيسية:

  • غياب الجدية في البدء الفعلي للتنفيذ على مدى سنوات طويلة.
  • عدم الالتزام بالمواعيد النهائية التي حددتها الجهات الحكومية، بما في ذلك المهلة الرئاسية.
  • الفشل في تحويل الخطط النظرية والوعود المتكررة إلى واقع ملموس على الأرض.
  • نقص التنسيق والمتابعة الفعّالة والمستمرة بين إدارة النادي والجهات الحكومية المعنية.

درس مهم للأندية الرياضية المصرية

تظل أزمة أرض نادي الزمالك في حدائق أكتوبر بمثابة درسٍ قاسٍ ومهم لجميع الأندية الرياضية في مصر، حول ضرورة الالتزام بالخطط التنفيذية للمشروعات الضخمة، وأهمية التواصل الفعّال والشفاف مع الجهات الحكومية المسؤولة. فرغم الطموحات الكبيرة التي يمكن أن تمتلكها الأندية، فإن التراخي وعدم الجدية قد يؤديان إلى فقدان فرص ثمينة تسهم في تطوير البنية التحتية الرياضية، وتحقيق آمال الجماهير في مستقبل أفضل لأنديتهم.

اقرأ أيضًا: مفاجأة الميركاتو.. النصر يخطف نجم بايرن ميونخ بعقد حتى 2028 (فيديو)