أثار خروج النادي الأهلي من بطولة دوري أبطال إفريقيا في نصف النهائي أمام صن داونز الجنوب إفريقي، تساؤلات عديدة حول الأسباب الحقيقية وراء استمرار المدرب السويسري مارسيل كولر في منصبه، رغم تراجع الأداء وتكرار الإخفاقات.
فالأهلي، النادي الأكثر تتويجًا بالبطولة القارية بـ12 لقبًا، بدا وكأنه عجز عن اتخاذ القرار الحاسم في التوقيت المناسب، ليستفيق على وقع صدمة توديع البطولة المفضلة، وخسارة فرصة تاريخية في بلوغ النهائي للمرة السادسة تواليًا.
المنطق الوحيد الذي يمكن تفسير صبر مجلس إدارة الأهلي على كولر من خلاله، هو الخوف من دفع الشرط الجزائي في عقده. غير ذلك، تبدو الأمور غير مفهومة، فالفريق لم يقدّم تحت قيادة كولر أي تطور حقيقي في الأداء، بل بدا وكأن المدرب قد استُهلك فنيًا، وافتقد القدرة على تقديم الإضافة، خاصة في المباريات الكبرى.
ورغم تحذيرات الجماهير والمحللين من افتقاد كولر للحلول الهجومية والجرأة التكتيكية، فإن الإدارة التزمت الصمت، ليكون الثمن في النهاية هو الخروج القاري، وربما موسم صفري بالكامل.
تراجع دفاعي يتسبب في خروج الأهلي من البطولة
خرج الأهلي من البطولة بعد التعادل الإيجابي (1-1) أمام صن داونز في استاد القاهرة، في إياب نصف النهائي، مستسلمًا لقاعدة الهدف خارج الأرض، بعدما انتهت مباراة الذهاب دون أهداف في جنوب إفريقيا.
ورغم تسجيل طاهر محمد طاهر هدف التقدم، فإن الفريق تراجع بشكل غريب للدفاع، بناءً على توجيهات واضحة من كولر، الذي صرّح لاحقًا في المؤتمر الصحفي: “سجلنا ثم دافعنا للحفاظ على التقدم”.
هذه الرعونة التكتيكية فتحت المجال لصن داونز للعودة والسيطرة، ثم خطف التعادل القاتل في الدقيقة 89.
تفاصيل مباراة الأهلي وصن داونز
دخل الأهلي المباراة بتشكيلة ضمت الشناوي، داري، ربيعة، ياسر، محمد هاني، العش، مروان عطية، إمام عاشور، أحمد رضا، طاهر محمد، وجراديشار.
سجل طاهر هدفًا رائعًا بعد تمريرة ذكية من إمام عاشور، لكن بعد الهدف، تراجع الأداء بشكل لافت.
في الشوط الثاني، ضغط صن داونز، وأهدر أكثر من فرصة، قبل أن يسجل هدف التعادل في الدقيقة 89 بعد كرة اصطدمت بياسر إبراهيم وسكنت الشباك.
محاولات الأهلي بعد الهدف جاءت متأخرة وعشوائية، ولم تُسفر عن شيء، ليطلق الحكم صافرة النهاية معلنًا خروج الأهلي.
الاقتراب من موسم صفري
لم يعد يتبقى للأهلي هذا الموسم سوى بطولة الدوري، التي يتأخر فيها بفارق 4 نقاط عن بيراميدز قبل 6 جولات من النهاية، بينما خرج من دوري الأبطال، وكأس عاصمة مصر، وغاب عن نسخة كأس مصر بسبب انسحاب سابق.
كل المؤشرات تؤكد أن الفريق بات مهددًا بموسم خالٍ من البطولات، وهو أمر غير مقبول في نادٍ بحجم الأهلي، خاصة مع توفر لاعبين على أعلى مستوى، وجهاز إداري مستقر، وجماهير لا ترضى إلا بالبطولات والألقاب دائمًا.