خطوة جريئة.. الملاكمة التايوانية لين توافق على الخضوع لاختبار تحديد الجنس.. فماذا يعني لمستقبلها؟
تستعد البطلة الأولمبية التايوانية لين يو تينغ للخضوع لاختبار إلزامي لتحديد الجنس، قبيل مشاركتها في بطولة العالم للملاكمة المقررة في ليفربول الشهر المقبل. يأتي هذا القرار الجديد من الهيئة العالمية للملاكمة في ظل جدل واسع طال هويتها الجنسية وزميلتها الجزائرية إيمان خليف خلال أولمبياد باريس 2024، رغم نجاحهما في تحقيق ميداليتين ذهبيتين.
سياسة جديدة لاختبار تحديد الجنس في الملاكمة الدولية
أعلنت الهيئة العالمية للملاكمة، التي تتولى تنظيم منافسات اللعبة، عن سياسة جديدة دخلت حيز التنفيذ يوم الأربعاء، تلزم جميع الرياضيات الراغبات في المشاركة ببطولة العالم في ليفربول بإجراء اختبار إلزامي لتحديد الجنس. تنص السياسة على ضرورة خضوع الرياضيين الذين تزيد أعمارهم عن 18 عامًا لاختبار تفاعل البوليميراز المتسلسل (PCR)، بهدف تأكيد جنسهم عند الولادة، وذلك كجزء من جهود الهيئة لضمان المنافسة العادلة والشفافة في البطولات الدولية للملاكمة.
استجابة البطلة الأولمبية ومدربها
أكد المدرب تسانغ تزو-تشانغ، مدرب البطلة الأولمبية لين يو تينغ، التزام فريقه بالمتطلبات الجديدة للهيئة العالمية للملاكمة. وصرح لوكالة فرانس برس قائلاً: “لقد أعلنوا أن على الجميع الخضوع لهذا الاختبار، لذا، سنلتزم بذلك أيضًا”. وأضاف تشانغ أن المشاركة في أي منافسة تتطلب الالتزام بقواعدها، مؤكدًا أن لين وفريقها سيتبعون اللوائح الجديدة للمنافسة في بطولة العالم.
تاريخ الجدل حول هوية الملاكمات في البطولات الكبرى
شهدت مسيرة كل من لين يو تينغ وإيمان خليف جدلاً متصاعدًا حول هويتهما الجنسية، خصوصًا بعد أولمبياد باريس 2024. ففي حين شاركت كلتا الملاكمتين في أولمبياد طوكيو 2021 دون إثارة أي مشكلات، ولم تحققا ميداليات آنذاك، تغير الوضع بشكل جذري في البطولات اللاحقة. فقد تم استبعاد الملاكمتين من بطولة العالم للملاكمة عام 2023 من قبل الاتحاد الدولي للعبة (IBA)، الذي ادعى فشلهما في اختبارات تحديد الجنس، مما أثار موجة من الانتقادات والاستفسارات حول شفافية هذه الاختبارات.
تضارب المواقف بين الاتحادات الأولمبية
على النقيض من قرار الاتحاد الدولي للملاكمة (IBA)، سمحت اللجنة الأولمبية الدولية للين يو تينغ وإيمان خليف بخوض منافسات أولمبياد باريس 2024. ووصفت اللجنة قرار الاتحاد الدولي بأنه “مفاجئ وتعسفي”، مؤكدة دعمهما للملاكمتين اللتين وُلدتا ونشأتا كنساء، وهو ما تؤكده جوازات سفرهما. هذا الموقف المتضارب بين الهيئات الرياضية يسلط الضوء على التعقيدات المحيطة بقضايا التصنيف الجنسي في الرياضة التنافسية، وخصوصًا في ظل سعي الرياضيين لتحقيق أهدافهم الأولمبية. ويُشار إلى أن الهيئة العالمية للملاكمة، المنظمة الجديدة، ستتولى تنظيم منافسات الملاكمة في أولمبياد لوس أنجلوس 2028، بعد حصولها على اعتراف مؤقت من اللجنة الأوليمبية الدولية.