توتر داخلي غير مسبوق.. مايكروسوفت تواجه موجة احتجاجات صريحة بسبب دعم إسرائيل في حرب غزة.

نظم العشرات من موظفي مايكروسوفت الحاليين والسابقين اعتصاماً داخل المقر الرئيسي للشركة في ريدموند بواشنطن. جاء هذا الاحتجاج تعبيراً عن رفضهم لما أسموه “تورط الشركة” في العمليات العسكرية الإسرائيلية في غزة، وذلك من خلال توفير خدماتها السحابية الحساسة.

تفاصيل الاعتصام ومطالب المحتجين

أعلن المحتجون، الذين حوّلوا جزءاً من حرم مايكروسوفت الجامعي إلى “منطقة حرة”، عن مطالبهم بوضوح عبر لافتات كُتب عليها “انضم إلى انتفاضة العمال لا عمل من أجل الإبادة الجماعية”. وقد جاءت هذه الفعالية بتنظيم من مجموعة نشطاء تحمل اسم “لا Azure للإبادة”، وتدعو مايكروسوفت بشكل قاطع إلى إنهاء كافة عقودها مع الحكومة الإسرائيلية وسحب استثماراتها بالكامل من إسرائيل.

اقرأ أيضًا: تحفيز الإبداع.. تبوك تطلق مسابقة “الابتكار 2025”

الاحتجاج يتبع تحقيقاً داخلياً بشأن Azure

يأتي هذا التصعيد بعد أيام قليلة من إعلان مايكروسوفت عن بدء مراجعة مستقلة. تهدف هذه المراجعة إلى التحقق من تقارير سابقة أشارت إلى استخدام الجيش الإسرائيلي لخدمات Azure السحابية التابعة للشركة لأغراض المراقبة والاستخبارات. كانت تقارير إعلامية، أبرزها تحقيق نشرته صحيفة الغارديان وموقع +972 Magazine الإسرائيلي، قد أفادت بأن الوحدة 8200 التابعة للاستخبارات العسكرية الإسرائيلية استخدمت منصة Azure لتخزين تسجيلات هواتف الفلسطينيين في الضفة الغربية وقطاع غزة. في المقابل، نفت مايكروسوفت علمها بهذه الأنشطة، وصرحت في بيان رسمي لها بأنها “لا علم لنا بمراقبة المدنيين أو تسجيل محادثاتهم الهاتفية باستخدام خدماتنا. وبعد مراجعات شاملة، بما في ذلك مقابلات مع عشرات الموظفين وتحليل الوثائق، لم نعثر حتى الآن على أي دليل يشير إلى استخدام Azure أو تقنيات الذكاء الاصطناعي التابعة لنا لاستهداف أو إيذاء المدنيين في النزاع الدائر في غزة”.

تصعيد تحركات موظفي مايكروسوفت

أكد حسام نصر، وهو موظف سابق وأحد المشاركين في اعتصام ريدموند، أن هذا الإجراء جاء كرد فعل على ما وصفه بـ “استجابة باهتة” من إدارة الشركة تجاه المخاوف المتزايدة. وأشار نصر إلى التغطية المستمرة للصحفي أنس الشريف من غزة رغم الظروف القاسية من مجاعة وحصار وقصف، معتبراً أنه قد تم استهدافه بشكل متعمد. من جانبها، شددت الموظفة نسرين جرادات على أن “كل ثانية تمر تجعل الوضع في فلسطين أكثر سوءاً. المزيد من القتلى، والمزيد من المصابين. حان الوقت للتصعيد بكل الوسائل الممكنة لتحقيق العدالة”.

اقرأ أيضًا: مفاجأة.. ريهانا تثير سخرية واسعة على السوشيال ميديا وتريند فرنسي يثير قلق المسؤولين

الوضع الإنساني المتدهور في غزة يدفع للاحتجاج

يأتي هذا التصعيد في ظل تحذيرات متزايدة من منظمات دولية حول الوضع الإنساني الكارثي في قطاع غزة. حذرت الأمم المتحدة من “انتشار واسع للمجاعة وسوء التغذية والأوبئة” بين السكان. في الوقت ذاته، تقدر السلطات الصحية في غزة أن عدد القتلى الفلسطينيين قد تجاوز 62 ألف شخص منذ بدء الحملة العسكرية الإسرائيلية في أعقاب هجمات السابع من أكتوبر.

اقرأ أيضًا: تكريم غير مسبوق لأوائل الثانوية العامة والأزهر بشمال سيناء بحضور المحافظ ووكيل التعليم