سارة خليفة .. في واحدة من أقوى الضربات الأمنية التي شهدتها البلاد خلال الفترة الأخيرة، نجحت الأجهزة الأمنية في إسقاط شبكة إجرامية منظمة يقودها عدد من الأشخاص، على رأسهم المتهمة سارة خليفة، التي كانت تعمل سابقًا في المجال الإعلامي. العملية كشفت تفاصيل صادمة عن حجم نشاط إجرامي غير مسبوق، وتورط شخصيات بارزة في تصنيع وترويج مادة “البودر” المخدرة داخل معامل سرية أُعدّت لهذا الغرض.
تحقيقات الأجهزة الأمنية تكشف ماضي سارة خليفة.. من الإعلام المجهول إلى الجريمة المنظمة
كشفت التحريات أن المتهمة سارة خليفة لم تكن سوى شخصية مثيرة للجدل، حصلت على الشهادة الابتدائية فقط، لكنها ظهرت لاحقًا عبر قنوات غير مرخصة وقدمت برامج دون تصريح رسمي من نقابة الإعلاميين، ما جعل نشاطها الإعلامي محل شك منذ البداية. وبالرغم من الظهور الإعلامي، فإنها كانت تدير نشاطًا آخر في الخفاء، أكثر خطورة وأوسع نطاقًا.
عملية أمنية محكمة تسقط “عصابة البودر”.. مداهمة شقتين في قلب العاصمة
بناء على تحريات دقيقة استمرت لأشهر، تحركت قوة أمنية مشتركة من قطاع مكافحة المخدرات والأمن العام، ونفذت مداهمة مفاجئة لشقتين فاخرتين في قلب القاهرة، حيث تم القبض على سارة خليفة وعدد من أعضاء التشكيل العصابي المعروف إعلاميًا بـ”عصابة سارة خليفة”.
وخلال المداهمة، تم العثور على كميات ضخمة من المواد المخدرة وأجهزة تصنيع وتغليف متطورة، ما أكد أن الأمر لا يتعلق بنشاط فردي بل بشبكة محترفة.
تفاصيل مذهلة عن المعامل السرية.. ومخدرات بـ420 مليون جنيه
ضبطت القوات الأمنية خلال المداهمة ما يزيد عن 200 كيلو جرام من مادة البودر المخدرة، وهي نوع شديد التأثير على الجهاز العصبي، ويتم تصنيعه بخلطات كيميائية معقدة. كما تم العثور على أدوات تصنيع متطورة تشمل خلاطات صناعية، معقمات، عبوات تغليف، ومواد خام أولية تُستخدم في تصنيع الحشيش الصناعي.
وقدّرت الجهات الأمنية القيمة السوقية للمضبوطات بنحو 420 مليون جنيه، ما يؤكد ضخامة هذا النشاط وامتداده داخل السوق المصري للمخدرات.
مضبوطات إضافية تكشف حجم العائدات.. سيارات فارهة وذهب وأموال
إلى جانب المخدرات، تم ضبط 5 سيارات فارهة، وكميات كبيرة من المشغولات الذهبية، بالإضافة إلى مبالغ مالية ضخمة بالعملة المصرية والعملات الأجنبية. وقد أشارت التحقيقات الأولية إلى أن هذه الممتلكات تمثل عائدات مباشرة من أنشطة الاتجار بالمخدرات وغسل الأموال.
اعترافات تزلزل التحقيقات.. المتهم السادس يكشف الرأس المدبر
أثناء التحقيقات التي استمرت أكثر من 10 ساعات، فاجأ المتهم السادس جهات التحقيق باعترافات صادمة، أكد خلالها أن سارة خليفة كانت المديرة الفعلية للتشكيل العصابي، وأنها تشرف شخصيًا على عمليات التصنيع والتوزيع والتخزين، بل وتصدر التعليمات مباشرة لباقي الأفراد.
ووصفت النيابة هذه الاعترافات بأنها نقطة التحول في القضية، بعدما أكدت الصلة المباشرة بين المتهمة الأولى والنشاط الإجرامي للتشكيل.
اتهامات ثقيلة تلاحق سارة خليفة.. أبرزها الاتجار وتأسيس تشكيل إجرامي
وجهت النيابة إلى المتهمة سارة خليفة عدة اتهامات جنائية خطيرة، أبرزها:
حيازة مواد مخدرة بقصد الاتجار
تأسيس وإدارة تشكيل عصابي لتصنيع وترويج الحشيش الصناعي
تخزين مواد أولية محظورة
غسل الأموال من خلال شراء أصول مثل سيارات وعقارات ومشغولات ذهبية
تحقيقات رقمية.. النيابة تتحفظ على الهواتف وتفرغ الكاميرات
أمرت النيابة بالتحفظ على جميع الهواتف المحمولة الخاصة بالمتهمين، وتحليل محتواها الفني لاستخلاص الرسائل والمراسلات المتعلقة بأنشطة تصنيع وتوزيع المخدرات. كما تم تفريغ كاميرات المراقبة المحيطة بالشقق التي استخدمت كمقار للتصنيع، في محاولة لرصد تحركات المتهمين وتوثيق مراحل الإنتاج والتوزيع.