كشفت دراسة حديثة عن احتمال ارتباط عادة العبث بالأنف بزيادة خطر الإصابة بمرض الزهايمر، إذ قد يؤدي نخر الأنف إلى تلف الأنسجة الداخلية وانتقال بكتيريا خطيرة، مثل “الكلاميديا الرئوية”، إلى الدماغ.
الدراسة أُجريت على الفئران، وتحتاج لتأكيدها عبر أبحاث بشرية، لكنها تسلط الضوء على أهمية الحفاظ على سلامة التجويف الأنفي.
ونشر موقع “ساينس أليرت” تقريرًا يسلط الضوء على الدراسة من جامعة غريفيث الأسترالية تكشف عن ارتباط محتمل بين عادة العبث بالأنف وزيادة احتمال الإصابة بمرض الزهايمر.
وقال الموقع في تقريره الذي ترجمته “عربي21″، إن نخر الأنف عادة شائعة لدى البشر قد يمارسها 9 من كل 10 أشخاص، إلا أن هذا النوع من الدراسات قد تدفعنا للتفكير قليلًا قبل العبث مجددا بالأنف.
اظهار أخبار متعلقة
وقد كشفت الدراسة التي نُشرت سنة 2022 عن وجود رابط ضعيف لكنه محتمل بين عادة تنظيف الأنف بالإصبع وزيادة خطر الإصابة بالخرف. فالعبث بالأنف قد يؤدي إلى تلف الأنسجة الداخلية ووصول أنواع خطيرة من البكتيريا إلى الدماغ، والذي يستجيب لوجودها بطرق تشبه أعراض مرض الزهايمر.
وأوضح الموقع أن هناك العديد من التحفّظات على نتائج الدراسة، على رأسها أن الأبحاث التي تدعم هذا الارتباط أُجريت على الفئران وليس على البشر، وهو ما يفرض إجراء المزيد من الأبحاث التي قد تُسهم في تعزيز فهمنا لكيفية نشوء مرض الزهايمر، وهو أمر لا يزال يكتنفه الكثير من الغموض.
نتائج الدراسة
أجرى فريق من الباحثين بقيادة علماء من جامعة غريفيث في أستراليا تجارب على بكتيريا الكلاميديا الرئوية التي تُصيب الإنسان وقد تسبب الالتهاب الرئوي.
وكانت دراسات سابقة قد أظهرت وجود هذه البكتيريا في غالبية أدمغة المصابين بالخرف المتأخر، ما يدعم احتمال وجود علاقة بين هذه العدوى وتطور المرض.
وقد أظهرت دراسة جامعة غريفيث التي أُجريت على الفئران، أن هذه البكتيريا قادرة على الانتقال عبر العصب الشمي الذي يربط بين التجويف الأنفي والدماغ. والأكثر من ذلك أنه عند حدوث تلف في الظهارة الأنفية، وهي النسيج الرقيق في الجزء العلوي من التجويف الأنفي، تزداد حدة العدوى العصبية. أدى ذلك إلى تراكم المزيد من بروتين الأميلويد-بيتا في أدمغة الفئران، وهو بروتين يُفرز استجابةً للعدوى.
اظهار أخبار متعلقة
وقد تم العثور على تراكمات (أو تكتلات) من هذا البروتين بتركيزات كبيرة في أدمغة الأشخاص المصابين بمرض الزهايمر.
وقال عالم الأعصاب جيمس سانت جون من جامعة غريفيث في أستراليا في أكتوبر/ تشرين الأول 2022: “نحن أول من يُظهر أن بكتيريا الكلاميديا الرئوية يمكن أن تنتقل مباشرة عبر الأنف إلى الدماغ ويمكنها حينها التسبب بأمراض تبدو مشابهة لمرض الزهايمر”.
وأكد الموقع أن الباحثين تفاجأوا بالسرعة التي تمكنت بها بكتيريا الكلاميديا الرئوية من السيطرة على الجهاز العصبي المركزي للفئران، حيث حدثت العدوى في غضون 24 إلى 72 ساعة. ويُعتقد أن البكتيريا والفيروسات تعتبر الأنف طريقًا سريعًا إلى الدماغ.
الحاجة إلى مزيد من الأبحاث
حسب الموقع، ليس من المؤكد أن تكون التأثيرات التي كشفت عنها الدراسة هي نفسها على البشر، أو حتى أن تكون تراكمات الأميلويد-بيتا سببًا لمرض الزهايمر، إلا أنه من المهم متابعة مثل هذه الأدلة العلمية من أجل فهم الزهايمر بشكل أفضل.
وقال سانت جون في هذا السياق: “نحتاج إلى إجراء هذه الدراسة على البشر للتأكد مما إذا كانت الأمور تسير بالطريقة ذاتها. هذا البحث اقترحه العديد من الباحثين، لكنه لم يُكتمل بعد. ما نعرفه هو أن هذه البكتيريا نفسها موجودة لدى البشر، لكننا لم نتمكن من اكتشاف كيفية وصولها إلى هناك”.
اظهار أخبار متعلقة
وأضاف الموقع أنه من المتوقع أن تكون هناك دراسات مماثلة على البشر، ولكن حتى ذلك الحين يُوصي سانت جون وزملاؤه بعدم تنظيف الأنف ونتف شعره باليد بسبب الأضرار المحتملة التي قد تلحق بالنسيج الواقي للأنف.