قبل أن تتخذ قرارك الكبير.. تعرف على دعاء الاستخارة كاملاً ووقته وكيفيته الصحيحة.
تُعد صلاة الاستخارة من السنن النبوية الجليلة التي يلجأ إليها المسلمون عند مواجهة القرارات المصيرية في حياتهم، سواء كانت متعلقة بالزواج أو العمل أو السفر أو أي أمر هام، لطلب العون والخير من الله تعالى، وهي تمنح القلب طمأنينة وراحة نفسية عميقة بعد التوكل عليه وتفويض الأمر له.
معنى صلاة الاستخارة وأهميتها في حياة المسلم
تُعرف صلاة الاستخارة بأنها طلب الخير من الله عز وجل عند الوقوع في حيرة بين خيارين أو أكثر، أو عند الإقدام على أمر جديد يحتاج إلى توجيه إلهي. تُجسد هذه الصلاة مبدأ التوكل على الله تعالى وتفويض كل الأمور إليه، وقد وردت أهميتها في السنة النبوية الشريفة من خلال حديث صحيح عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه، مما يؤكد على مكانتها الكبيرة في العبادات الإسلامية كسبيل لاتخاذ القرارات الصائبة في الحياة اليومية.
كيفية أداء صلاة الاستخارة خطوة بخطوة
لأداء صلاة الاستخارة بشكل صحيح، يجب اتباع خطوات يسيرة كما وردت في السنة النبوية الشريفة، وهي خطوات ميسرة لمن يرغب في طلب العون الإلهي في أموره:
- النية الصادقة لأداء صلاة الاستخارة قبل الشروع فيها.
- الوضوء الكامل ثم صلاة ركعتين من غير الفريضة، كأي نافلة.
- قراءة سورة الفاتحة وبعدها سورة قصيرة في كل ركعة، ويُفضل قراءة سورة الكافرون في الركعة الأولى وسورة الإخلاص في الركعة الثانية.
- بعد التسليم من الصلاة، يُقال دعاء الاستخارة النبوي الشريف كاملاً.
- التوكل على الله تعالى بعد الدعاء واتخاذ القرار الذي ينشرح له الصدر ويطمئن إليه القلب، فإذا كان خيراً يسره الله، وإن كان غير ذلك صرفه.
نص دعاء الاستخارة النبوي الشريف
يُعد دعاء الاستخارة هو جوهر هذه الصلاة، وهو الدعاء الذي علمه النبي صلى الله عليه وسلم لأصحابه، ونصه كما ورد في الحديث الشريف: “اللهم إني أستخيرك بعلمك، وأستقدرك بقدرتك، وأسألك من فضلك العظيم، فإنك تقدر ولا أقدر، وتعلم ولا أعلم، وأنت علام الغيوب، اللهم إن كنت تعلم أن هذا الأمر خير لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاقدره لي ويسره لي ثم بارك لي فيه، وإن كنت تعلم أن هذا الأمر شر لي في ديني ومعاشي وعاقبة أمري فاصرفه عني واصرفني عنه، واقدر لي الخير حيث كان، ثم ارضني به.” وعند ذكر “هذا الأمر” يُسمي المسلم حاجته التي يستخير فيها.
أفضل أوقات الاستخارة وأوقات الكراهة
يُفضل أداء صلاة الاستخارة في أي وقت من الليل أو النهار ما عدا أوقات الكراهة، وهي الفترة بعد صلاة الفجر حتى شروق الشمس وارتفاعها قليلاً، وكذلك عند غروب الشمس حتى تختفي تماماً. ويُعتبر الثلث الأخير من الليل هو أفضل وقت لأداء صلاة الاستخارة، حيث تتنزل الرحمات وتفتح أبواب الاستجابة للدعاء. يمكن للمسلم تكرار الاستخارة عدة مرات إذا لم يشعر بالراحة أو الاطمئنان تجاه قرار معين، فالمداومة على طلب الخير من الله أمر مستحب.
علامات استجابة دعاء الاستخارة والطمأنينة
بعد أداء صلاة الاستخارة ودعائها، تظهر علامات معينة تدل على استجابة الله وتيسيره للأمر أو صرفه عنه. وتشمل أبرز هذه العلامات انشراح الصدر بشكل واضح لأحد الخيارات المطروحة، وزوال الحيرة والتردد، والشعور العميق بالطمأنينة والسكينة تجاه المسار الذي يختاره المسلم، حتى لو كان عكس ما كان يميل إليه في البداية. هذه الطمأنينة القلبية هي الدليل الأهم على تيسير الله للأمر أو صرفه.