استأنفت روسيا ضرباتها الجوية على أوكرانيا، وفق ما ذكر مسؤولان محليان أوكرانيان الاثنين (21 نيسان/ أبريل 2025)، في أعقاب هدنة هشة استمرت 30 ساعة أعلنتها موسكو بمناسبة عيد الفصح، في حين اعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب عن أمله في التوصل إلى “اتفاق” خلال هذا الأسبوع بين البلدين.
وأفاد حاكم منطقة دنيبروبيتروفسك في شرق أوكرانيا سيرغي ليساك على تلغرام بأن “الجيش الروسي أطلق طائرات مسيرة على المنطقة”. وأضاف أن أضرارا لحقت بمنزل واندلع حريق في مصنع للمواد الغذائية، ولم ترد أنباء عن وقوع إصابات. وقال حاكم ميكولايف (جنوب) فيتالي كيم إن الغارات الجوية الروسية استؤنفت أيضا في المنطقة. كما أفاد حاكم منطقة تشيركاسي (وسط) إيغور تابوريتس بحدوث ضربات بطائرات مسيرة. وكتب على تلغرام “في سمائنا، تم تدمير ثماني طائرات مسيرة روسية من قبل قوات ووسائل الدفاع الجوي”. واضاف أن “منشأة تعرضت لأضرار” مشيرا إلى عدم ورود أنباء عن وقوع إصابات.
ومساء الأحد، اتهم الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الذي وافق على وقف اطلاق النار، روسيا بانتهاك هدنة عيد الفصح “أكثر من ألفي مرة”، لكنه أكد أنه لم تحدث أيّ غارات جوية روسية خلال النهار. وفي هذا السياق، اقترح وقف أيّ ضربات باستخدام الطائرات المسيّرة والصواريخ على المنشآت المدنية لمدة لا تقل عن 30 يوما.
وعلى الجانب الروسي، وجهت لأوكانيا اتهامات مماثلة بخرق الهدنة، بينما أعلنت وزارة الدفاع عن محاولات فاشلة من قبل جنود أوكرانيين لـ “مهاجمة مواقع روسية” في منطقتي سوخا بالكا وبجاتير في منطقة دونيتسك ، شرقي أوكرانيا. وأعلنت موسكو أنّ كييف هاجمت أيضا مناطق بريانسك وكورسك وبيلغورود الحدودية الروسية، مشيرة إلى “سقوط قتلى وجرحى من المدنيين”. وفي ما يتّصل بوقف إطلاق النار الذي انتهى الأحد الساعة 21,00 بتوقيت غرينتش، أوضح المتحدّث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف لوكالات أنباء روسية أنّ الرئيس ” فلاديمير بوتينلم يصدر أيّ أمر بتمديده”.
ترامب يأمل بنهاية الحرب
يأتي ذلك بعدما أعرب الرئيس الأميركي دونالد ترامب في منشور على منصته تروث سوشل، عن أمله في توصّل روسيا وأوكرانيا إلى اتفاق سلام “في هذا الأسبوع”. وكتب “آمل بأن تُبرم روسيا وأوكرانيا صفقة في هذا الأسبوع”، واعدا الطرفين بأن ينعما “بتعاملات تجاريّة مزدهرة مع الولايات المتحدة”.
وفي خطوة، فُسرت على أنها دليل على نفاذ صبره، هدد ترامب الجمعة بالانسحاب من المفاوضات، في حال لم يحصل أي تقدم سريع في المناقشات المنفصلة التي يجريها مساعدوه منذ عدة أسابيع مع كييف وموسكو. ورغم تراجع حدة القتال، فإن الاتهامات المتبادلة تظهر مدى صعوبة فرض وقف مؤقت للأعمال العدائية بعد أكثر من ثلاث سنوات من الهجوم الروسي على أوكرانيا.
ومنذ اندلاع الحرب، جرت محاولتان سابقتان لإرساء هدنة خلال عيد الفصح في نيسان/أبريل 2022 وكانون الثاني/يناير 2023، لكنهما فشلتا بسبب رفض موسكو في المرة الأولى وكييف في المرة الثانية.
وأكدت روسيا استعادة السيطرة على نحو 99,5% من الأراضي التي احتلها الأوكرانيون في منطقة كورسك الروسية منذ صيف عام 2024. ومن شأن هذا التقدم أن ينقل الجبهة بكاملها مرة أخرى إلى الأراضي الأوكرانية.
تحرير: و.ب