12:29 م
الإثنين 21 أبريل 2025
الغربية – مروة شاهين:
اجتاحت حالة من الغضب والاستياء مواقع التواصل الاجتماعي في مصر، إثر انتشار مقطع فيديو يظهر كلبًا من فصيلة الهاسكي في حالة إعياء شديدة، بعد قيام أهالي قرية محلة مرحوم التابعة لمركز طنطا بمحافظة الغربية بالتحفظ عليه، وقيام مدير الطب البيطري بطنطا بحقنه أدت إلى نفوقه- وفق أحد شهود العيان.
بداية الواقعة من رواية الأهالي
يروي هشام مرعي، أحد أهالي قرية محلة مرحوم ووالد إحدى ضحايا عقر الكلب، تفاصيل بداية الواقعة قائلًا: “إن الكلب ظهر في شوارع القرية قبل نحو خمسة أيام، وهاجم خلال تلك الفترة أكثر من طفل، من بينهم ابنتي الصغيرة التي أصيبت بجروح في ذراعيها وتلقت العلاج اللازم والمصل في الوحدة الصحية بالقرية”.
ويضيف الأب أنه قبل يومين، وأثناء وقوف ابنته بجانبه أمام المنزل، فوجئ بالكلب يهاجم طفلًا آخر في الشارع، وعندما تدخل لإنقاذ الطفل، هاجم الكلب ابنته مرة أخرى وعقرها في ذراعيها، مشيرا إلى أنه توجه بابنته إلى الوحدة الصحية، حيث فوجئ بوجود حالات أخرى مصابة بعقر من نفس الكلب الهاسكي.
استغاثة بالطب البيطري ومحاولة السيطرة
نتيجة لتكرار حوادث العقر، توجه أهالي القرية إلى الدكتور حمدي حجاج، مدير الطب البيطري بطنطا، كونه من أبناء القرية، وناشدوه التدخل السريع لضبط الكلب وحماية أطفالهم، وبالفعل، قامت حملة من الطب البيطري بالبحث عن الكلب في شوارع القرية لمدة يومين، وبمساعدة الأهالي تم العثور عليه.
يستكمل والد الضحية روايته قائلًا: “أهالي القرية كانوا خائفين على أطفالهم بشدة، وحالة الرعب التي تسبب فيها الكلب كانت منتشرة بين الجميع، لذلك، قاموا بضربه بالعصي والشوم حتى وصل إلى حالة سكون، وقاموا بربطه لحين وصول الطب البيطري”.
ويضيف: “نتيجة الضرب، لاحظ الأهالي تألم الكلب وتدهور حالته الصحية، فطلبوا من الطبيب البيطري إعطاءه حقنة مسكنة لتخفيف آلامه مؤقتًا قبل نقله إلى مستشفى لمحاولة إسعافه وإبعاده عن القرية، لكنه توفي في الحال”.
حملة إلكترونية غاضبة.. والأهالي يبررون
فى السياق ذاته، اجتاحت موجة غضب عارمة منصات التواصل الاجتماعي، حيث شن الرواد حملة إلكترونية واسعة ضد أهالي قرية محلة مرحوم والطبيب البيطري.
وعكست العديد من الآراء المنشورة حالة الاستياء الشديد، ومن بينها: “تركهم يربطونه، تركهم يدخلون السرنجة في ذراعه… اتهموه زورًا بالسعار وهو كلب أليف ضل طريقه وكان مرعوبًا من الشارع ومن الأشخاص الذين يضايقونه ويحاول الدفاع عن نفسه… وبدون أي تحقق أو فهم، قتلوه بأبشع طريقة بعد تعذيب… مات بسبب قرار يشبه قلوبهم المتحجرة… والكائن البريء الذي دفع ثمن جريمتهم وجهلهم لا ذنب له… القضية ليست مجرد كلب، بل تتعلق بكل كائن ضعيف قد يتعرض للظلم… يجب أن يعود حق الكلب الهاسكي.”
وبدوره عبر والد الضحية عن استيائه من الحملة التي يقودها البعض على وسائل التواصل الاجتماعي ضد الأهالي والطبيب البيطري، قائلًا: “طيب وحق أطفالنا احنا؟ اتصرفنا كده عشان خايفين على أطفالنا.. فين صاحب الكلب اللي سايبه ليه في الشارع وهو مسعور؟”
رواية الطبيب البيطري: الأهالي قتلوه وطلبوا أدي له حقنة مسكنة
من جانبه، أكد الدكتور حمدي حجاج، مدير الطب البيطري بطنطا، أنه تلقى استغاثة من أهالي قرية محلة مرحوم تفيد بتعرض ثلاثة أطفال للعقر من قبل كلب ضال.
وأضاف أنه تم تشكيل فريق طبي والتوجه إلى القرية للبحث عن الكلب وتوعية الأهالي بكيفية التعامل مع الحيوانات.
وأوضح أنه في اليوم الثاني للبحث، تمكن الأهالي من العثور على الكلب والتعدي عليه بالضرب وربطه، مشيرًا إلى أن الأهالي طلبوا منه إعطاء الكلب حقنة مسكنة لتخفيف آلامه جراء الضرب، لكنه توفي.
ونفى الطبيب مسؤوليته عن وفاة الكلب، مؤكدًا أن دوره توعوي ولم يتدخل في ضرب الكلب أو حقنه بهدف قتله.
كما نفى الدكتور حجاج ما تردد عن إلقاء القبض عليه، مؤكدًا أنه يتعرض لهجوم غير مبرر بسبب انتشار صورته التي نشرها الأهالي لشكره على استجابته لندائهم.
وشدد على أن مهمة الطب البيطري هي التوعية ومحاولة مساعدة الأهالي، وليس التخلص من الحيوانات حتى لو كانت مسعورة.
نفي القبض على الطبيب
في سياق متصل، نفى مصدر مسؤول إلقاء القبض على الدكتور حمدي حجاج، مطالبًا بتحري الدقة فيما يتم نشره حول الواقعة.
الطب البيطري: إنهاء حياة الكلاب ليس إجراء نظاميا
في سياق الجدل الدائر حول واقعة “كلب طنطا”، أكدت الدكتورة شيرين علي ذكي، وكيل نقابة الطب البيطري، على أهمية التمييز بين سلوك العض والإصابة بمرض السعار، وأوضحت في مداخلة هاتفية لبرنامج تلفزيوني أن ليس كل كلب يعض يعتبر مصابًا بالسعار.
وشرحت الدكتورة شيرين أن من أبرز أعراض مرض السعار في مراحله المتأخرة امتناع الحيوان عن الأكل والشرب، كما أشارت إلى ظهور تشنجات عنيفة على الحيوان في تلك المرحلة، مؤكدة أن فيروس السعار يستهدف الجهاز العصبي المركزي للكلب، مما يؤدي إلى تشوش في رؤيته.
وشددت وكيل نقابة الطب البيطري، على أن السعار مرض قاتل بطبيعته ولا يوجد له علاج، مشددة على ضرورة احتفاظ الجهات المختصة بالكلب الذي يشتبه في إصابته بالسعار لمدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع للتأكد من حالته بشكل قاطع.
أشارت الدكتورة شيرين إلى عدم وجود إجراء نظامي يسمى “إنهاء حياة الكلاب بقتلها”، وأوضحت أنه في حال تزايد الشكاوى ضد الكلاب في منطقة معينة، يتم العمل على تطعيم هذه الكلاب ضد السعار كإجراء وقائي.