تطورات مرتقبة.. وزيرا التعليم العالي والبترول يبحثان ملفات حيوية بمعهد بحوث البترول
اجتمع مجلس إدارة معهد بحوث البترول برئاسة المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، والدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، لمناقشة تعزيز ربط البحث العلمي بالصناعة، وتوجيه الجهود البحثية لخدمة قطاع البترول الحيوي. تناول الاجتماع سبل دعم الابتكار وتوسيع نطاق عمل المعهد، واستعراض إنجازاته وقدراته في خدمة التنمية المستدامة.
تعزيز ربط البحث العلمي بالصناعة البترولية
أكد الدكتور أيمن عاشور وزير التعليم العالي والبحث العلمي، أن معهد بحوث البترول يمثل نموذجًا رائدًا في ربط البحث العلمي بالصناعة، مشيدًا بالإمكانيات البحثية والقدرات البشرية المتخصصة بالمعهد. أشار الوزير إلى الاستراتيجية الوطنية للتعليم العالي والبحث العلمي، التي تهدف إلى تحقيق التكامل بين البحث العلمي والقطاع الصناعي، مؤكدًا أهمية توجيه خطط البحث العلمي في المعاهد والهيئات البحثية لتلبية احتياجات التنمية المختلفة ضمن رؤية مصر 2030. شدد وزير التعليم العالي على أهمية تشجيع الابتكار في المجالات العلمية ودعم الباحثين لتحويل مخرجات الأبحاث إلى منتجات عملية بالتعاون مع الشركات الصناعية. كشف الدكتور أيمن عاشور أن الوزارة تعمل على إصدار أول خريطة بحثية لمصر، تربط الخطط البحثية بالاحتياجات التنموية لكل إقليم، لافتًا إلى أن المرحلة الأولى من المبادرة الرئاسية “تحالف وتنمية” شهدت تقديم 104 تحالفات من مختلف القطاعات.
استراتيجية قطاع البترول ودور المعهد
من جانبه، أكد المهندس كريم بدوي وزير البترول والثروة المعدنية، رئيس مجلس إدارة معهد بحوث البترول، أن الاستثمار في البحث العلمي يمثل ركنًا أساسيًا لنجاح أي منظومة صناعية. اقترح وزير البترول عقد اجتماع تنسيقي مشترك يضم رؤساء الهيئات والشركات القابضة بقطاع البترول مع الفريق البحثي بالمعهد، بهدف وضع خريطة واضحة لأولويات التعاون البحثي وتعظيم الاستفادة من الدور البحثي للمعهد بشكل أكبر. يهدف هذا الاجتماع إلى عرض احتياجات الشركات من الدراسات والأبحاث التي تخدم الصناعة، سواء من خلال المعهد أو بالتعاون مع مراكز أبحاث وشركات عالمية، على أن تعقبه اجتماعات دورية ربع سنوية لمواصلة التعاون، وهو المقترح الذي رحب به الدكتور أيمن عاشور، مؤكدًا استعداد وزارة التعليم العالي لتقديم كل التسهيلات لدعم هذا التعاون. أشار المهندس كريم بدوي إلى استراتيجية وزارة البترول التي تتضمن ستة محاور رئيسية تمثل خارطة طريق لتحديد أولويات التعاون وتعظيم دور المعهد، مشيدًا بالخدمات التطبيقية التي يقدمها المعهد في مجال التحاليل والاختبارات وإنتاج الكيماويات، بالإضافة إلى دوره البحثي. دعا الوزير كذلك إلى توسيع نطاق عمل المعهد ليشمل الأبحاث في مجالات الاستكشاف وإدارة الخزانات البترولية والغازية والتعدين، وربط جهوده بالجامعات ومراكز الأبحاث المتخصصة داخل مصر وخارجها بالتعاون مع قطاع البترول.
إنجازات معهد بحوث البترول وقدراته
استعرض الاجتماع جهود معهد بحوث البترول منذ تأسيسه في عام 1974، حيث يركز المعهد على ربط الأبحاث العلمية بالصناعة ومواجهة التحديات الاقتصادية. يضم المعهد هيكلًا بحثيًا وخدميًا متكاملًا:
* سبعة أقسام متخصصة.
* ثمانية مراكز خدمية.
* ثلاث وحدات ذات طابع خاص.
يعمل المعهد على تطوير الكيماويات وإنتاج بدائل محلية للمستوردة، ويمتلك ثلاث مفاعلات لإنتاج الكيماويات بطاقة إنتاجية تصل إلى 35 طنًا يوميًا. يلعب المعهد دورًا محوريًا في تقديم الاستشارات العلمية والفنية لشركات البترول، ومعالجة التحديات المعملية التي تواجه المعامل المركزية التابعة للقطاع، ويساهم بفعالية في إنجاز المشروعات القومية الكبرى. يضم المعهد خبراء رفيعي المستوى في مراقبة الجودة وتقديم خدمات التحاليل في قطاعات الأسمدة والكيماويات والطرق والأنفاق، بالإضافة إلى تدوير مياه الصرف الصحي وغيرها.
مساهمات المعهد في النشر العلمي والتميز الدولي
في مجال البحث العلمي والنشر، يصدر المعهد مجلة علمية متخصصة، وقد نشر 456 بحثًا علميًا خلال عام 2024. يضم المعهد 18 عالمًا ضمن قائمة العلماء الأكثر استشهادًا عالميًا، وقد حصد المركز الثالث في تصنيف سيماجو العالمي للمراكز والمعاهد والهيئات البحثية بمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لعام 2024، مما يعكس تميزه الأكاديمي والبحثي.
القرارات الإدارية ومستقبل المعهد
استعرض المجلس موازنة المعهد للأعوام المالية 2022/2023، 2023/2024، و2024/2025. كما قرر المجلس إعادة تشكيل مجلس التأديب الخاص بأعضاء هيئة البحوث، بالإضافة إلى متابعة القرارات الإدارية المتعلقة بالتعيينات والترقيات داخل المعهد، بما يضمن استمرارية العمل البحثي والإداري بكفاءة.