لوعي أجيالنا.. شيخ الأزهر يدعو لوضع إستراتيجية تعليمية عن القضية الفلسطينية
استقبل فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب، شيخ الأزهر الشريف، اليوم الأربعاء، وفدًا رفيع المستوى يضم وزراء الأوقاف والمفتين ورؤساء المجالس الإسلامية، وذلك على هامش مؤتمر “صناعة المفتي الرشيد في عصر الذكاء الاصطناعي” الذي تنظمه دار الإفتاء المصرية. ركز اللقاء على أهمية توظيف التكنولوجيا الحديثة لخدمة الفتوى الشرعية، وضرورة مواجهة حملات تشويه صورة الإسلام، إلى جانب تعزيز الوعي بالقضية الفلسطينية بين الأجيال الشابة.
توظيف الذكاء الاصطناعي في خدمة الفتوى الشرعية
في مستهل اللقاء، رحب فضيلة الإمام الأكبر بالوزراء والوفود المشاركة، داعيًا الله عز وجل أن يوفق العلماء في مناقشة موضوع مؤتمر صناعة المفتي الرشيد، والإسهام في توظيف تطبيقات الذكاء الاصطناعي لخدمة المفتين وتيسير عملهم. شدد شيخ الأزهر على ضرورة وضع ميثاق أخلاقي ينظم استخدام هذه التقنيات الحديثة، بما يحفظ كرامة الإنسان ويحمي خصوصيته في هذا العصر المتطور.
دعوة الأزهر لمواجهة حملات تشويه صورة الإسلام
أكد شيخ الأزهر الشريف على وجوب التصدي للحملات الممنهجة التي تستهدف تشويه صورة الإسلام ووصمه زورًا بالعنف. أوضح فضيلته أن هذه الحملات أسهمت في تصاعد موجات الخوف من الإسلام وكراهية المسلمين، نتيجة للجهل التام بتعاليمه السمحة ورسالة السلام التي يحملها. وأشار فضيلته إلى أن كثيرًا من المفكرين الغربيين الذين درسوا الإسلام دراسة علمية منصفة، قد أبرزوا حقيقته الناصعة في مؤلفاتهم. وفي هذا السياق، تقع على عاتق الهيئات الإسلامية في الغرب مسؤولية مضاعفة في كشف زيف الروايات المغلوطة عن هذا الدين الحنيف. وأكد الإمام الأكبر أن الأزهر مستعد لتقديم كل أشكال الدعم للمراكز الإسلامية في الغرب، انطلاقًا من رسالته العالمية وحرصه على وحدة المسلمين امتثالًا لقوله تعالى: ﴿وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ اللَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا﴾.
ترسيخ الوعي بالقضية الفلسطينية والتاريخ العربي الإسلامي
تابع فضيلة شيخ الأزهر أن المؤسسات الدينية والتعليمية في العالم العربي والإسلامي تتحمل واجبًا دينيًا وأخلاقيًا يتمثل في التعريف بالقضية الفلسطينية وتاريخ القدس، خاصة في ظل ما تشهده غزة من عدوان غاشم متواصل منذ ما يقارب العامين. استنكر فضيلته عدم معرفة الكثير من أبناء الأمة لأبسط الحقائق التاريخية المتعلقة بفلسطين. ودعا إلى وضع استراتيجية تعليمية متكاملة في مختلف دول العالم الإسلامي، تستهدف:
- رفع وعي النشء والشباب بتاريخهم، وبخاصة تاريخ فلسطين.
- ترسيخ اعتزازهم بهويتهم العربية والإسلامية.
- التصدي لمحاولات تزييف التاريخ التي يروجها الآخرون.
وأكد فضيلة الإمام الأكبر أن الأزهر على أتم الاستعداد للتعاون مع كل الدول لوضع هذه الاستراتيجية التي تخدم وعي الأمة وفكرها وقضاياها المصيرية.
إشادة الوفود الدولية بدور الأزهر الشريف ومواقفه الموثوقة
من جانبهم، أعرب وزراء الأوقاف والمفتون ورؤساء المجالس الإسلامية عن بالغ سعادتهم بلقاء فضيلة الإمام الأكبر، وتقديرهم العميق لجهوده الكبيرة في الدفاع عن قضايا الإسلام والمسلمين حول العالم. أكدوا أن الأزهر الشريف هو ضمير الأمة وملاذ المسلمين على اختلاف مذاهبهم، وأن مواقفه تحظى دائمًا بالترحيب والإشادة والسير خلفها، لما يتمتع به من تقدير وثقة كبيرة لدى كل المسلمين حول العالم.
وأشاد وفد الإفتاء العالمي بجهود الأزهر الشريف وفضيلة الإمام الأكبر في تعزيز وحدة الصف الإسلامي ومواجهة الأفكار المتطرفة. أكدوا أن مبادرات الأزهر العلمية والفكرية تمتد آثارها الإيجابية إلى مختلف أنحاء العالم، وأنه المؤسسة الوحيدة القادرة على الجمع بين الأصالة والمعاصرة في معالجة قضايا الأمة، لما يتمتع به الأزهر من خبرة واسعة وتاريخ ممتد لأكثر من ألف عام في نشر علوم الشريعة واللغة وتصدير العلماء الثقات إلى كل أرجاء العالم.