تطور جديد.. مصر تدرس إطلاق سندات الكوارث الطبيعية لأول مرة في تاريخها

أكد الاتحاد المصري للتأمين أن سندات الكوارث تشكل نقلة نوعية في الأدوات المالية المتاحة لتعزيز قدرة شركات التأمين على مواجهة المخاطر الكبرى الناتجة عن الكوارث الطبيعية. وتعمل هذه السندات كوسيلة مبتكرة لنقل المخاطر من قطاع التأمين إلى أسواق المال العالمية، مما يضمن استقرار السوق وقدرة الشركات على الوفاء بالتزاماتها حتى في أصعب الظروف.

ما هي سندات الكوارث وكيف تعمل

سندات الكوارث هي أدوات دين ذات عائد مرتفع تطرحها شركات التأمين أو الحكومات لجمع أموال مخصصة لتغطية الخسائر المالية الضخمة الناتجة عن كوارث طبيعية محددة مسبقاً. وفي حال عدم وقوع الكارثة خلال فترة صلاحية السند، يحصل المستثمرون على عوائد مجزية. أما إذا وقعت الكارثة وتجاوزت الخسائر حداً معيناً متفقاً عليه، فقد يخسر المستثمرون جزءاً من رأسمالهم أو كله لتعويض شركات التأمين.

اقرأ أيضًا: رقم لم يسجله منذ شهور.. تطور جديد في سعر الدولار اليوم الأربعاء بالبنوك المصرية

آلية إصدار سندات الكوارث خطوة بخطوة

تعمل سندات الكوارث وفق آلية محددة تضمن تحقيق الهدف منها وهو توفير السيولة اللازمة لمواجهة الأخطار الكبرى.

  • يقوم المستثمرون بشراء السندات وتقديم رأس المال لشركة التأمين أو الجهة المصدرة.
  • يتم إيداع رأس المال في حساب ضمان أو من خلال شركة ذات غرض خاص تعرف باسم SPV.
  • تُحدد شروط السند بوضوح، بما في ذلك نوع الكارثة المغطاة والمنطقة الجغرافية والحد الأدنى للخسائر الذي يؤدي لتفعيل السند.
  • إذا لم تحدث الكارثة خلال فترة السند، يسترد المستثمرون رأس المال كاملاً مع الفوائد المتفق عليها.
  • إذا وقعت الكارثة وتجاوزت الخسائر الحد المتفق عليه، يتم استخدام رأس المال لتعويض المتضررين وقد يخسر المستثمرون استثمارهم.

مزايا وعيوب سندات الكوارث للمستثمرين والشركات

توفر سندات الكوارث فوائد كبيرة لقطاع التأمين ولكنها لا تخلو من المخاطر بالنسبة للمستثمرين.

اقرأ أيضًا: تأكيد مهم.. وزير قطاع الأعمال يضع “بناء الإنسان” ركيزة أساسية لكل عمليات الإصلاح والتطوير

  • المزايا: تقدم عوائد جذابة للمستثمرين مقارنة بالاستثمارات التقليدية، وتساعد على تنويع المحافظ الاستثمارية لأن أداءها غير مرتبط بأسواق المال، كما تعزز قدرة شركات التأمين على إدارة المخاطر وتوفير السيولة.
  • العيوب: يواجه المستثمرون خطر فقدان كامل رأس المال عند وقوع الكارثة، كما أنها أدوات مالية معقدة تتطلب فهماً عميقاً للمخاطر، وقد تكون سيولتها في السوق الثانوية محدودة مقارنة بالأوراق المالية الأخرى.

نمو قياسي لسوق سندات الكوارث بالأرقام

شهدت سوق سندات الكوارث العالمية نمواً ملحوظاً في السنوات الأخيرة، مدفوعة بزيادة وتيرة الكوارث الطبيعية وحاجة شركات التأمين إلى أدوات أكثر فاعلية لإدارة المخاطر.

المؤشرالقيمة
إجمالي إصدارات السندات منذ بداية 202518.1 مليار دولار
إجمالي إصدارات السندات في عام 202316.4 مليار دولار
حجم سوق سندات الكوارث الإجمالييقترب من 50 مليار دولار
متوسط العائد للمستثمرين في 2024وصل إلى 16%
الخسائر الاقتصادية للكوارث (النصف الأول 2025)135 مليار دولار
قيمة تعويضات شركات التأمين (النصف الأول 2025)80 مليار دولار

تجارب دولية في استخدام سندات التأمين ضد الكوارث

نجحت عدة دول في الاستفادة من سندات الكوارث لتعزيز مرونتها المالية في مواجهة الأخطار الطبيعية.

اقرأ أيضًا: قفزة مفاجئة.. تحديث أسعار الذهب اليوم في مصر مع تغيرات الأوقية

  • جامايكا: أصدرت سنداً لمواجهة الأعاصير بهدف تقليل العبء المالي على الحكومة وتوفير استجابة سريعة.
  • تركيا: أطلقت برنامجاً للتأمين ضد الزلازل وأصدرت سندين في عامي 2013 و2015 بقيمة 500 مليون دولار.
  • الولايات المتحدة: تعتبر من أكبر الأسواق العالمية لهذه السندات، حيث تصدر ولاية فلوريدا سندات بانتظام لمواجهة مخاطر الأعاصير.
  • اليابان: استخدمت السندات لمواجهة أخطار الزلازل بالتعاون بين الحكومة وشركات إعادة التأمين.
  • المكسيك: أصدرت الحكومة سندات عبر البنك الدولي لتغطية مخاطر الزلازل والأعاصير.

أهمية سندات الكوارث لمستقبل قطاع التأمين

تلعب هذه السندات دوراً حيوياً في دعم استقرار صناعة التأمين من خلال نقل جزء من المخاطر إلى أسواق رأس المال، مما يعزز قدرة الشركات الاستيعابية ويحرر رأس المال لاستخدامه في مجالات أخرى. ومع تزايد حدة الكوارث بسبب تغير المناخ، أصبحت هذه الأداة المالية أكثر أهمية لتوفير تمويل سريع وفعال يساعد على سد الفجوة بين الخسائر الاقتصادية والخسائر المؤمن عليها. ويدرس الاتحاد المصري للتأمين بالتعاون مع هيئة الرقابة المالية الاستفادة من هذه التجارب لفتح آفاق جديدة أمام السوق المصرية.

اقرأ أيضًا: قفزة غير متوقعة.. أسعار الذهب مساء اليوم 19-8-2025 | مفاجأة في عيار 21