شهدت أسعار النفط تراجعًا لافتًا في ختام تعاملات الأسبوع، أمس الجمعة، وذلك بسبب توقعات بأن تقوم منظمة “أوبك+” اليوم السبت بزيادة إنتاجها النفطي خلال شهر يوليو، بأكثر مما كان متوقعًا في السابق. هذا التراجع دفع العقود الآجلة لخام برنت للهبوط بـ 57 سنتًا (0.90%) ليغلق عند 62.78 دولار للبرميل، بينما انخفض خام غرب تكساس الوسيط الأمريكي بـ 15 سنتًا (0.25%) ليغلق عند 60.79 دولارًا للبرميل، بعد أن كان قد خسر أكثر من دولار في وقت سابق من اليوم.
أوبك+ تزيد الضغط.. هل يرتفع إنتاج النفط؟
جاء انخفاض أسعار النفط بعد تقرير لوكالة رويترز أشار إلى أن تحالف أوبك+ قد يبحث زيادة في إنتاج النفط خلال شهر يوليو، تتجاوز الزيادة التي أقرتها المجموعة سابقًا لشهرَي مايو ويونيو، والتي بلغت 411 ألف برميل يوميًا. وعلق مات سميث، المحلل الرئيسي في شركة “كبلر للأمريكيتين”، على هذه التطورات قائلًا: “ما تخطط له أوبك+ لا يبدو يدعم سوق النفط بشكل خاص”.
الفائض العالمي للنفط.. تحليل جي بي مورجان
وفي السياق ذاته، أشار محللون من بنك “جي بي مورجان” في مذكرة إلى أن زيادة إنتاج أوبك+ المتوقعة تأتي في وقت يتسع فيه الفائض العالمي من النفط ليصل إلى 2.2 مليون برميل يوميًا. وأوضحوا أن هذا الفائض قد يستلزم تعديلًا في أسعار النفط لتحفيز استجابة العرض وإعادة التوازن للسوق. ويتوقع المحللون أن تبقى الأسعار ضمن نطاقها الحالي قبل أن تتراجع إلى مستويات أوائل الخمسينيات بحلول نهاية العام.
ترامب والرسوم الجمركية.. عامل جديد في هبوط النفط
لم يكن عامل أوبك+ الوحيد المؤثر في أسعار النفط، فقد ذكر فيل فلين، المحلل البارز في “برايس فيوتشرز جروب”، أن منشورًا للرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب على موقع “تروث سوشيال”، بدا وكأنه يهدد بتغييرات إضافية في مستويات الرسوم الجمركية على الواردات الصينية، مما أضاف ضغطًا على أسعار النفط الخام. وأكد فلين أن “رسالة ترامب الاجتماعية بشأن عدم التزام الصين بتهدئة الرسوم الجمركية، بالإضافة إلى خبر رويترز، دفعت الأسعار للهبوط”.
يأتي ذلك في ظل توقعات باستمرار الرسوم الجمركية التي فرضها ترامب، خاصة بعد أن أعادت محكمة الاستئناف الفيدرالية فرضها مؤقتًا يوم الخميس، وهو ما يعكس قرارًا سابقًا لمحكمة تجارية بوضع حد فوري لتلك الرسوم الشاملة.
منصات الحفر الأمريكية.. انخفاض غير مسبوق
على صعيد آخر، أعلنت شركة خدمات الطاقة “بيكر هيوز” في تقريرها الأسبوعي الذي يحظى بمتابعة وثيقة يوم الجمعة، أن شركات الطاقة الأمريكية خفضت عدد منصات النفط والغاز الطبيعي العاملة للأسبوع الخامس على التوالي، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021. ويعد هذا أول انخفاض لعدد منصات الحفر لخمسة أسابيع متتالية منذ سبتمبر 2023. وأوضحت الشركة أن هذا الانخفاض الأسبوعي أدى إلى تراجع إجمالي عدد منصات الحفر بحوالي 37 منصة، أي بنسبة 6%، مقارنة بالفترة نفسها من العام الماضي.
بالتفصيل، انخفض عدد منصات النفط بأربع منصات ليصل إلى 461 هذا الأسبوع، وهو أدنى مستوى له منذ نوفمبر 2021، بينما ارتفع عدد منصات الغاز بمنصة واحدة ليصل إلى 99 منصة.