حصيلة غير مسبوقة.. موجة الحر في إسبانيا تحصد أرواح أكثر من 1100 شخص

تسببت موجة الحر الشديدة التي اجتاحت إسبانيا في وفاة أكثر من 1100 شخص خلال أسبوعين فقط، بحسب تقديرات رسمية حديثة. وتعكس هذه الأرقام المقلقة حجم الأزمة الصحية التي خلفتها درجات الحرارة القياسية، وتضع السلطات أمام تحدٍ كبير لحماية السكان، خاصة الفئات الأكثر ضعفاً.

تفاصيل حصيلة وفيات موجة الحر في إسبانيا

أعلن المعهد الإسباني للصحة العامة كارلوس الثالث أن نظام مراقبة الوفيات اليومية المعروف باسم “مومو” سجل 1149 حالة وفاة مرتبطة بالحرارة في الفترة بين 3 و18 أغسطس. ويعتمد هذا النظام على مقارنة أعداد الوفيات المسجلة بالمتوسطات التاريخية المتوقعة لنفس الفترة، حيث تُنسب الزيادة غير الطبيعية إلى عوامل استثنائية مثل موجات الحر الشديدة.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. بعد اتفاقية السعودية وباكستان، الكشف عن ترتيب الجيش السعودي في قائمة أقوى جيوش العالم 2025

كبار السن الأكثر تضرراً من الطقس الحار

يؤكد الخبراء أن التأثير الأكبر لموجة الحر كان على كبار السن والأشخاص الذين يعانون من أمراض مزمنة. فالحرارة المرتفعة تستنزف قدرة الجسم على تنظيم وظائفه الحيوية، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة قد تصل إلى الجفاف الحاد أو السكتات القلبية. وتبرز هذه الأزمة الحاجة الماسة لتطوير خطط وقاية أكثر فعالية لحماية هذه الفئات الهشة.

خبراء المناخ يربطون الظاهرة بالاحتباس الحراري

يرى علماء المناخ أن تكرار موجات الحر القاسية في إسبانيا ليس حدثاً معزولاً، بل هو مرتبط بشكل مباشر بظاهرة التغير المناخي. ومع استمرار ارتفاع متوسط درجات حرارة الكوكب، أصبحت شبه الجزيرة الأيبيرية من أكثر المناطق الأوروبية تعرضاً لموجات الطقس الحار الطويلة والشديدة. ويحذر المختصون من أن هذه الظواهر ستصبح أكثر تكراراً وشدة في المستقبل ما لم يتم اتخاذ إجراءات عالمية حاسمة.

اقرأ أيضًا: لينك مباشر.. رابط نتيجة تنسيق المرحلة الثالثة 2025 لطلاب الثانوية العامة

تداعيات اقتصادية وصحية تتجاوز الخسائر البشرية

لا تقتصر آثار موجة الحر على الخسائر في الأرواح، بل تمتد لتشمل جوانب اقتصادية واجتماعية متعددة. فقد تسببت الأزمة في ضغط هائل على القطاع الصحي الإسباني نتيجة ارتفاع حالات الإجهاد الحراري والطوارئ الطبية. كما تأثرت قطاعات حيوية أخرى بشكل كبير مثل الزراعة والطاقة، مع زيادة الطلب على استهلاك الكهرباء لتشغيل أجهزة التبريد.

دعوات لسياسات عاجلة لمواجهة مخاطر الحرارة المرتفعة

دفعت هذه الأرقام المقلقة إلى تصاعد الدعوات في إسبانيا لتبني سياسات وقائية أكثر صرامة لمواجهة الظروف المناخية القاسية. وتشمل هذه المطالب تعزيز الوعي المجتمعي بمخاطر الحرارة، وتوسيع المساحات الخضراء في المدن لتلطيف الأجواء، بالإضافة إلى تحسين البنية التحتية الصحية. كما شدد الخبراء على ضرورة تكاتف الجهود الدولية لمواجهة التغير المناخي الذي بات يهدد حياة الملايين حول العالم.

اقرأ أيضًا: لفتة إنسانية مؤثرة.. محافظ القاهرة يكرم طلاب الثانوية العامة بمستشفى 57357