أكبر تحدي.. أزمة نقص العمالة تهدد مستقبل الطاقة المتجددة عالميًا
يواجه قطاع الطاقة النظيفة العالمي أزمة متنامية في توفير العمالة الماهرة، مما يهدد بتعطيل خطط التوسع الطموحة في مشروعات طاقة الرياح والطاقة الشمسية. ويأتي هذا التحدي في وقت يتزايد فيه الطلب على الكفاءات المتخصصة بمعدل أسرع بكثير من العرض المتاح في سوق العمل، الأمر الذي قد يبطئ جهود التحول نحو مصادر الطاقة المستدامة.
أسباب اتساع فجوة العمالة في قطاع الطاقة النظيفة
تتراكم أسباب أزمة نقص العمالة في الطاقة المتجددة على مدار سنوات نتيجة غياب التخطيط طويل الأمد لإعداد كوادر فنية مؤهلة. ويعود السبب الرئيسي إلى ضعف الوعي بالفرص الوظيفية في هذا المجال، بالإضافة إلى انتقال الخبراء ذوي الخبرة إلى صناعات أخرى يُنظر إليها على أنها أكثر استقرارًا. كما تساهم محدودية البرامج التعليمية المتخصصة في التقنيات النظيفة، وضعف التنسيق بين الشركات والمؤسسات الأكاديمية، في تفاقم هذه المشكلة.
حلول مقترحة لسد النقص في وظائف الطاقة المتجددة
يوصي الخبراء بضرورة التحرك السريع لردم الفجوة بين متطلبات السوق والمهارات المتاحة عبر مجموعة من الإجراءات العملية. ويتطلب تجاوز هذه التحديات تبني استراتيجيات توظيف جديدة تركز على جذب الشباب وتشجيعهم على الانخراط في مسارات مهنية واعدة ضمن قطاع الطاقة النظيفة. ومن أبرز الحلول المقترحة ما يلي.
- إنشاء تحالفات استراتيجية بين شركات الطاقة والمؤسسات التعليمية لتصميم مناهج تتناسب مع احتياجات السوق.
- توسيع نطاق برامج التدريب العملي والتلمذة الصناعية لتزويد الخريجين بالخبرة الميدانية اللازمة.
- تطوير معايير اعتماد مهني حديثة تتماشى مع التطورات التكنولوجية السريعة في القطاع.
تحديات إضافية تواجه نمو الطاقة النظيفة
لا تقتصر العقبات التي تواجه صناعة الطاقة المتجددة على نقص العمالة فقط، بل تمتد لتشمل تحديات أخرى تعيق وتيرة النمو. فعلى الرغم من انخفاض تكاليف إنتاج الكهرباء من مصادر الرياح والشمس، يواجه القطاع صعوبات في الحصول على الأراضي المناسبة للمشروعات. كما يتأثر باضطراب سلاسل التوريد العالمية، والشكوك السياسية في بعض الأسواق الرئيسية، بالإضافة إلى الإجراءات البيروقراطية المعقدة اللازمة للحصول على التصاريح.
توقعات مقلقة لمستقبل العمالة في الطاقة المتجددة
تشير دراسات اقتصادية حديثة إلى أن الطلب العالمي على مشروعات الطاقة الشمسية والرياح مرشح للتضاعف أربع مرات خلال السنوات القادمة. هذا النمو الهائل يجعل من الصعب سد النقص الحالي في الكفاءات البشرية اللازمة لتنفيذ هذه المشروعات الضخمة. ووفقًا لتقديرات شركة ماكينزي، سيصطدم القطاع بعجز شبه كامل في توفير المهندسين والفنيين المؤهلين لعمليات التطوير والبناء والصيانة، مما قد يؤدي إلى تعطيل جزء كبير من المشروعات المستقبلية.