«القطط الجنود» في زمن الحرب.. سعاة بريد و«تمائم حظ»

تم تحديثه السبت 2025/3/29 01:08 م بتوقيت أبوظبي

هل تتخيل أن القطط، تلك الحيوانات الوديعة، يمكن أن تتحول إلى «جنود» في خنادق الحرب وتضطلع بـ«مهام عسكرية» صعبة؟

اقرأ أيضًا: أبرز 4 معلومات عن إبراهيم عادل وزوجته وناديه قبل بيراميدز وعائلته

نعم، حدث ذلك فعلًا، فقد شارك أكثر من نصف مليون قط «أوروبي» في الحرب العالمية الأولى (1914-1918).

ومعظم هذا العدد الكبير جرى توجيهه إلى الخنادق التي غزتها الفئران، ناقلةً معها أمراضًا خطيرة تهدد حياة الجنود في الجبهة وغذاءهم.

اقرأ أيضًا: لا داعي لزيارة الفروع بعد اليوم.. كيفية فتح حساب بنك الخرطوم أون لاين 2025 عبر التطبيق أو الموقع الرسمي

لفترة طويلة، عانى الجنود من أعراض غريبة، أدرك القادة أن الفئران التي تزدحم بها الخنادق هي التي تنقلها، والأسوأ أنها تنتشر بسرعة كبيرة لا تمنح هؤلاء العسكريين حتى فرصة الوصول إلى أقرب مستشفى لتلقي العلاج.

اقرأ أيضًا: بعثة الأهلي تغادر إلى قطر خلال ساعات للمشاركة في البطولة العربية

ولم يكن ذلك فقط ما قضّ مضجع الجنود، بل كانت الفئران تسرق المواد الغذائية التي كانوا يضعونها أو يخزنونها لاستهلاكها. ونظرًا لسياق الحرب حينها، فإن تأمين الطعام لم يكن أمرًا يسيرًا، ولذلك كان الحفاظ عليه يشكل أهمية قصوى.

كان العالم حينها قد غاص في أهوال حرب مدمرة دخلها الأوروبيون بتحالفات ضمن سياسة تم تفعيلها لتوّها عقب اغتيال ولي عهد النمسا، فرانز فرديناند، في العاصمة البوسنية سراييفو في 28 يونيو/حزيران 1914.

اقرأ أيضًا: كيف تفاعل رواد مواقع التواصل الاجتماعي مع أداء مرموش أمام تشيلسي؟ (كوميك)

وفي خضم تلك الحرب التي استمرت لأكثر من أربع سنوات وأسفرت عن حصيلة ثقيلة بمقتل وإصابة أكثر من 20 مليون شخص، تسابقت الأطراف المتحاربة على تطوير تكتيكاتها العسكرية.

لكن في جانب ما، كانت التكتيكات العسكرية تعتمد بدورها بشكل كبير على الحيوانات. ولئن تركزت كتب التاريخ على الأحصنة والكلاب والحمام، فإن القطط لعبت دورًا محوريًا وقامت بمهام متعددة في جبهات القتال، وفق تقارير تاريخية.

اقرأ أيضًا: الإسعاف الإسرائيلي: إصابة 3 عناصر من الشرطة إثر عملية إطلاق النار قرب سلفيت

ما دورها؟

أغرق الأوروبيون خنادقهم بالقطط، حيث جندوا أكثر من نصف مليون من هذه الحيوانات الوديعة التي تبدو ظاهريًا غير مؤهلة للاضطلاع بأدوار معقدة، خصوصًا في الجبهات.

لكن الأوروبيين استثمروا طبيعة تلك الحيوانات وميزاتها، واعتمدوا عليها بشكل كبير في تخليص الجنود من الفئران التي غزت الخنادق ونقلت معها أمراضًا قاتلة وهددت غذاءهم.

ولم يكن ذلك فقط ما قامت به القطط، بل شكلت، بفضل حاسة الشم القوية التي تتمتع بها، أداة تحذير مبكر للعسكريين من الهجمات الكيميائية التي شنها الألمان.

فمع بداية تلك الهجمات القاتلة، كان لا بد من إيجاد كائنات حية تعوض الجنود في ساحة معركة الغاز القاتل، الذي يتكون من غاز الكلور السام والخردل.

وبالفعل، أرسلت بريطانيا في عام 1915 نحو نصف مليون قط إلى الجبهة الغربية، حيث كان جنودها يتمركزون في مواجهة الألمان.

وهناك، استُخدم ذلك العدد الكبير من القطط للتحذير من الهجمات الكيميائية، حيث كانت تفارق الحياة بمجرد استنشاقها للغاز المميت، وبذلك يدرك الجنود أن هجومًا قد وقع في ذلك المكان فيتفادونه.

سعاة بريد وتمائم حظ

لم تكن مهام تلك القطط عسكرية فحسب، بل استخدمها الألمان والحلفاء أيضًا لنقل الرسائل بين الخنادق وتبادل التهاني، خصوصًا خلال هدنة عيد الميلاد التي جرى إقرارها بين يومي 24 و25 ديسمبر/كانون الأول 1914.

في الأثناء، كان قادة عسكريون فرنسيون وبريطانيون ينظرون بعين الريبة إلى تلك القطط المتنقلة بين الخنادق، وأدركوا أنها تلعب دورًا ما.

ودفع ذلك جنرالًا فرنسيًا إلى إعدام قط كان يتجه نحو خنادق الألمان بتهمة «الخيانة»، في رواية طريفة لكن حقيقية تناقلها المؤرخون.

ولم يكن ذلك كل ما قدمته القطط في تلك الحرب، بل كان الكثير من الجنود يعتقدون أنها تجلب الحظ السعيد لدورها في رفع معنوياتهم.

ولذلك، كان الكثير من الجنود يقضون أوقات فراغهم في الجبهات في مداعبة القطط وتقاسم الطعام معها، بل اختارت الكثير من الفرق العسكرية صورة قط كشعار لها.

تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *