سلاح غير مسبوق.. القراصنة الروس يطورون هجماتهم على أوكرانيا بتقنيات الذكاء الاصطناعي

استخدم قراصنة روس الذكاء الاصطناعي لأول مرة في هجمات التصيد الاحتيالي ضد أوكرانيا هذا الصيف عبر إرفاق برامج خبيثة تبحث تلقائيًا عن الملفات الحساسة في أجهزة الضحايا وترسلها إلى موسكو. وتعد هذه الحملة أول حالة مؤكدة تستخدم فيها الاستخبارات الروسية نماذج لغوية كبيرة لإنشاء أكواد ضارة، مما يمثل تصعيدًا خطيرًا في الحرب السيبرانية.

تصعيد روسي بالذكاء الاصطناعي في الهجمات

كشفت تقارير تقنية من الحكومة الأوكرانية وشركات أمن سيبراني متخصصة أن الهجمات الروسية الأخيرة لم تكن تقليدية. فالبرنامج الخبيث المرفق في رسائل التصيد كان مدعومًا بتقنيات الذكاء الاصطناعي للبحث عن بيانات حساسة داخل أجهزة الكمبيوتر المستهدفة. هذه التقنية الجديدة تجعل القراصنة المتمرسين أكثر سرعة وفعالية في عملياتهم دون أن تحول المبتدئين إلى خبراء.

الذكاء الاصطناعي يغير قواعد الأمن السيبراني

لم يعد استخدام الذكاء الاصطناعي حكرًا على جهة معينة بل أصبح ساحة سباق بين المهاجمين والمدافعين. حيث بدأت مجموعات قرصنة من روسيا والصين وإيران في دمج هذه الأدوات لتحسين هجماتهم. ومن أبرز استخداماتها تحسين رسائل الاحتيال عبر البريد الإلكتروني لتصبح أكثر إقناعًا ويصعب كشفها، مثل الهجوم الأخير الذي استهدف مستخدمي خدمة Gmail عبر رسائل صوتية مزيفة تسرق بيانات الدخول بالكامل.

سباق التسلح بين القراصنة والمدافعين

على الرغم من تطور الهجمات، يبدو أن كفة الدفاع ما زالت هي الأرجح في هذا السباق التقني. وتستخدم شركات كبرى مثل جوجل و”كراود سترايك” الذكاء الاصطناعي للكشف عن الثغرات الأمنية قبل أن يستغلها المهاجمون. على سبيل المثال، نجح فريق الأمن في جوجل باستخدام نموذج الذكاء الاصطناعي Gemini في اكتشاف أكثر من 20 ثغرة أمنية خطيرة في برامج شائعة.

مستقبل الهجمات السيبرانية وتهديد الذكاء الاصطناعي المستقل

يحذر الخبراء من أن المستقبل قد يحمل تهديدات أكبر مع تطور أدوات الاختراق الآلية المتاحة للجميع. وقد يؤدي ذلك إلى استهداف الشركات الصغيرة التي لا تملك أنظمة دفاع متقدمة على نطاق واسع. كما يبرز تهديد جديد يتمثل في الذكاء الاصطناعي المستقل (Agentic AI) الذي يمكنه تنفيذ مهام معقدة بمفرده، مثل إرسال رسائل وتنفيذ أكواد، مما قد يشكل خطرًا داخليًا كبيرًا على الشركات. وتشمل أبرز استخدامات الذكاء الاصطناعي في هذا المجال ما يلي.

• إنشاء شفرات خبيثة بشكل تلقائي.
• تحسين رسائل التصيد الاحتيالي لتبدو رسمية وموثوقة.
• تحليل كميات ضخمة من البيانات لاستهداف الضحايا بدقة.
• اكتشاف الثغرات الأمنية في الأنظمة والشبكات بسرعة فائقة.