وباء صامت.. خبير عالمي يكشف كيف يُسرّع الذكاء الاصطناعي انتشار الشائعات

حذّر البروفيسور نوح جيانسيراكوزا، أستاذ الرياضيات بجامعة بنتلي والزميل الزائر في جامعة هارفارد، من أن الذكاء الاصطناعي يمنح القدرة على إنشاء آلاف الأخبار الزائفة بشكل فوري وشبه مجاني. وأوضح الخبير في الخوارزميات أن هذه التقنية تضع ضغطاً هائلاً على الأنظمة المعلوماتية التي تعتمد عليها المجتمعات، مما يهدد بنشر الفوضى وتضليل الرأي العام على نطاق غير مسبوق.

الذكاء الاصطناعي يسرّع صناعة الشائعات

أوضح البروفيسور نوح جيانسيراكوزا أن تأثير الذكاء الاصطناعي على الأخبار المضللة يتجاوز مجرد الإنشاء، ليشمل دورة حياة كاملة تبدأ بالصناعة وتنتهي بالانتشار الفيروسي. ويمكن تلخيص دور التقنية في نشر المعلومات المغلوطة في عدة نقاط رئيسية، حيث أصبح بإمكانها إنشاء محتوى زائف مقنع للغاية يصعب على المستخدم العادي تمييزه عن الحقيقة.

اقرأ أيضًا: طلاء ألماس.. سعر خيالي لطلاء سيارات كاديلاك الجديد يتجاوز 60 ألف دولار

  • إنشاء محتوى مقنع مثل مقاطع الفيديو بتقنية “التزييف العميق” التي أصبحت أسهل وأكثر إتاحة.
  • تسريع عملية إنتاج المقالات الإخبارية الكاذبة بكميات ضخمة، والانتقال من بضع مقالات إلى آلاف المقالات فورياً.
  • التحكم في جيوش من حسابات الروبوتات على منصات التواصل الاجتماعي للمساعدة في نشر المحتوى المزيف والتفاعل معه لزيادة فرصه في الانتشار.
  • استخدام لعبة الأرقام عبر إغراق المنصات بآلاف المقالات ومقاطع الفيديو المزيفة لضمان انتشار بعضها على نطاق واسع.

تزايد مقلق للشائعات في مصر بالأرقام

تتزامن هذه التحذيرات مع بيانات رسمية صادرة عن مجلس الوزراء المصري في فبراير 2024، والتي كشفت عن تصاعد كبير في معدل انتشار الشائعات خلال السنوات الأخيرة. وأظهر التقرير أن عام 2023 شهد النسبة الأعلى من الشائعات منذ عام 2014، حيث تركزت بشكل أساسي في قطاعات حيوية تمس حياة المواطنين اليومية.

القطاع نسبة انتشار الشائعات في 2023
الاقتصاد 24%
التموين 21.2%
التعليم 11.6%
الطاقة والوقود 11%
الصحة 8.3%
الحماية الاجتماعية 6.2%
الإصلاح الإداري 6.2%
الزراعة 4.8%
السياحة والآثار 2.7%
الإسكان 2.1%

هل تتعمد المنصات نشر الأخبار المضللة

يرى جيانسيراكوزا أن المشكلة مع معظم منصات التواصل الاجتماعي الكبرى ليست في نشرها الأخبار الكاذبة عن عمد، بل في صعوبة عملية المراقبة والتحكم في المحتوى. وأشار إلى أن سياسات المراقبة يمكن أن تميل لصالح أطراف معينة، مما يخلق بيئة خصبة لانتشار المعلومات المضللة، كما يتضح من الجدل الدائر حول منصة “X” (تويتر سابقاً) بعد تغيير سياساتها المتعلقة بحرية التعبير.

اقرأ أيضًا: تردد قناة طيور الجنة 2025.. استمتع ببرامج الأطفال الترفيهية والتعليمية

مستقبل الصحافة في مواجهة الذكاء الاصطناعي

حول مستقبل صناعة الإعلام، يعتقد الخبير أن الوضع قد يصبح أفضل وأسوأ في آن واحد. فمن ناحية، قد يتطور الذكاء الاصطناعي ليصبح أداة فعالة في كشف المحتوى المزيف بسرعة. ومن ناحية أخرى، قد يتم استغلاله لتخصيص الأخبار الكاذبة لتناسب كل مستخدم على حدة، مما يزيد من قدرتها على الإقناع والتأثير. وأكد أن التحول الاجتماعي والاقتصادي القادم سيكون كبيراً ومن الصعب التنبؤ بتفاصيله بدقة، بما في ذلك تأثيره على وظائف الصحفيين والإعلاميين.

كيف يستغل الإعلام الذكاء الاصطناعي لصالحه

نصح البروفيسور نوح جيانسيراكوزا المؤسسات الصحفية والإعلامية بالنظر إلى الذكاء الاصطناعي كأداة مساعدة لرفع الكفاءة وليس كبديل للعنصر البشري. يمكن استخدامه لاقتراح أفكار للمقالات والقصص الإخبارية، والمساعدة في عمليات الكتابة والتحرير لتسريع وتيرة العمل. وشدد على ضرورة أن يبقى الصحفي هو المسؤول عن التحقق من المعلومات وتوجيه العملية الإبداعية، تماماً كما يتم استخدام محركات البحث مثل جوجل كأداة مساعدة رغم أنها ليست مثالية. ودعا في النهاية إلى ضرورة أن يضغط الصحفيون والجمهور على شركات التكنولوجيا والحكومات لمعالجة هذه المشكلة النظامية.

اقرأ أيضًا: «مفاجآت مثيرة» زواج كريم محمود عبد العزيز ودينا الشربيني شائعة تثير الجدل مجدداً