تراجع جديد للدولار؟.. مدحت نافع يُجيب عن مصير الجنيه أمام العملة الأمريكية في البنوك

انخفض سعر الدولار مقابل الجنيه المصري مؤخرًا، ويعزى ذلك لعوامل داخلية وخارجية، إضافة لتأثيرات نفسية وسلوكية في السوق، بحسب الخبير الاقتصادي الدكتور مدحت نافع. ويرى نافع أن استمرار هذا الانخفاض يتوقف على تحسن مؤشرات الاقتصاد الكلي بشكل مستدام. وصل الجنيه المصري لأعلى مستوى له مقابل الدولار خلال 6 أسابيع، مسجلًا 48.28 جنيه للشراء و48.38 جنيه للبيع في بنكي الأهلي ومصر.

أسباب انخفاض الدولار مقابل الجنيه

أوضح نافع أن تقارير عالمية، مثل تقارير “جي بي مورجان” و”جولدمان ساكس”، تشير إلى انخفاض عالمي للدولار، مع توقعات بخفض أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، وتراجع الطلب العالمي عليه بسبب تباطؤ الاقتصاد العالمي. كما أشار لتحسن صافي الأصول الأجنبية لمصر إلى نحو 15 مليار دولار، وزيادة احتياطي النقد الأجنبي، وتحسن ميزان المعاملات الجارية، وانحسار الاستيراد الموسمي للطاقة.

دور السياحة الداخلية في دعم الجنيه

ساهمت السياحة الداخلية، التي ارتفعت بنسبة 25%، في زيادة موارد النقد الأجنبي، مما خفّض الطلب على الدولار. وأضاف نافع أن تقييد الإنفاق العام ووضع سقوف للاستدانة الخارجي ساهما أيضًا في دعم الجنيه.

تأثير قرارات البنوك على سعر الدولار

أشار نافع إلى أن قرارات البنوك، وخاصة البنك الأهلي، بتسهيل توفير الدولار للمسافرين وخفض رسوم استخدام البطاقات في الخارج، أرسلت رسائل إيجابية قللت من الطلب على الدولار بغرض الاكتناز.

استدامة انخفاض سعر الدولار

يرى نافع أن استدامة انخفاض الدولار تتطلب تحسنًا في مؤشرات التضخم، وتقليص الفجوة بين سعر الفائدة والتضخم، وتخفيض عجز الميزان التجاري، وتحقيق فائض أولي في الموازنة، ومعالجة العجز الداخلي والخارجي. وأكد على أهمية الحد من الطلب الحكومي والخاص على الدولار من خلال سياسات تصنيع وتوطين إنتاج، مشابهة لخطة “صنع في الصين 2025″، لضمان استقرار الجنيه على المدى الطويل.