بمبادرات فردية.. جيل سعودي جديد يخوض معركة الوعي ضد المحتوى المضلل

يُطرح سؤال جوهري حول دور المعلم الفلسطيني مهندس الوعي في زمن التجهيل المقصود، خاصة عندما نرى جيلاً يتقن القراءة لكنه يجهل الغاية منها، فهذه الأزمة لا تكمن فقط في تقليص أيام الدوام الدراسي أو إغلاق المدارس، بل تمتد إلى عمق الوعي الوطني وتراجع الحس بالرسالة التعليمية التي تحولت من فعل مقاوم إلى مجرد إجراء إداري روتيني.

دور المعلم الفلسطيني مهندس الوعي في مواجهة أزمة التعليم

في قلب النقاشات الوطنية، تبرز عبارة كاشفة تلخص جوهر الأزمة التي يعيشها النظام التعليمي، وهي أننا نُخرّج جيلاً يعرف كيف يقرأ، لكنه يفتقر تمامًا إلى معرفة لماذا يقرأ، وهذا يعكس أزمة وعي عميقة تتجاوز المشاكل اللوجستية كتعطّل المدارس أو نقص أيام الدوام، لتصل إلى صميم الهوية والغاية، فالمعلم الفلسطيني ليس مجرد موظف يؤدي واجبه اليومي ثم يغادر، بل هو فاعل وطني أساسي ومحوري، منوط به مهمة تشكيل العقول وزرع الانتماء، وعندما يفقد التعليم روحه التحررية، يصبح المعلم الفلسطيني مهندس الوعي هو خط الدفاع الأخير للحفاظ على البوصلة الوطنية، فهو الذي يحمل على عاتقه مسؤولية تحويل القراءة من فعل ميكانيكي إلى أداة للفهم والنقد والمقاومة الفكرية، وبذلك يواجه التجهيل الممنهج الذي يسعى لتفريغ التعليم من محتواه الحقيقي.

اقرأ أيضًا: بشرى للمراجعين.. محكمة الأحوال الشخصية بجدة تطلق رقمًا مباشرًا للاستعلام والمتابعة

تحول التعليم من رسالة تحرر إلى أداء إداري: كيف تأثر دور المعلم الفلسطيني؟

لقد شهد التعليم الفلسطيني تحولاً جذرياً في فلسفته، فبعد أن كان فعلاً تحررياً مقاوماً يهدف إلى بناء شخصية وطنية صلبة وواعية، بدأ يتجه نحو مسار إداري جامد يفتقر إلى الرسالة والروح، وهذا التحول لم يكن عفوياً، بل هو نتيجة لضغوط متعددة أدت إلى تراجع الحس الوطني في العملية التعليمية، فتحولت المدارس من مصانع للوعي إلى مجرد مؤسسات تؤدي وظيفة روتينية، وبات يُنظر إلى المعلم الفلسطيني كمنفذ للمناهج لا كقائد فكري، هذه النظرة الإدارية البحتة أفرغت التعليم من أهم أهدافه، وجعلته يركز على مؤشرات قابلة للقياس الكمي على حساب بناء الإنسان، فالمهمة لم تعد صناعة جيل قادر على التفكير، بل تخريج أفراد يجيدون الإجابة في الامتحانات، وهو ما يفسر لماذا أصبح المعلم الفلسطيني مهندس الوعي في زمن التجهيل المقصود يصارع للحفاظ على جوهر رسالته السامية.

التعليم كفعل تحرريالتعليم كأداء إداري
بناء الوعي الوطني والهويةاستيفاء متطلبات وظيفية
تعزيز التفكير النقدي والإبداعالتركيز على الحفظ والتلقين
المعلم قائد فكري وملهمالمعلم موظف منفذ للتعليمات
تخريج مواطن فاعل ومقاومتخريج طالب ناجح في الاختبارات

إعادة إحياء الرسالة: لماذا يعد المعلم الفلسطيني مهندس الوعي الوطني؟

إن استعادة الدور الحقيقي للتعليم تتطلب إعادة الاعتبار لمكانة المعلم، فهو ليس مجرد ناقل للمعلومات، بل هو مهندس الوعي الذي يبني أساس المستقبل الوطني، فالأزمة الحالية لا يمكن حلها فقط بزيادة عدد أيام الدراسة، بل بإعادة الروح إلى العملية التعليمية بأكملها، وهذا يعني تمكين المعلم ودعمه ليكون قادراً على تجاوز حدود المنهج الدراسي، فالرسالة المنوطة به تتضمن غرس قيم الانتماء، وتحفيز الفضول المعرفي، وتعليم الأجيال ليس فقط كيف تقرأ، بل لماذا تقرأ وكيف تحول المعرفة إلى قوة، فالمعلم الفلسطيني مهندس الوعي هو من يستطيع أن يربط بين الكلمة والوطن، وبين العلم والهوية، فدوره يتخطى أسوار الفصل الدراسي ليصبح جزءاً لا يتجزأ من النسيج الوطني المقاوم، وتتجلى أهمية هذا الدور في ظل التحديات القائمة عبر الخطوات التالية:

اقرأ أيضًا: رسميًا.. ارتداء الزي المدرسي الموحد إجباري لجميع المراحل: دليل شامل من وزارة التعليم

  • التركيز على بناء شخصية الطالب بدلاً من حشو ذهنه بالمعلومات.
  • إعادة دمج التاريخ الوطني والنضالي في صلب المناهج التعليمية.
  • تشجيع المبادرات التعليمية التي تعزز التفكير النقدي والإبداعي.
  • خلق بيئة تعليمية تفاعلية تسمح بالحوار وطرح الأسئلة الجوهرية.

إن إدراك أن المعلم الفلسطيني مهندس الوعي في زمن التجهيل المقصود هو حجر الزاوية في أي مشروع نهضوي، هو الخطوة الأولى نحو استعادة التعليم لرسالته الحقيقية كفعل تحرري.

إن استعادة هذه الروح تتطلب جهداً مجتمعياً متكاملاً يعيد للمعلم مكانته، ويدرك أن دوره هو الركيزة الأساسية في معركة الوعي التي يخوضها الشعب الفلسطيني يومياً.

اقرأ أيضًا: تجنبًا للغرامة.. الأحوال المدنية تحدد الموعد الصحيح لتجديد بطاقة الرقم القومي