جدل واسع على السوشيال ميديا.. إعلان نسكافيه: نجوم كرة القدم مادة للسخرية والانتقادات
أثار ظهور نجمي كرة القدم المصريين أحمد سيد زيزو ومحمود حسن تريزيجيه في إعلان جديد لشركة نسكافيه جدلاً واسعاً عبر مواقع التواصل الاجتماعي. جاء هذا الجدل في توقيت حساس، حيث تتجدد الدعوات لمقاطعة المنتجات المرتبطة بدعم إسرائيل، مما أثار غضباً شعبياً كبيراً اعتبر الإعلان تجاهلاً واضحاً للمشاعر تجاه القضية الفلسطينية.
انتقادات حادة تطال إعلان نسكافيه وظهور نجوم الكرة
لم يمر إعلان نسكافيه الجديد الذي يضم نجمي منتخب مصر أحمد سيد زيزو ومحمود حسن تريزيجيه مرور الكرام. فلقد أثار الإعلان موجة غضب عارمة بين رواد منصات التواصل الاجتماعي والشارع العربي. اعتبر متابعون أن ظهور اللاعبين في حملة دعائية لمنتج ضمن قائمة المقاطعة يمثل تجاهلاً صارخاً للمشاعر الشعبية وللقضية الفلسطينية في ظل الظروف الراهنة والمجازر المستمرة في غزة. كثيرون وصفوا هذا الموقف بأنه يتجاوز مجرد عمل تجاري ليصبح موقفاً أخلاقياً غير مقبول. كما قارن المنتقدون بين موقف نجوم الكرة المصريين ونجوم عالميين مثل خواكين فينيكس ومارك رافالو، الذين أعلنوا صراحة دعمهم للقضية الفلسطينية على الرغم من المخاطر التي قد تواجه مسيرتهم الفنية، في حين اختار بعض النجوم العرب طريق الإعلانات التجارية بعيداً عن هذه المواقف.
نجوم الفن يعربون عن صدمتهم من إعلان نسكافيه
لم تقتصر ردود الفعل الغاضبة على جمهور كرة القدم فحسب، بل امتدت لتشمل عدداً من الفنانين الذين عبروا عن استيائهم الشديد. علقت الفنانة فايزة هنداوي بحدة، متسائلة: “هل ينقص زيزو وتريزيجيه المال ليقوما بإعلان لمنتج مدرج ضمن قائمة المقاطعة ويمول الكيان المحتل؟”. وأضافت في تعليقها الذي انتشر على نطاق واسع: “في عز المجازر والتجويع في غزة، وفي الوقت الذي يغامر فيه أناس بأرواحهم في أسطول مانشيت، يقوم نجومنا بالترويج لشركات تدعم الإبادة. هل هؤلاء هم القدوة المنتظرة؟ قدوة الندامة والله”.
من جانبه، انتقد الفنان محمد عطية إعلان نسكافيه بقوة عبر حسابه الشخصي. ذكّر عطية الجمهور بأن نسكافيه منتج داعم للكيان المحتل، مشيراً إلى أن مثل هذا الإعلان لو كان قبل عامين، لكانت الضجة أكبر بكثير. وأكد أن الوضع الحالي أسوأ وأن المقاطعة هي أقل ما يمكن فعله. وتابع محمد عطية بأن نجوم هوليوود مثل خواكين فينيكس ومارك رافالو يدعمون القضية الفلسطينية بقوة وشجاعة، رغم ما قد يسببه لهم ذلك من أزمات، بينما اختار نجومنا طريق الإعلانات التجارية. واختتم عطية تعليقه بالتأكيد على استمراره في المقاطعة، ورفضه اعتبار الإعلان أمراً عادياً، واصفاً إياه بأنه “حاجة حقيرة ولا تتسم بأي نوع من أنواع الإنسانية”.
اتهامات بالمؤامرة: رد فعل جماهير الزمالك على إعلان زيزو
لم تخلُ الأزمة من بعد آخر، فقد دخلت جماهير نادي الزمالك على خط الجدل بطريقتها الخاصة. تداولت بعض الصفحات الزملكاوية تعليقات غاضبة، زعمت فيها وجود مؤامرة ضد النادي بسبب ظهور أحمد سيد زيزو في الإعلان. حيث ظهر زيزو مرتدياً زي قاضٍ، ويحمل ورقة مكتوب عليها “ملف سحب أرض أكتوبر”، وهو ما اعتبره البعض إشارة ضمنية لمؤامرة تستهدف النادي. كتب أحد الجماهير معلقاً: “مؤامرة جديدة من شركة نسكافيه تجاه نادي الزمالك. هذا دليل على أن البلد كلها ضد الزمالك، ونادينا العظيم يتعرض كل يوم لحملات ممنهجة من الدولة”.
ردود أفعال ساخرة وغاضبة تجتاح منصات التواصل
في خضم هذا الجدل، انقسمت الآراء بين من دافع عن اللاعبين، معتبراً أن مشاركتهما في الإعلان مجرد عقد تجاري لا علاقة له بالمواقف السياسية، وبين الأغلبية التي رأت أن توقيت الإعلان كان خاطئاً تماماً، وكشف عن هوة واسعة بين تطلعات الجماهير لموقف مبدئي ثابت، وبين نجوم يفضلون البقاء في دائرة الربح التجاري.
عبر منصات التواصل الاجتماعي، تداول المستخدمون تعليقات ساخرة وقاسية تعكس حالة الغضب. كتب أحد المتابعين ساخراً: “زيزو كان سيظهر جائعاً ليأكل في أي محل فود بلوجر جائع. حلوة الشغلانة دي”. ووصف آخر الموقف قائلاً: “واحد جائع والثاني نصاب”، في إشارة واضحة لزيزو وتريزيجيه.
وجاء تعليق آخر يحمل سخرية: “لماذا ستة بيتزا يا زيزو؟ صحيح جائع”، بينما أضاف مغرد آخر: “الاثنان أبغض من بعض. والله نفس ثقل دم أبو تريكة”.
كما تضمنت التعليقات مقارنات حادة وبعضها انتقد بشدة، حيث جاء تعليق عبر فيسبوك: “زيزو الجعان وتريزيجيه الجربوع يقومان بإعلان نسكافيه، وهو منتج مقاطعة. طبعاً لو شيكا مثلاً كان قام بهذا الإعلان، لكانت الدنيا قد قامت ولم تقعد. ولكن لأنه يتبع نادي الدولة الذي جمهوره يشجع بظهره، لم يفتح أحد فمه”. هذه التعليقات تعكس مدى استياء الشارع الرياضي والرأي العام من ظهور نجوم منتخب مصر في إعلانات منتجات المقاطعة.
وهكذا، تحولت حملة دعائية تجارية إلى أزمة رأي عام حادة، وسط جدل متصاعد بين من يعتبرها سقطة أخلاقية في توقيت حساس للغاية، ومن يراها مجرد عقد عمل بعيد عن أي اعتبارات سياسية أو مجتمعية.
