
07:21 م
الأربعاء 05 مارس 2025
لا يزال الجدل يدور بشأن مسلسل “معاوية”، الذي يعرض على الفضائيات، ضمن دراما شهر رمضان 2025، وكان من المفترض أن يتم عرض تلك الدراما التاريخية، التي توصف بأنها أضخم إنتاج تلفزيوني عربي، قبل نحو عامين، ولكن جرى تأجيله بسبب اعتراضات من مراجع دينية، خاصة شيعية، في العديد من دول العالم، وكان أبرزها اعتراض رجل الدين العراقي مقتدى الصدر.
واليوم الأربعاء، قرر التلفزيون الإيراني منع دبلجة وبث المسلسل، بحسب وسائل إعلام ايرانية.
وأعلنت هيئة تنظيم الإعلام المرئي والمسموع التابعة لمؤسسة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية، منع دبلجة وبث مسلسل “معاوية”، بسبب ما أسمته “تقديم رواية جديدة لحياة معاوية، ومحاولة تطهير الدولة الأموية”، وفقا لما ذكره موقع إيران إنترناشيونال.
وكانت هيئة الإعلام والاتصالات في العراق منعت، السبت، بث مسلسل معاوية خلال شهر رمضان، بسبب اعتبارها أنه قد يؤدي لإثارة السجالات الطائفية.
تدور أحداث العمل حول شخصية الخليفة الأموي معاوية بن أبي سفيان، وفترة الفتنة الكبرى في التاريخ العربي الإسلامي، والصراعات حول تولي الخلافة بعد مقتل الخليفة عثمان بن عفّان.
وتفجر الجدل حول مسلسل معاوية بسبب ظهور بعض الشخصيات المبشرة بالجنة مثل، الخليفة عثمان بن عفان والخليفة الرابع، علي بن أبي طالب.. ما دعا البعض إلى التساؤل عن رأي الإفتاء في تجسيد تلك الشخصيات الدينية في عمل درامي.
وفيما لم يصدر الأزهر الشريف رأيه رسمياً في تصوير وبث المسلسل لأنه لم يعرض عليه، تداول الكثيرون فتوى رسمية سابقة لدار الإفتاء المصرية، يقول فيها الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية الأسبق وعضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف، إن الأنبياء والمرسلين صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين هم أفضل البشر على الإطلاق، وميَّزهم الله تعالى عمن سواهم بأن جعلهم معصومين، ومن كان بهذه المنزلة فهو أعز من أن يُمَثَّل أو يَتَمَثَّل به إنسان، ولذا فإن تمثيلَهم حرامٌ شرعًا.
وتابع جمعة، في نص فتواه عبر بوابة الدار الرسمية: أما الصحابة رضوان الله عليهم: فالمختار للفتوى أنه إذا أُظهِرُوا بشكل يناسب مقامهم من النبي صلى الله عليه وآله وسلم وأنهم خيرة الخلق بعد الأنبياء والمرسلين فلا مانع من تمثيلهم إذا كان الهدف من ذلك نبيلًا؛ كتقديم صورةٍ حسنةٍ للمشاهد، واستحضار المعاني التي عاشوها، وتعميق مفهوم القدوة الحسنة من خلالهم، مع الالتزام بالضوابط الآتية:
أولًا: الالتزام باعتقاد أهل السنة فيهم؛ من حبهم جميعًا بلا إفراط أو تفريط.
ثانيًا: التأكيد على حرمة جميع الصحابة؛ لشرف صحبتهم للنبي صلى الله عليه وآله وسلم، والتوقير والاحترام لشخصياتهم، وعدم إظهارهم في صورة ممتهنة، أو الطعن فيهم والاستخفاف بهم والتقليل من شأنهم.
ثالثًا: نقل سيرتهم الصحيحة كما هي، وعدم التلاعب فيها.
رابعًا: الاعتماد على الروايات الدقيقة وتجنب الروايات الموضوعة والمكذوبة.
خامسًا: تجنب إثارة الفتنة والفرقة بين الأمة الإسلامية.
وشدد عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر الشريف على أنه يُستَثْنَى من هذا الحكم: العشرة المبشرون بالجنة، وأمهات المؤمنين، وبنات المصطفى صلى الله عليه وآله وسلم، وآل البيت الكرام؛ فلا يجوز تمثيلهم لِمَا لَهُم من مكانةٍ عظيمةٍ وسابقةٍ في الإسلام.
وختم فضيلة المفتي الأسبق فتواه، مؤكدا أنه لم يسبق لدار الإفتاء المصرية أن أصدرت -في أي عهد من عهودها منذ نشأتها وإلى يومنا هذا- أيَّ فتوى تبيح تمثيل الأنبياء أو الرسل أو العشرة المبشرين بالجنة أو آل البيت الكرام.
وكان الكاتب المصري خالد صلاح مؤلف مسلسل معاوية قد دافع، عن العمل الدرامي الذي أثار جدلا في الآونة الأخيرة وقرر العراق منعه من العرض.
وكتب صلاح في منشور على فيسبوك أن المسلسل لم يكن يهدف للترويج إلى رواية معينة أو ينحاز لطرف دون آخر وإنما أراد تقديم قراءة جديدة ترسم صورة لمعاوية ابن أبي سفيان من غير اللجوء لمنطق المنتصر والمهزوم.
وقال مؤلف المسلسل في بيان له: “معاوية لم يكن مجرد رجل دولة أو قائد عسكري يخوض معاركه بالسيف، بل كان إنسانا صاغته الأيام كما تصوغ النار الحديد، قاسيا حين تستدعي الحاجة، ولينا حين يتطلب الأمر التروي والتدبر”.
وأضاف صلاح: “سعينا إلى الاقتراب من معاوية كإنسان وجد نفسه وسط زلزال سياسي لا يهدأ، واضطر إلى أن يكون لاعبا رئيسيا في صراعات لم يخترها بنفسه، بل ألقتها الأقدار بين يديه”.
اقرأ أيضًا:
الإفتاء تحذر من فتوى خاطئة منتشرة عن حقن التغذية والفيتامينات
عباس شومان يحذر من بعض الإعلانات قبل الإفطار: خطأ كبير
ءفيديو- أستاذ بالأزهر يحذر من الإفراط في تناول هذه المشروبات بعد الإفطار
أمين الفتوى: المرأة تؤجر على إعداد الطعام إذا نوت الخير في عملها
تعليقات