أكد ناصر جبور، مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء، أن الهزة الأرضية التي سجلت ليل الاثنين كانت معزولة ولم تتبعها أية هزات ارتدادية إلى حدود الساعة؛ مما يعني أنها هزة معزولة، لافتا إلى أنه لا يمكن التنبؤ بما سيحدث مستقبلا.
وقال جبور، ضمن تصريح لجريدة هسبريس الإلكترونية، إن هذا النوع من الزلازل يحدث عندما يكون هناك “تسريب ضعيف للضغط التكتوني، مما لا يؤدي إلى سلسلة ارتدادات”.
وأضاف مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء: “حينما يكون التسريب كبيرا للضغط التكتوني، نشهد حينها سلسلة من الهزات الارتدادية؛ لكن في هذه الحالة، يبقى الأمر مجرد هزة منفصلة”.
وفيما يتعلق بإمكانية وقوع هزة أخرى في الأيام المقبلة، أوضح جبور أن “التنبؤ بالزلازل يبقى أمرا معقدا من الناحية الجيولوجية”، مبرزا: “من الصعب تحديد ما إذا كان الزلزال سيتكرر في المنطقة نفسها أو سيحدث في مناطق أخرى بعيدة. لا يمكن إعطاء توقعات دقيقة بهذا الخصوص”.
أما بخصوص الخسائر، فقد أفاد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء بأنه لم تُسجل أية خسائر في المنطقة التي كانت مركز الزلزال، مفسرا ذلك بأن الهزة كانت متوسطة القوة ولم تكن على مستوى عالٍ من الشدة. كما أورد أن العمق الجيولوجي للزلزال، الذي بلغ حوالي 20 كيلومترا، جعل الناس يشعرون به في مناطق بعيدة مثل تازة، الجديدة، والدار البيضاء؛ لكنه كان أكثر وضوحا في المناطق القريبة من المركز مثل القصر الكبير ووزان.
وأشار جبور إلى أن إحساس ساكنة المدن البعيدة بالهزة رغم أنها ليست قوية راجع بالأساس إلى عمقها، وفسر جبور: “عمق الزلزال هو العامل الأساسي في انتشار تأثيره”، قائلا: “العمق يؤثر على انتشار الموجات الزلزالية، مما يسمح بوصولها إلى مسافات كبيرة، حتى لو لم يكن الزلزال شديد القوة”.
وفي ظل المخاوف التي خلّفها زلزال الحوز الأخير، شدد مدير المعهد الوطني للجيوفيزياء على أهمية التصرف بحكمة وعدم الهلع، قائلا إنه في مثل هذه الحالات يجب “التريث وعدم الفزع عند الإحساس بهزة أرضية، والبقاء في أماكن آمنة داخل المنزل، مثل الاحتماء تحت الطاولات أو في الزوايا القوية من البناء؛ وتجنب الوقوف بالقرب من النوافذ أو الأشياء القابلة للسقوط، مثل الأرفف والجدران غير المستقرة”.
وختم جبور تصريحه لجريدة هسبريس بالتأكيد على أن هذه الإجراءات مهمة للحد من المخاطر وضمان سلامة المواطنين في حال وقوع زلازل أخرى مستقبلا.
وسجل المعهد الوطني للجيوفيزياء التابع للمركز الوطني للبحث العلمي والتقني، بأن هزة أرضية بقوة 5.2 درجات على سلم ريشتر، ضربت مساء أمس الاثنين، إقليم وزان.
وأبرز المعهد أن مركز الزلزال، الذي وقع على عمق 20 كيلومترا، تم تحديده بـ 34,954 درجة شمالا وخط طول 5,635 درجة غربا.
وأوضح أن مركز هذه الهزة الأرضية، التي وقعت حوالي الساعة الحادية عشرة و 48 دقيقة و 43 ثانية ليلا، تم تسجيله بجماعة بريكشة التابعة لإقليم وزان.