بعد الآن ليست مجرد أطباق.. فنون الطهي السعودي توثَّق رسمياً على الطوابع البريدية.
يُعد إصدار طوابع فنون الطهي السعودي خطوة استراتيجية بارزة قامت بها مؤسسة البريد السعودي “سبل”، حيث تهدف من خلالها إلى الاحتفاء بالموروث الثقافي الغني للمملكة وتوثيقه، وتأتي هذه المبادرة ضمن سلسلة من الجهود الرامية إلى إبراز الهوية الوطنية وتسليط الضوء على كنوزها غير الملموسة، لتعكس هذه الطوابع قصة المطبخ السعودي العريق وتقدّمه للعالم في صورة فنية مبتكرة.
شراكة استراتيجية لتوثيق الثقافة عبر إصدار طوابع فنون الطهي السعودي
تجسد هذه المبادرة شراكة استراتيجية متينة بين مؤسسة “سبل” ووزارة الثقافة، وهي شراكة تسعى إلى تعزيز الحضور الثقافي السعودي في مختلف المجالات والمنصات، حيث يتم إضفاء الطابع الثقافي الأصيل على تجربة المستخدمين من خلال منتجات وخدمات البريد السعودي؛ مما يحول الأدوات البريدية اليومية إلى سفراء للثقافة السعودية، ويعتبر إصدار طوابع فنون الطهي السعودي ثمرة مثالية لهذه الرؤية المشتركة، إذ تعمل هذه الطوابع على إبراز التراث الوطني للمملكة وتقديمه بأسلوب يجمع بين الأصالة والإبداع، لتصل رسالة المملكة الثقافية إلى كل ركن من أركان العالم عبر كل رسالة أو طرد بريدي، وهذا التعاون يعكس تكامل الجهود الحكومية للحفاظ على الهوية الوطنية والاحتفاء بها.
أطباق تراثية تزين تصميم طوابع البريد السعودي الجديدة
حملت التصاميم الجديدة لهذه الطوابع التذكارية، التي تبلغ قيمة كل منها ثلاثة ريالات، صورًا لأشهر الأطباق التي تمثل التنوع الجغرافي والثقافي للمطبخ السعودي، فقد تم اختيار أطباق تمثل كل منطقة بعناية لتعكس ثراء النكهات والوصفات المتوارثة عبر الأجيال، وهذا التركيز على التفاصيل يجعل من عملية إصدار طوابع فنون الطهي السعودي حدثًا ثقافيًا بامتياز، فالطوابع لا تقتصر على كونها أداة بريدية بل أصبحت لوحات فنية صغيرة توثق جزءًا مهمًا من هوية المملكة، وقد شملت هذه المجموعة المختارة من الأطباق ما يلي:
- الجريش: الطبق الوطني الذي يتربع على عرش المائدة السعودية ويُعد رمزًا للكرم والأصالة.
- الأرز الحساوي: طبق شهير من المنطقة الشرقية يعكس ثراء منتجاتها الزراعية الفريدة.
- المليحية: وصفة تراثية عريقة تمثل كرم الضيافة في منطقة الحدود الشمالية.
- الحنيذ: طبق مميز من منطقة عسير، يشتهر بطريقة طهيه التقليدية ونكهته التي لا تضاهى.
- السليق: الطبق الحجازي المعروف الذي يُعد جزءًا لا يتجزأ من ثقافة منطقة مكة المكرمة.
إن هذا الاختيار الدقيق للأطباق لم يأتِ من فراغ، بل هو نتيجة جهد منظم لتقديم صورة متكاملة عن المطبخ السعودي، حيث تمثل كل صورة طبقًا ومنطقة وقصة، وهو ما يضيف قيمة ثقافية ومعرفية كبيرة لمبادرة إصدار طوابع فنون الطهي السعودي.
دور هيئة الطهي في إبراز المطبخ السعودي عالميًا
لعبت هيئة فنون الطهي دورًا محوريًا في إنجاح مشروع إصدار طوابع فنون الطهي السعودي، حيث قامت بتقديم الحقائق والمعلومات الدقيقة والأرقام الموثوقة التي تعكس عمق وأصالة المطبخ السعودي، الذي تم تسجيله رسميًا ضمن قائمة التراث الثقافي غير المادي لدى منظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة “اليونسكو”، وتأتي هذه الجهود في سياق مساعي الهيئة المستمرة لنشر ثقافة الطهي السعودي محليًا وعالميًا؛ بهدف ترسيخ مكانة المملكة كنموذج فريد لأصالة فنون الطهي، ووجهة عالمية للتجارب المذهلة في هذا المجال، كما تسعى الهيئة إلى جعل المطبخ السعودي بوابة تنطلق منها طاقات العمل والإبداع في قطاع الأغذية والضيافة، وتعتبر الطوابع البريدية وسيلة فعالة لتحقيق هذا الهدف، إذ تساهم في تعريف العالم بهذا الإرث العريق بشكل جذاب ومبتكر.
يُذكر أن الطوابع البريدية التي تصدرها “سبل” بشكل دوري تواكب دائمًا أبرز الأحداث الوطنية والمناسبات الدولية المهمة، فهي لا تقتصر على كونها أداة لإتمام المعاملات البريدية، بل تُعد سجلًا تاريخيًا مصغرًا، فكل طابع يحاكي حدثًا مهمًا أو يخلد مشهدًا بارزًا في تاريخ المملكة، وهذا النهج الاستراتيجي يجعل من إصدار طوابع فنون الطهي السعودي إضافة قيمة لهواة جمع الطوابع حول العالم، كما أنها تمثل مصدرًا ثريًا للمؤرخين والمهتمين بتدوين التاريخ الاجتماعي والثقافي للمملكة العربية السعودية.
تمثل هذه الطوابع الجديدة جسرًا يربط الماضي بالحاضر، وتحمل في طياتها نكهات وألوان التراث السعودي الأصيل لتقدمها إلى العالم، لتصبح بذلك أكثر من مجرد ورقة صغيرة، بل نافذة تطل على ثقافة غنية ومتنوعة.
