لمواجهة تفشٍ محتمل لأنفلونزا الطيور.. إسبانيا تتحرك لتأمين اللقاحات وتحديث خطط الطوارئ.
خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا أصبحت ضرورة ملحة بعد أن كشفت وزيرة الصحة مونيكا جارثيا عن استراتيجية وطنية استباقية؛ حيث تهدف هذه الخطة إلى التعامل مع التحديات المتزايدة عقب اكتشاف بؤر متعددة في مزارع الدواجن، مما استدعى استجابة سريعة ومنظمة لحماية الصحة العامة والثروة الحيوانية من التهديدات المحتملة للفيروس.
تفاصيل خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا والتحديات اللوجستية
تستند الاستراتيجية الوطنية الإسبانية، التي تحمل اسم “الخطة الوطنية لمكافحة العدوى بالفيروسات الإنفلونزا ذات الأصل الحيواني”، إلى نهج متعدد المستويات لتحديد أولويات التطعيم؛ فهي مصممة للتعامل مع سيناريوهات مختلفة تبدأ من السيطرة على البؤر المعزولة وتصل إلى الاستعداد لاحتمالية حدوث انتقال مستمر للفيروس بين البشر، وأكدت صحيفة “لا كونفدنثيال” الإسبانية أن جوهر هذه الخطة يتمثل في ضمان قدرة النظام الصحي على الاستجابة الفورية لأي حالة إصابة بشرية قد تظهر، على الرغم من أن السجلات الرسمية لم توثق أي إصابات بشرية بالفيروس داخل البلاد حتى هذه اللحظة، وهذا التركيز الاستباقي يعكس حجم القلق الحكومي من تداعيات تفشي المرض.
لقد أدى اكتشاف 14 بؤرة لإنفلونزا الطيور في مزارع الدواجن، يتركز نصفها في منطقة كاستيا وليون وحدها، إلى اتخاذ إجراءات جذرية تمثلت في إعدام ما يقرب من 2.5 مليون دجاجة لوقف انتشار الفيروس؛ وهو ما يبرز الأبعاد الاقتصادية والبيئية للأزمة، ومع ذلك، تواجه خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا تحديًا كبيرًا يتمثل في تأخر تأمين اللقاحات البشرية المضادة لفيروس H5N1، فقد اعترفت وزارة الصحة رسميًا بأن عملية الشراء التي بدأت قبل أكثر من عشرة أشهر لم تكتمل بعد، مما حرم البلاد من المشاركة في عملية الشراء الأوروبية المركزية التي جرت في يونيو 2024 وشملت 15 دولة حصلت على 665 ألف جرعة من لقاح Seqirus.
| البيانات المتعلقة بأزمة إنفلونزا الطيور | التفاصيل الرقمية |
|---|---|
| عدد بؤر تفشي الفيروس المكتشفة | 14 بؤرة |
| عدد الدواجن التي تم إعدامها | 2.5 مليون دجاجة |
| عدد الدول المشاركة في الشراء الأوروبي للقاحات | 15 دولة |
تحديث البروتوكولات كجزء من خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور
لتعزيز الجانب الوقائي ضمن خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا، عملت وزارة الصحة على تحديث بروتوكول الوقاية والسيطرة الموجه بشكل خاص للأشخاص الأكثر عرضة للإصابة بالفيروس؛ ويشمل ذلك العاملين في المزارع التي تحتوي على دواجن أو حتى حيوانات أخرى مثل القضاعة، والتي يمكن أن تكون حاملة للفيروس، والهدف الأساسي من هذا التحديث هو تعزيز آليات المراقبة الصحية بين الأفراد الذين لديهم اتصال مباشر ويومي مع الحيوانات المصابة أو المشتبه بإصابتها، مما يضمن الكشف المبكر عن أي أعراض ومنع تحولها إلى بؤر انتقال بشرية.
تتضمن الإجراءات المحدثة مجموعة من التدابير الصارمة لضمان أقصى درجات الحماية؛ حيث تسعى السلطات من خلالها إلى بناء جدار حماية بشري حول بؤر التفشي الحيوانية، وتعتبر هذه الخطوة محورية في نجاح خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا لأنها تعالج نقطة الضعف الأهم وهي الانتقال من الحيوان إلى الإنسان، وتشمل هذه التدابير ما يلي:
- إجراء فحوصات دورية ومنتظمة للعاملين في المزارع المتضررة.
- توفير معدات الوقاية الشخصية المناسبة والتأكد من استخدامها بشكل صحيح.
- تطبيق برامج توعية وتدريب مكثفة حول أعراض الفيروس وطرق الوقاية منه.
- عزل أي عامل تظهر عليه أعراض مشابهة للإنفلونزا وإخضاعه للفحوصات فورًا.
ويُعد هذا التركيز على المراقبة البشرية النشطة جزءًا لا يتجزأ من استراتيجية الاحتواء الشاملة التي تتبناها الحكومة الإسبانية.
مخاطر إنفلونزا الطيور H5N1 عالميًا وأهمية خطة إسبانيا الوقائية
على الرغم من نجاح إسبانيا في تفادي تسجيل أي إصابة بشرية بفيروس H5N1 على مدى العقدين الماضيين، فإن التجارب الدولية تدق ناقوس الخطر وتؤكد على ضرورة الحفاظ على حالة تأهب قصوى؛ فمنذ عام 1997، تم تسجيل ما يقرب من ألف إصابة بشرية مؤكدة في 25 دولة حول العالم، مع معدل وفيات مقلق بلغ 48%، وهذا الرقم يسلط الضوء على خطورة الفيروس وقدرته الفتاكة عند انتقاله إلى البشر، كما أن دولًا أوروبية مثل هولندا وفرنسا والنمسا والمملكة المتحدة قد سجلت إصابات متفرقة بين العاملين المعرضين للفيروس، مما يثبت أن الخطر قائم حتى في الدول ذات الأنظمة الصحية المتقدمة، ولذلك فإن خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا تعد استثمارًا ضروريًا في الأمن الصحي.
يُعزى صمود إسبانيا حتى الآن أمام الإصابات البشرية إلى تطبيقها بروتوكولات أمان بيولوجي صارمة في مزارعها، ولكن الانتشار المتزايد للفيروس بين الطيور البرية والداجنة يفرض ضغطًا متزايدًا على هذه الدفاعات؛ وهذا الوضع يجعل من الجاهزية الحكومية أمرًا حاسمًا، وتظل فعالية خطة مواجهة انتشار فيروس إنفلونزا الطيور في إسبانيا مرتبطة بشكل وثيق بسرعة وصول اللقاحات، فبدون أدوات التحصين اللازمة، تظل الاستراتيجية الوقائية غير مكتملة وتترك فجوة قد يستغلها الفيروس.
