في مشهد واحد.. صلاة الاستسقاء توحد دعوات الملايين في السعودية طلباً للغيث

شهدت مدن المملكة إقامة صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض والمناطق الأخرى، استجابةً لسنة النبي محمد صلى الله عليه وسلم عند انقطاع المطر وحلول الجدب، حيث توجه المصلون بخشوع إلى المساجد والمصليات المخصصة، رافعين أكف الضراعة إلى الله طالبين نزول الغيث والرحمة لترتوي الأرض وتعم البركات أرجاء البلاد.

إقامة صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين بحضور أمراء المناطق

توافدت جموع المصلين من مختلف الأعمار والشرائح في جميع أنحاء المملكة للمشاركة في هذه الشعيرة المباركة، استجابةً للدعوة إلى أداء صلاة الاستسقاء، وهي سنة نبوية مؤكدة تُقام عند الحاجة الماسة للماء وتأخر نزول المطر، وفي المسجد الحرام، تقدم المصلين صاحب السمو الملكي الأمير سعود بن مشعل بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة مكة المكرمة، حيث أمّهم فضيلة الشيخ الدكتور ياسر بن راشد الدوسري، الذي ألقى خطبة مؤثرة حث فيها الجميع على تقوى الله في السر والعلن، واللجوء إليه بالطاعات والأعمال الصالحة، موضحًا أن الاستغفار والدعاء الصادق من أعظم أسباب استجلاب رحمة الله، كما نبه إلى عظمة نعمة الماء التي بها تقوم حياة كل شيء حي، فمنها تنبت الزروع وتخضر الأشجار وتفيض الخيرات، وربط فضيلته بين نزول القطر من السماء والتزام العباد بالعبادات واجتنابهم للذنوب والمعاصي.

اقرأ أيضًا: لأول مرة يكشف السر.. نبيل شعيل يوضح طبيعة علاقته مع “روتانا” بكلمتين

وفي رحاب المسجد النبوي الشريف، أُقيمت صلاة الاستسقاء في أجواء روحانية مماثلة، حيث أمّ المصلين فضيلة الشيخ الدكتور أحمد بن علي الحذيفي، الذي ركز في خطبته على ضرورة التوجه الكلي إلى الله في كل شؤون الحياة، فبيده سبحانه مقاليد كل شيء وهو القادر على تغيير الأحوال من عسر إلى يسر ومن جدب إلى خصب، وأوضح الشيخ الحذيفي أن تصرفات العباد لها أثر مباشر في واقعهم، مشيرًا إلى أن قسوة القلوب والتهاون في حق الله قد تكون من أسباب انقطاع الغيث، ومع ذلك، دعا الجميع إلى عدم اليأس أو القنوط من رحمة الله الواسعة، فبابه مفتوح دائمًا للتائبين والمستغفرين، مؤكدًا أن أداء صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض يعكس تعلق القلوب بخالقها.

خطب صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض تؤكد على التوبة والاستغفار

كان المحور الأساسي للخطب التي ألقيت خلال صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض هو التأكيد على أهمية العودة الصادقة إلى الله، ففي العاصمة الرياض، تقدم جموع المصلين في جامع الإمام تركي بن عبدالله صاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن بندر بن عبدالعزيز، أمير منطقة الرياض، حيث أشار الشيخ عبدالله آل الشيخ في خطبته إلى أن الالتزام بسنة النبي صلى الله عليه وسلم لا يقتصر على أداء الصلاة فحسب، بل يمتد ليشمل جميع جوانب الحياة من خلال تبني القيم والأخلاق التي تقرب العبد من ربه، وقد شدد على أن الإكثار من الاستغفار والأعمال الصالحة هما مفتاح استجابة الدعاء ونزول الرحمات، فالله سبحانه وتعالى يحب من عباده أن يظهروا فقرهم وحاجتهم إليه، وتعد إقامة صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض تجسيدًا عمليًا لهذه الحاجة والافتقار إلى رحمته.

اقرأ أيضًا: رسميًا وظائف وزارة الخارجية فتح باب التقديم الآن لجميع المؤهلات

ولتحقيق الغاية من هذه الصلاة المباركة، أوصى الخطباء بمجموعة من الأعمال التي ينبغي على المسلم الحرص عليها ليكون دعاؤه أقرب للإجابة، ومنها:

  • تحقيق تقوى الله ومراقبته في جميع الأحوال.
  • الإكثار من الاستغفار وطلب العفو عن الذنوب.
  • التوبة الصادقة من جميع المعاصي والآثام.
  • بذل الصدقات والإحسان إلى الفقراء والمحتاجين.
  • صلة الأرحام ورد المظالم إلى أهلها.

إن هذه الأعمال تمثل جوهر رسالة صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض، فهي ليست مجرد طقس، بل هي مراجعة شاملة لعلاقة العبد بربه ومجتمعه.

اقرأ أيضًا: بعيدًا عن النفط.. كيف يرسم الإعلام والفن ملامح الشراكة الثقافية بين السعودية والصين؟

كيفية طلب الغيث عبر صلاة الاستسقاء في الرياض والمناطق

إن النهج المتبع في طلب السقيا من خلال صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض وباقي المدن يستند بشكل كامل إلى هدي النبي الكريم، حيث يجتمع الناس في تضرع وخشوع، معترفين بذنوبهم وتقصيرهم، ومتوسلين إلى الله بأسمائه الحسنى وصفاته العلى أن يغيثهم، فالصلاة بحد ذاتها مظهر من مظاهر العبودية والخضوع للخالق، وهي تعبير جماعي عن حاجة الأمة إلى رحمة خالقها، وتذكير بأن مصادر الرزق والخير كلها بيد الله وحده، وهو ما ركزت عليه الخطب في مختلف الجوامع والمصليات، فالدعاء والاستغفار والإحسان هي الأسباب الشرعية التي أمرنا الله بالأخذ بها لنيل فضله، وهذه الشعيرة تجدد الإيمان في القلوب وتقوي أواصر التكافل بين أفراد المجتمع الذين توحدوا على هدف واحد هو طلب الغيث من السماء.

وقد عكست مشاهد المصلين وهم يؤدون صلاة الاستسقاء في الحرمين الشريفين والرياض صورة إيمانية صادقة، حيث اجتمع الكبار والصغار والرجال والنساء في مشهد مهيب، راجين من الله أن يمن عليهم برحمته ويسقيهم غيثًا هنيئًا مريئًا، لترتوي به الأرض وتعود الحياة إلى طبيعتها.

اقرأ أيضًا: تطور جديد.. الأرصاد السعودية تكشف مفاجأة بشأن حالة الطقس في السعودية اليوم الثلاثاء 2 سبتمبر 2025

وهكذا، مثلت هذه الصلاة تجسيدًا حيًا لتعاليم الإسلام التي تدعو إلى اللجوء إلى الله في أوقات الشدة، وتؤكد أن أبواب السماء مفتوحة دائمًا لمن يطرقها بصدق وإخلاص.

اقرأ أيضًا: لصحتك أنت وعائلتك: تنظيف النظارات ليس رفاهية.. خبراء يكشفون ارتباطها بأمراض لم تخطر ببالك