لماذا يعتبر العطش الشديد أخطر علامات حموضة الدم عند مرضى السكري؟

تُعد أعراض الحماض الكيتوني السكري وكيفية الوقاية منه من أهم المعلومات التي يجب أن يعرفها كل مريض سكري؛ فهذه الحالة الطارئة قد تتطور فجأة مسببة تدهورًا خطيرًا في الصحة، حيث يشعر المريض بعطش لا يرتوي، وإرهاق شديد، وغثيان تصاحبه رائحة فم تشبه الفاكهة، وهذه العلامات لا ينبغي تجاهلها أبدًا لأنها مؤشر على حالة طبية قد تهدد الحياة.

ينشأ الحماض الكيتوني السكري عندما يعجز الجسم عن الحصول على الأنسولين الكافي لاستخدام الجلوكوز كمصدر للطاقة، فيضطر إلى حرق الدهون كوقود بديل، وهذه العملية ينتج عنها مركبات حمضية تُعرف بالكيتونات، والتي يؤدي تراكمها في مجرى الدم إلى زيادة حموضته بشكل خطير، مما يفرض ضغطًا هائلاً على أجهزة الجسم الحيوية مثل القلب والدماغ، ويمكن أن يتطور هذا الاضطراب بسرعة خلال ساعات قليلة، خاصة لدى مرضى السكري من النوع الأول، وأحيانًا النوع الثاني، الذين لا يلتزمون بجرعات الأنسولين، أو يتعرضون لعدوى بكتيرية، أو جفاف حاد، أو إجهاد جسدي كبير كالخضوع لعملية جراحية؛ فغياب الأنسولين يمنع الجلوكوز من دخول الخلايا، مما يدفع الجسم نحو هذا المسار الأيضي الخطير الذي يسبب الحماض الكيتوني السكري.

اقرأ أيضًا: موعد عرض مسلسل قيامة عثمان Kurulus Osman الحلقة الاولي على قناة الفجر الجزائرية

ما هي أعراض الحماض الكيتوني السكري وكيف تبدأ الأزمة؟

عندما تبدأ الأزمة، تظهر مجموعة من العلامات التحذيرية التي لا يمكن تجاهلها، حيث إن فهم هذه الإشارات المبكرة أمر حاسم لتجنب المضاعفات الخطيرة، وتطور هذه الأعراض في غضون 24 ساعة فقط هو جرس إنذار يتطلب تدخلاً طبيًا فوريًا، فمحاولة التعامل مع هذه الحالة في المنزل قد تؤدي إلى نتائج وخيمة تصل إلى الغيبوبة الكيتونية، لذلك فإن التعرف على أعراض الحماض الكيتوني السكري وكيفية الوقاية منه هو خط الدفاع الأول للمريض، وتشمل أبرز العلامات الشائعة ما يلي:

  • عطش شديد ومستمر لا يرويه شرب الماء.
  • زيادة ملحوظة في عدد مرات التبول وكمياته.
  • آلام حادة في البطن قد يصاحبها غثيان وقيء.
  • شعور بالإرهاق العام وصعوبة بالغة في التركيز.
  • تنفس سريع وعميق بشكل غير طبيعي.
  • رائحة فم مميزة تشبه رائحة الأسيتون أو الفاكهة الناضجة.

إن إدراك هذه الأعراض والتصرف السريع يمثل الفارق بين السيطرة على الوضع وتدهوره بشكل يهدد الحياة، فالحماض الكيتوني السكري ليس مجرد ارتفاع في سكر الدم، بل هو انهيار كيميائي في الجسم.

اقرأ أيضًا: نهاية القلق: هكذا يستعد أولياء الأمور للعام الدراسي الجديد لينقلوا الحماس لأولادهم

تشخيص أعراض الحماض الكيتوني السكري ومؤشرات الخطر

يعتمد التشخيص الدقيق على قياس مستويات السكر والكيتونات في الدم، وهي خطوة حاسمة لتحديد مدى خطورة الحالة واتخاذ الإجراءات اللازمة، فالأرقام لا تكذب وهي التي ترسم صورة واضحة للطاقم الطبي حول مدى الاضطراب الكيميائي في الجسم، ويساعد فهم هذه المؤشرات المريض على معرفة متى يجب عليه طلب المساعدة الطبية الفورية، حيث إن مراقبة مستويات الكيتون تساهم بشكل مباشر في إدارة أعراض الحماض الكيتوني السكري وكيفية الوقاية منه قبل أن يتفاقم، وفي حال استخدام شرائط البول، فإن قراءة “++” أو أعلى تُعتبر مؤشر خطر يستدعي التواصل مع الطبيب.

مستوى الكيتون في الدم (مليمول/لتر)دلالة المستوى والإجراء المطلوب
أقل من 0.6مستوى طبيعي ولا يدعو للقلق.
بين 0.6 و 1.5ارتفاع طفيف يتطلب المتابعة وإعادة الفحص لاحقًا.
بين 1.6 و 3.0خطر مرتفع للإصابة بالحماض الكيتوني ويجب استشارة الطبيب فورًا.
أعلى من 3.0حالة حماض كيتوني سكري مؤكدة تستدعي الذهاب للطوارئ فورًا.

استراتيجيات فعالة لكيفية الوقاية من الحماض الكيتوني السكري

تبدأ الوقاية الفعالة بالالتزام الصارم بالخطة العلاجية الموصوفة من الطبيب، وعلى رأسها أخذ جرعات الأنسولين بانتظام ودقة، والفحص المستمر لمستوى الجلوكوز في الدم، خاصة خلال فترات المرض أو التوتر النفسي أو الجسدي، حيث إن معرفة كيفية الوقاية من الحماض الكيتوني السكري لا تقل أهمية عن علاجه، وينصح الخبراء المرضى بامتلاك جهاز قياس الكيتونات في الدم أو شرائط البول لاستخدامه عند ارتفاع سكر الدم أو الشعور بالتعب، مما يتيح الكشف المبكر عن أي تغير، كما يجب اتباع “قواعد يوم المرض” التي يحددها الطبيب، والتي تتضمن زيادة عدد مرات فحص السكر، والاستمرار في أخذ الأنسولين حتى مع فقدان الشهية، مع ضرورة شرب كميات وفيرة من السوائل لمنع الجفاف.

اقرأ أيضًا: ويجز يكشف خطته الطموحة.. سر الوصول من مصر إلى أفريقيا يبدأ من الداخل

إن العلاج العاجل للحماض الكيتوني السكري ضروري لأنه يمثل انهيارًا في التوازن الكيميائي للجسم؛ فالعلاج في المستشفى لا يركز فقط على خفض السكر، بل يهدف إلى تصحيح هذا الخلل عبر تعويض السوائل والأملاح المفقودة عن طريق الوريد، وإعطاء الأنسولين بشكل مستمر لمساعدة الخلايا على استخدام الجلوكوز مجددًا، مع مراقبة دقيقة لوظائف القلب والكلى، وعندما تبدأ الحالة بالتحسن، يتم إعادة تقديم الطعام والسوائل تدريجيًا حتى يستقر المريض، ولهذا السبب تشدد هيئة الخدمات الصحية الوطنية البريطانية (NHS) على أهمية الاتصال بالإسعاف فورًا عند الشك في الإصابة، بدلاً من محاولة الذهاب للمستشفى بالسيارة.

يصبح القلق مبررًا ويستدعي التدخل الفوري عند ملاحظة أي من الأعراض المذكورة سابقًا، أو في حال استمرار ارتفاع سكر الدم على الرغم من تناول جرعات الأنسولين المعتادة، أو عند قياس مستويات كيتون مرتفعة؛ فالتواصل المبكر مع فريق الرعاية الصحية أو خدمة الطوارئ قد يمنع تفاقم الحالة ويجنب المريض الحاجة إلى الدخول للمستشفى.

اقرأ أيضًا: هاتف Realme GT 8 الجديد يهدد عرش الهواتف الرائدة بسعر لا ينافس.