دراسة تكشف الرابط المباشر بين مواد التنظيف الجاف والإصابة بأمراض الكبد
علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد أصبحت محور اهتمام دراسة حديثة، حيث كشف تقرير علمي أن المواد الكيميائية المستخدمة بشكل شائع في هذه العملية قد تزيد من خطر الإصابة بتليف الكبد بمقدار ثلاث مرات، ويأتي هذا التحذير في ظل تزايد المخاوف بشأن العوامل البيئية التي تساهم في تفاقم أمراض الكبد، والتي قد تتطور من مجرد كبد دهني إلى حالات أكثر خطورة مثل السرطان والفشل الكبدي.
يعد مرض الكبد الدهني المرتبط بالخلل الأيضي (MASLD) أحد أكثر أمراض الكبد انتشارًا على مستوى العالم، وهو غالبًا ما يكون الخطوة الأولى نحو مشكلات صحية أشد تعقيدًا؛ حيث يؤدي الالتهاب المستمر في الكبد إلى تندب الأنسجة، وهي الحالة المعروفة بتليف الكبد، ويقدر الباحثون أن أمراض الكبد مسؤولة عن حوالي 4% من إجمالي الوفيات عالميًا، مما يجعل فهم جميع عوامل الخطر أمرًا بالغ الأهمية، فإلى جانب عوامل نمط الحياة المعروفة مثل التدخين وقلة النشاط البدني واتباع نظام غذائي غير صحي، بدأت الأنظار تتجه بقوة نحو الملوثات البيئية كمحفز رئيسي لهذه الأمراض، الأمر الذي يؤكد أن علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد تستحق دراسة أعمق.
ما هي علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد حسب الدراسات الحديثة؟
أظهرت دراسة جديدة نشرت في مجلة Liver International وجود ارتباط مباشر ومقلق بين مادة كيميائية شائعة واستخدامها في التنظيف الجاف وبين تضاعف خطر الإصابة بتليف الكبد، وهذه المادة، التي تعرف باسم رباعي كلورو الإيثيلين (PCE)، لا تقتصر فقط على محلات التنظيف الجاف؛ بل تدخل في تركيب العديد من المنتجات الاستهلاكية اليومية، وقد سلطت دراسات سابقة الضوء على عوامل الخطر البيئية مثل ملوثات الهواء والمعادن الثقيلة، ولكن هذا البحث الجديد يضع مادة PCE في دائرة الضوء كأحد المسببات الكيميائية المباشرة التي قد تساهم في تدهور صحة الكبد، مما يجعل البحث في علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد ضرورة ملحة للصحة العامة.
مادة PCE الكيميائية وتأثيرها المباشر على تليف الكبد
إن مادة رباعي كلورو الإيثيلين، أو PCE، هي مركب كيميائي عضوي متطاير يستخدم على نطاق واسع في العديد من الصناعات بفضل قدرته الفائقة على إذابة الشحوم والزيوت، وهذا ما يفسر سبب كون علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد وثيقة للغاية، حيث تعتمد عليه هذه الصناعة بشكل أساسي، لكن وجودها لا يقتصر على ذلك؛ فهي تدخل في تصنيع العديد من المنتجات الأخرى التي قد نستخدمها دون وعي بمخاطرها المحتملة.
- المواد اللاصقة والغراء
- منظفات فرامل السيارات
- مزيلات الشحوم المعدنية الصناعية
- مزيلات الطلاء والورنيش
- مزيلات البقع المستخدمة في المنازل
ولطالما ربطت الأبحاث السابقة التعرض لمادة PCE بمشكلات صحية خطيرة أخرى تشمل تلف الكلى، والتسمم العصبي، وزيادة خطر الإصابة ببعض أنواع السرطان مثل سرطان المثانة وسرطان الغدد الليمفاوية، وتأتي الدراسة الأخيرة لتضيف دليلًا قويًا على تأثيرها المدمر على الكبد تحديدًا، مؤكدة أن التعرض لها يزيد من خطر تليف الكبد بشكل كبير.
| النتيجة الرئيسية للدراسة | التفصيل الرقمي |
|---|---|
| نسبة المشاركين بالدراسة الذين لديهم PCE بالدم | 7% من إجمالي المشاركين |
| معدل زيادة خطر الإصابة بتليف الكبد الحاد | 3 مرات أعلى لدى المعرضين للمادة |
نتائج مقلقة: كيف يؤكد الخبراء علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد؟
صرح الدكتور برايان ب، لي، وهو أخصائي بارز في أمراض وزراعة الكبد بكلية كيك الطبية في جامعة جنوب كاليفورنيا، بأن معدلات الإصابة بأمراض الكبد تشهد ارتفاعًا مستمرًا، ومن الضروري فهم العوامل المساهمة في هذا الاتجاه لتوجيه التدخلات العلاجية بفعالية، وأشار إلى أن مادة PCE قد أظهرت بالفعل قدرتها على إحداث تلف في الكبد لدى الفئران في تجارب سابقة، لكن تأثيرها على البشر في سياق أمراض الكبد لم يكن مدروسًا بشكل كافٍ حتى الآن، وهو ما يجعل هذه الدراسة الجديدة نقطة تحول في فهمنا للمخاطر البيئية، وفي ختام الدراسة، وجد الباحثون أن 7% من المشاركين لديهم مستويات قابلة للقياس من مادة PCE في دمائهم، وأن هؤلاء الأفراد كانوا أكثر عرضة للإصابة بتليف كبدي حاد بثلاث مرات مقارنة بالذين لم يتعرضوا للمادة، مما يؤكد بشكل عملي علاقة التنظيف الجاف بتليف الكبد.
أوضح الدكتور برايان أن تليف الكبد يعتبر المؤشر الرئيسي للأمراض والوفيات المرتبطة بالكبد؛ وهذا يعني أن زيادة معدلات الإصابة بالتليف ترتبط بشكل مباشر بارتفاع احتمالية الوفاة بسبب أمراض الكبد، وهو ما يضع النتائج الأخيرة في سياق خطير ويدعو إلى إعادة تقييم استخدام هذه المواد الكيميائية على نطاق واسع.
