أكاديمية “آفاق” تضع الطلاب الموهوبين في السعودية على مسار الابتكار العالمي.
يمثل تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في المملكة العربية السعودية خطوة استراتيجية فارقة، حيث أُطلقت بحضور وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان ووزير التعليم يوسف بن عبدالله البنيان، لتكون بذلك حاضنة وطنية للمواهب الإبداعية الشابة، ومنصة أساسية للارتقاء بالصناعات الثقافية والفنية بما يتماشى مع مستهدفات رؤية المملكة 2030 الطموحة.
ما هي شروط القبول في أكاديمية آفاق للفنون والثقافة؟
تستهدف الأكاديمية في مرحلتها الأولى الطلاب الموهوبين في صفوف محددة، وتضع معايير دقيقة لضمان اختيار الكفاءات الواعدة القادرة على الاستفادة من برامجها المتخصصة، حيث يُفتح باب التقديم للطلاب والطالبات في الصف الرابع الابتدائي أو الصف الأول متوسط، وتتطلب عملية القبول استيفاء عدة متطلبات أساسية لتقييم الموهبة بشكل منهجي وعلمي، وهو ما يضمن تحقيق أهداف أكاديمية آفاق للفنون والثقافة في صقل المهارات الإبداعية منذ سن مبكرة.
ولإتمام عملية التسجيل، يجب على المتقدمين اتباع الخطوات التالية عبر المنصة الرسمية لوزارة الثقافة:
- تقديم ملف أعمال فنية موثّق يوضح مهارات الطالب.
- تقديم عرض أداء حي في مجالات الفنون الأدائية مثل المسرح أو الغناء.
- الخضوع لعملية تقييم مقننة ومصممة خصيصًا لاختيار الموهوبين.
وتعكس هذه الإجراءات الدقيقة جدية التوجه نحو بناء جيل جديد متعدد المهارات، يمتلك الأدوات اللازمة لتعزيز الهوية الثقافية السعودية، ويصبح جزءًا فاعلًا في سوق الإبداع المحلي، مما يشكل دعامة حيوية لمستقبل الاقتصاد المعرفي الذي تسعى المملكة لتحقيقه.
أكاديمية آفاق للفنون والثقافة: نموذج تعليمي مبتكر
تُعتبر أكاديمية آفاق للفنون والثقافة الأولى من نوعها على مستوى المملكة، إذ تقدم نموذجًا تعليميًا متكاملًا يدمج بين المناهج الدراسية المعتمدة من وزارة التعليم والمسارات الفنية والثقافية المتخصصة، فالطالب يخوض رحلة تعليمية فريدة تجمع بين التحصيل الأكاديمي والتدريب الإبداعي المكثف في مجالات متنوعة تشمل الرسم والمسرح والعزف والغناء، وهذا التكامل يعكس توجهًا استراتيجيًا نحو ترسيخ الفنون كجزء لا يتجزأ من التعليم العام.
وقد وصفت وكالة الأنباء السعودية (واس) هذه المبادرة بأنها “خطوة وطنية رائدة”، مشيرة إلى أن الأكاديمية توفر بيئة تعليمية حديثة ومتوازنة ومحفزة على الإبداع، حيث تم تجهيزها بمرافق متطورة ومسارح واستوديوهات فنية متخصصة، ما يمنح الطلاب تجربة تعليمية مبتكرة تطلق العنان لمواهبهم في الفنون البصرية والموسيقية والأدائية، وتعزز قدرتهم على التفكير النقدي والتعبير الإبداعي بأساليب متطورة.
مستقبل الصناعات الإبداعية مع أكاديمية الفنون السعودية
من المقرر أن تفتح الأكاديمية أبوابها لاستقبال الدفعة الأولى من الطلاب والطالبات في العام الدراسي 2025–2026، وذلك عبر فرعين أوليين يقع أحدهما في مدينة الرياض ومخصص للأولاد، والآخر في مدينة جدة ومخصص للبنات، مع وجود خطط مستقبلية للتوسع التدريجي ليشمل باقي المراحل الدراسية والمزيد من المدن السعودية في السنوات القادمة، وهذا الانتشار المخطط له يؤكد على الرؤية طويلة الأمد للمشروع وأهميته الوطنية.
إن الهدف الأسمى من تأسيس أكاديمية آفاق للفنون والثقافة يتجاوز مجرد التعليم الفني، ليصل إلى تمهيد الطريق نحو خلق جيل جديد من المبدعين القادرين على قيادة سوق الصناعات الإبداعية داخل المملكة، وهذا بدوره يدعم الاقتصاد الوطني ويساهم في تنويع مصادر الدخل، ويجعل من الثقافة والفن محركًا اقتصاديًا وثقافيًا في آن واحد.
وبهذا، لا تعد الأكاديمية مجرد مؤسسة تعليمية، بل هي استثمار استراتيجي في رأس المال البشري السعودي، يهدف إلى تمكين المواهب من المساهمة بفعالية في بناء مستقبل ثقافي واقتصادي مشرق ومستدام للمملكة.
