الفنون تدخل المناهج السعودية.. “أكاديمية آفاق” تنطلق بشراكة بين وزارتي الثقافة والتعليم
يُشكل تدشين أكاديمية آفاق للفنون والثقافة نقطة تحول محورية في القطاع الإبداعي والتعليمي بالمملكة، حيث شهد هذا الحدث التاريخي حضور وزير الثقافة الأمير بدر بن عبدالله بن فرحان ووزير التعليم الأستاذ يوسف بن عبدالله البنيان، وقد جرى الإعلان الرسمي عن الأكاديمية يوم الأربعاء الموافق 12 نوفمبر 2025 في مقرها بمدينة الرياض، بالتزامن مع فعاليات الحفل الختامي للنسخة الثالثة من مسابقة المهارات الثقافية.
ما هي أهداف أكاديمية آفاق للفنون والثقافة ورؤيتها المستقبلية؟
يمثل تأسيس أكاديمية آفاق للفنون والثقافة خطوة وطنية رائدة وغير مسبوقة على مستوى المملكة والمنطقة بأكملها؛ فهي تقدم نموذجًا تعليميًا متكاملًا صُمم خصيصًا لرعاية الطلاب الموهوبين في مجالات الثقافة والفنون ضمن قطاع التعليم العام، وتجمع الأكاديمية بين المناهج الأكاديمية التقليدية والمسارات الثقافية والفنية المتخصصة؛ مما يتيح للطلاب فرصة فريدة لصقل مواهبهم وتنميتها في مجالات متنوعة تشمل الفنون البصرية والموسيقية والأدائية، وتهدف هذه المبادرة إلى منحهم تجربة تعليمية مبتكرة تدمج بسلاسة بين المعرفة النظرية والتطبيق الإبداعي، وتعمل على تعزيز قدراتهم بشكل احترافي وممنهج.
انطلقت المرحلة الأولى من المشروع في مدينتي الرياض للبنين وجدة للبنات، مستهدفة بشكل أساسي طلاب الصف الرابع الابتدائي والصف الأول المتوسط، ويأتي هذا ضمن خطة توسع تدريجية ومدروسة تهدف إلى شمول جميع مراحل التعليم العام وكافة مناطق المملكة خلال السنوات القادمة، كما تحرص أكاديمية آفاق للفنون والثقافة على توفير بيئة تعليمية حديثة ومتوازنة، مجهزة بمرافق متطورة ومسارح وأستوديوهات متخصصة، لضمان حصول الطلاب على أفضل دعم ممكن لتطوير مهاراتهم الإبداعية والفنية.
مسابقة المهارات الثقافية ودورها في دعم المواهب الشابة
شهد الحفل الختامي لمسابقة المهارات الثقافية لحظات مميزة تم خلالها تكريم المواهب الصاعدة والإعلان عن أسماء الفائزين في مسارات المسابقة المختلفة، حيث تم عرض أعمالهم الفائزة التي نالت استحسان الحضور، واختير ثلاثة فائزين في كل مسار من المسارات المعتمدة، والتي تنوعت لتشمل مجالات إبداعية واسعة، وكانت المسارات كالتالي:
- المسرح
- الغِناء
- الفن الرقمي
- العزف
- الحِرف اليدوية
- التصوير
- القصة القصيرة
- الأفلام
- المانجا
واختُتم الحفل بالإعلان عن فتح باب التسجيل للنسخة الرابعة من مسابقة المهارات الثقافية، داعيًا المزيد من الطلاب للمشاركة وإبراز مواهبهم، وتُعد هذه المسابقة امتدادًا ناجحًا لنسخها السابقة، حيث تسعى من خلالها وزارتا الثقافة والتعليم إلى اكتشاف وصقل مهارات الطلاب والطالبات، وتوجيه شغفهم نحو ممارسة الفنون، والمحافظة على الإرث الثقافي للمملكة، بما يضمن استثمار طاقاتهم على النحو الأمثل.
مراحل المسابقة ضمن استراتيجية تنمية القدرات الثقافية
مرت مسابقة المهارات الثقافية برحلة تنظيمية دقيقة شملت مراحل متعددة لضمان تحقيق أهدافها بفاعلية، وقد بدأت هذه الرحلة بخطوات مدروسة ومنظمة، وهي:
- تهيئة الميدان التعليمي والثقافي
- الإطلاق الرسمي للمسابقة
- استقبال طلبات التسجيل من الطلاب
- الفرز والتحكيم الأولي للمشاركات
- إقامة حفل خاص في الإدارات التعليمية
- إجراء المقابلات الشخصية للمتأهلين
- تنظيم معسكر تدريبي لتطوير المهارات
- الوصول إلى مرحلة التحكيم النهائي
- تنظيم الحفل الختامي وتكريم الفائزين
تندرج كل من مسابقة المهارات الثقافية ومشروع أكاديمية آفاق للفنون والثقافة ضمن إطار استراتيجية تنمية القدرات الثقافية، وهي مبادرة مشتركة أطلقتها وزارتا الثقافة والتعليم لتعزيز حضور الفنون في المجتمع، واكتشاف المواهب الفنية مبكرًا وإدراجها ضمن منظومة التعليم العام، ويهدف هذا التوجه إلى ربط مخرجات التعليم باحتياجات السوق الثقافي المتنامي، مما يدعم الاستدامة في القطاع الإبداعي ويسهم مباشرة في تحقيق مستهدفات رؤية السعودية 2030.
وبهذه الجهود المتكاملة، ترسخ المملكة مكانتها كحاضنة للمواهب الشابة، وتفتح آفاقًا جديدة أمام الأجيال القادمة ليكونوا جزءًا فاعلًا في بناء مستقبل ثقافي وفني مستدام ومزدهر.
